نواجه هذه الأيام خطرا يمس مجتمعنا يتمثل فيما يمكن أن نسميه سموم العصر ومعركة الوعي بين الانهيار والنهضة
برغم ما خيّم على قلوبنا من حزنٍ موجع، وما أصاب وطننا الحبيب من أوجاعٍ متتابعة، وبرغم ما نواجهه من مخططاتٍ ممنهجة تستهدف إفساد لحظات النجاح وتشويه صورة المجتمع عبر الترويج للشرور وشَيطنة البشر—فإنّنا نقف اليوم أمام واقعٍ مُقلق، تتصدّره الزيادة غير المسبوقة في حالات الطلاق التي تجاوزت حدود المعقول، حتى باتت ظاهرة تهدد استقرار المجتمع وتماسكه.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد؛ فحوادث الاعتداء على الأطفال داخل المدارس وخارجها وصمة عار لا يمكن تجاهلها، ودليل واضح على ما أصاب المجتمع من تلوّثٍ فكري وتربوي، وانهيار بعض ركائز الوحدة الوطنية والتماسك الأسري.
كما نشهد—للأسف—تزايدًا في جرائم القتل وإشعال النيران والسلوكيات الإجرامية التي أصبحت أكثر تنظيمًا وتعقيدًا، إلى جانب انتشار الأمراض المجتمعية المستعصية وازدهار تجارة السموم البيضاء وغيرها من المخدرات المميتة، التي تستهدف شباب الأمة وتدفعهم نحو الهاوية، مستغلةً ضعفهم وطموحاتهم، لتصنع منهم ضحايا لتجار الموت وأصحاب العقول الساقطة.
ولا يقلّ خطرًا ذلك المنحدر الآخر المتمثل في الاستيلاء على أملاك الدولة من أراضٍ وأموالٍ وآثار، بالإضافة إلى الاعتداء على رجال الشرطة أثناء مداهمة أوكار تلك السموم. ومع كل هذا، يبقى داخلنا شعورٌ عميق بالقدرة على الصمود، والإصرار على تحقيق النجاح رغم الألم.
إنّ لحظة الفرح التي صنعها أبطال مصر في لعبة الكاراتيه—بحصولهم على العالمية وتفوّقهم على صُنّاع اللعبة—جاءت لتؤكد أن الإرادة المصرية لا تُقهر، وأن النجاح يولد دائمًا من قلب التحديات. لقد أثبت أبطالنا للعالم كله أن هنا… في مصر… تُكتب صفحات التفوق، وتُصنع الدهشة، ويُرفع اسم الوطن عاليًا.
تحية لكل رجال مصر وأبطالها الأوفياء، وألف مبروك لمصر التي تتحدى الصعاب، وتواجه كل محاولات إسقاطها، وتنتصر بإرادة شعبها على كل من يتربص بها.
نعم… عاشــت مصــر رغم الأعــادي.
علي رضوان حميد
منسق هيئة خبراء الأنساب والدراسات القبلية




