الجمعة, مايو 17, 2024
الرئيسيةمقالاتد هشام ماجد يكتب : طعنة فى قلب الروح المصرية

د هشام ماجد يكتب : طعنة فى قلب الروح المصرية

أطلقت جمعية أطفال مطمئنة ورئيسها الطبيب النفسي و المحاضر الدولي دكتور/ هشام ماجد حملة لنشر روح الود والمحبة ونبذ العنف والقتل والدموية الجديد علي طبيعة الشعب المصري في الفترة الاخيرة. والذي يعرف بطبيعته الطيبة الأصيلة و إنتشار الود و الرحمة والشهامة بين أفراد المجتمع علي إختلاف طبقاتهم الإجتماعية ومستواهم الثقافي و التعليمي و المادي. ولذلك كان أمرا شديد الغرابة أن نشهد إنتشار ظاهرة العنف وجرائم القتل الوحشية المتكررة في الآونة الأخيرة
بشكل يتنافي تماما مع جميع تعاليم الأديان السماوية والقيم الانسانية ، بل انها تتنافي مع الطبيعة البشرية بشكل عام.
تلك الجرائم الشنيعة اللتي يتجرد فيها الجاني من إنسانيته، ويتفنن في قتل وتعذيب ضحيته وفي التخلص من جثتها ، توجد ورائها نزعات سادية مريضة وحينما نحاول التعمق في أسباب تلك الظاهرة من منظور نفسي بحت، نجد أن هناك عددا من العوامل والأسباب التي أدت الي تحول جذري و ملحوظ في الثوابت والمعايير الأخلاقية للمجتمع و تغيير سلوكيات أفراده بالتبعية ومنها:
١- الانفتاح غير المسبوق علي وسائل التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام أدي الي إنتشار ظواهر غير معهودة من قبل بسبب إنتشار ثقافة العنف في الدراما و الأفلام بشكل متكرر و غير مبرر، و كأن القتل أصبح أمرا عاديا ، و كأن دماء الناس مستباحة. وهناك رأي آخر عن ظاهرة القتل والعنف، وهو بكل بساطة أن تلك الجرائم كانت تحدث من قبل، ودوما ما حدثت علي مر العقود، ولكن كل ما في الأمر هو أن كثرة تداول أخبار تلك الجرائم وتفاصيلها وإجراء تحقيقات صحفية مصورة عنها بشكل مكثف أدي الي تركيز أنظار المواطنين عليها.
٢- الإهتمام الشديد في عرض تلك التفاصيل الصادمة للجرائم والذي لايناسب مشاهدة الأطفال علي الأطلاق ، لذلك يجب الحذر عند تناولها صحفيا .أن تداول تفاصيل الجرائم البشعة بصورة متكررة في تقارير البث الحي Live News Reports يؤدي لنشر الرعب والفزع في نفوس المواطنين.
ويقوم المراسلون باجراء مقابلات كثيرة مع أهل الضحية بل وأهل القاتل ايضا، ويطلبون منهم إعادة التفاصيل المؤلمة للجريمة بشكل لايتناسب مع مراعاة مشاعر أهل الضحية في احيان كثيرة.
وهذا يؤدي بأهل الضحية الي حالة معروفة في الطب النفسي باسم اضطراب ما بعد الصدمة
Post Traumatic Stress Disorder
(PTSD)
وفيها يقوم الشخص بتكرار تفاصيل الصدمة أو الجريمة و تذكرها بشكل مبالغ فيه و كأنه يعيش تلك الأحداث المؤلمة مرة أخري ، و تراوده الأحلام المزعجة والكوابيس عن الجريمة.
٣- هناك عامل آخر شديد الأهمية أدي الي إنتشار الجراثم بشكل غير مسبوق في مجتمعنا المسالم و هو التركيز في الأعمال الدرامية والأفلام السينمائية علي ظاهرة البلطجة وأخذ الحق بالقوة وانتشرت مشاهد القتل و العنف وتعاطي المخدرات والخمور في تلك الأعمال الفنية علي مدار العشرين عاما الماضية.
وقد آدي ذلك الي بعض من اعتياد رؤية تلك الأفعال المشينة بغض النظر عن اضرارها الكثيرة و تحريمها من قبل الاديان السماوبة جميعا. ودفع بعض الشباب الي تجربة تعاطي المخدرات أو اللجوء الي العنف في حل الخلافات والنزاعات اليومية العادية بدلا من اللجوء الي القانون، وها هو القضاء المصري يؤكد علي دوره الفعال في قضية الطالبة نيرة أشوف حيث تم في سابقة قد تكون الأولي من نوعها في القضايا الجنائية إصدار الحكم علي القاتل بإحالة أوراقه إلي فضيلة مفتي الجمهورية مما يحقق العدالة الناجزة. وكان هذا الحكم تاريخيا بسبب سرعته في رد الحقوق لأصحابها.

ونتيجة لهذا الظرف الدقيق من إنتشار العنف والجرائم الوحشية وايماءا الي ما تقدم فإن \”جمعية أطفال مطمئنة\” تتقدم بتلك التوصيات ضمن فعاليات الحملة الوطنية لمناهضة جرائم قتل والانتحار تحت شعار \” المصري طيبة ورحمة\”..
توصيات الجمعية:
١- ضرورة العمل لضمان تشديد العقوبات القانونيه علي الخطاب الذي يحرض على العنف، وإيجاد ميكانزمات شفافة لكيفية التصدي لإساءة استخدام منصات وسائل التواصل الإجتماعي.
٢- الامتناع عن عرض أو نشر أو إذاعة أو ترويج أى فتوى دينية غير منسوبة لجهات الاختصاص. 
٣- إبراز أثر جرائم الحرب والعنف التى يدفع ثمنها الفادح المدنيون الأبرياء، والابتعاد عن تبنى أو ترويج المواقف التى من شأنها إزكاء الحروب وزعزعة الاستقرار الإنسانى. 
٤- مراعاة البعد الإنساني فى التغطية الإعلامية للجرائم والنزاعات والحوادث. 
٥- تشجيع المحتوى الإعلامى الإنسانى لإبراز التجارب الإيجابية المتعلقة بقيم الحوار والتسامح والمساواة ونشر الأخوة الإنسانية.
٦- تشديد الرقابة علي الأدوات المستخدمة في محاولات الانتحار مثل حبة الغلة والأسلحة النارية وما شابة.
٧- التوسع في الخدمات التليفونية للدعم النفسي كمانع الانتحار واستمراره طوال أيام الأسبوع ٢٤ ساعة.
٨- تشكيل وحدات طوارئ نفسية في كل محافظات الجمهورية لها الحق في إحضار مريض نفسي يهدد بالانتحار أو القتل حسب القانون.
٩- التوسع في دراسة الطب النفسي أثناء مرحلة الجامعة لطلبه كليات الطب نظرا للأهمية القصوى لهذا التخصص في مثل تلك القضايا.
١٠- مراجعة كل التشريعات والقوانين الحياتية بما فيها قانون الأحوال الشخصية لحفظ ترابط نسيج المجتمع المصري.

نحن في هذا الشأن ندعو السادة القراء الأفاضل الي المشاركة الفعالة في تلك المبادرة للسيطرة علي ظاهرة إنتشار العنف والانتحار والعيش في حياة هادئة وسعادة وذلك عن طريق تفعيل الهاشتاج الاتي..
#المصري_طيبة_و رحمة
حفظ الله مصر وشعبها العظيم.
د.هشام ماجد الطبيب النفسي والمحاضر الدولي ورئيس مجلس إدارة جمعية أطفال مطمئنة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات