د هشام ماجد يكتب : الشخصية المازوخية وقانون الأحوال الشخصية

من كثرة ما صادفنا من حكايات مأساوية بسبب ظلم قانون الأسرة لجميع أفراد الأسرة وخاصة الأب والطفل. إنتشار وبشكل كبير ما يسمي باضطراب \”الشخصية المازوخية\” وهي الشخصية التي تقسو على نفسها بدرجة كبيرة وبدون هوادة، والتي اعتادت على تقبل الذل والمهانة من قبل الآخرين بسبب قوانين صادمة قاسية، وعدم القدرة على الاستمتاع بالوقت أو الأحداث الحياتية الجميلة، حتى أنه هو نفسه كثير التأنيب لذاته.

⬅️ ولنتعرف أكثر عن أسباب إضطراب الشخصية المازوخية:

١- في الطفولة وبسبب التفكك الأسري وارتفاع معدلات العنف الأسري والانفصال، فهناك صراع القائم بين الطفل الصغير الذي يسعى دائما للحصول على رغباته الذاتية، وبين فرض السيطرة عليه من قبل الوالدين، فالحب المشروط من قبل الوالدين والرغبة الدائمة في امتلاك الطفل من قبل طرف واحد وكذلك محاولات إستغلال طفل الطلاق في الضغط علي الأب أو الأم كورقة ضغط فهذا قد يجعل من هذا الطفل دائم التوقع للإهانة والمذلة وغير راغب في الاستمتاع بالحياة.

٢- أما الأب المنفصل فنتيجة اليأس والحرمان ومنع الأب من معايشة اولادة أو الرعاية المشتركة بعد الطلاق وتشديد العقوبات وسن القوانين التي تتعمد قهر الأب نفسيا وجسديا وماديا علي حساب ترابط نسيج المجتمع المصري فتظهر سمات الشخصية المازوخية.

⬅️ ما هى علامات الشخصية المازوخية؟

علامات الشخصية المازوخية تتمحور حول الرغبة الدائمة في إيذاء النفس، والإصرار على البقاء في هذه الدائرة من الإرهاق النفسي، إلى الدرجة التي تظن فيها أنه يستمتع بتعذيب ذاته وجلدها، فهو غالبا ما يتسم بكل مما يأتي:

١- البقاء في علاقات مؤذية نفسيا.

٢- عدم القدرة على الاستمتاع بالأوقات.

٢- إنهاء الصداقات الحميمة على أسباب بسيطة.

٤- التسامح المفرط مع الشخصيات المسيطرة المؤذية.

٥- عدم القدرة على القيام ببعض المهام الشخصية على الرغم من قدرتهم الواضحة على الإنجاز.

٦- الرفض التام للأشخاص الذين يتسمون بحسن المعاملة معهم.

٧- دائم اليأس والإحباط بشأن الأحداث المستقبلية.

٨- دائم النقد للذات.

٩- دائما ما يشعر صاحب الشخصية الماسوشية بالفخر بالذات عندما يصبر على العلاقات المؤذية.

١٠- يرفض بشدة الدفاع عن نفسه. 

ربما الآن وصلت لك الرؤية الكاملة عن الشخصية المعذبة أو المدمرة للذات، فهي دائمة الرضا بالعذاب الواقع لها من قبل المجتمع والآخرين.

⬅️ مضاعفات الشخصية المازوخية وخطورة المازوخية؟

يمكنك الآن أن نستنتج أن الشخصية المازوخية من الشخصيات التي حتما ستؤذي نفسها وسيتطور الأمر معها لأكثر من مجرد قبول الإهانة، فباستمرار التعلق بصفات هذه الشخصية سيؤدي إلى: 

١- المضاعفات النفسية الشديدة مثل الإكتئاب الحاد والذي قد يصل لصاحبة الي إيذاء النفس أو الانتحار.

٢- اضطرابات الحياة الاجتماعية والعزلة وضعف الإنتاج وفقد الشغف والفرح.

٣- كثرة المشكلات المادية.

٤- التوجه لإدمان المخدرات والكحوليات.

٥- الكثير من الأعراض الجسدية مثل إرتفاع ضغط الدم وغيرها.

⬅️ كيفية التعامل مع الشخصية المازوخية؟ 

ربما يتمحور علاج المازوخية في كيفية حماية الشخص من نفسه، فصاحب الشخصية المازوخية شديد الأذى لنفسة، لهذا يجب مساعدته عن طريق كل مما يأتي:  

١- محاولة إبعاده عن الأفكار السلبية قدر المستطاع عن طريق قضاء الكثير من الأوقات في ممارسة الرياضة والأنشطة المختلفة.                       
٢- إرشاده للتوجه للطبيب النفسي المختص لتشخيص الصحيح ومنع المضاعفات الجسدية والنفسية من الحدوث.

⛔ ولكن يبقى السؤال الأهم دائما … 

كيفية علاج المازوخية؟

قد تستنتج الآن أن علاج المازوخية وإنقاذ الشخص من هزيمته الدائمة لذاته سيمنع عنه بالضرورة الكثير من المضاعفات الجسدية والنفسية، ويعتمد علاج اضطراب الشخصية المازوخية على كل مما يأتي: 

١- العلاج النفسي المعرفي وهو يهدف إلى تعريف الشخص بسمات وصفات الشخصية المازوخية التي يتسم بها، وتنبيهه إلى المخاطر المترتبة على الإستمرار في تعذيب وجلد الذات.

٢- العلاج السلوكي وهي التي تهدف إلى ضبط سلوكيات الشخص ومساعدته على السيطرة عليها وعلى الأفكار التي تراوده والتي تجبره على إذلال ذاته وقبوله للعلاقات المرهقة نفسيا.

٣-العلاج الدوائي والذي يلجأ إليه الطبيب النفسي في الكثير من الأحيان في حال وصول الشخص لأحد المضاعفات النفسية مثل الإكتئاب.

٤- والأهم هو الحفاظ علي روح الود والمحبة بين الأسر المنفصلة وإعلاء مصلحة الطفل العليا وتعديلات في قانون الأسره تثمن دور الأب وتعتمد علي رأي العلم والطب النفسي الذي لا يخالف الشريعة الإسلامية نحو رعاية مشتركة وعدالة اجتماعية لكل أفراد الأسرة الأم والأب وأطفال الطلاق.