من أدب الأطباء .. \” بزرميط \” .. قصة بقلم : الدكتور رضا صالح – السويس

أغسطس ؛ انتهت العيادة ,خرجت لأهبط الدرج مسرعا, عند دوارن الدرج بالدور الأرضى فاجأنى قادما من الخارج وقد اصطدم بى جسد هائل , كان ضوء الشمس المبهر يتصبب متسكعا على مداخل العيادات ,كنت سعيدا بالضوء قطرات العرق تنز على بشرة صاحبنا الذى اقترب راسما ابتسامة واسعة على وجهه,يبدو أنه تجاهل اصطدامه بى كما تجاهل حلاقة لحيته منذ أسبوعين أو ثلاثة , فى الحال وجدته يضم وجهى ليقبلنى من اليمين واليسار ..
أنا حظى حلو
أهلا وسهلا
أهلا يا دكتور
أهلا بك
كانت شعرات ذقنه المهوشة القصيرة قد تركت أثرا فى وجهى مثل حك الإبر
أى خدمة ؟
نظر إلى البطاقة المبرومة فى يده قائلا :
العلاج .. العلاج الشهرى باسم ليلى السيد فتوح
انت تأخرت
أنا \”نزلت من الميكروباص وأخدتها جرى !
يا سلام !
أى والله
وفين ليلى ؟
تبسم قائلا :
ليلى دى المدام ..أنت عارفها
آه . المدام
انت شفتها ,وهى عارفاك !
أهلا وسهلا …هى مش موجودة ؟
فى السكة ثوانى وتكون هنا
صعدت الدرج عائدا الى العيادة ؛ دخلت الحجرة واستدعيت المسجلة وفتحت المروحة وجلست إلى المكتب وأخرجت الدفاتر.
تفصد العرق بينما مروحة السقف يبدو أنها لا تؤثر فى تخفيض الحرارة .
أنا منتظر .
نطقتها بشىء من الضيق المكتوم.
حاضر أكلمها ع الموبايل ….أيوه يا ليلى …ألو ألو أيوه يا ليلى الدكتور هنا …منتظرك كلميه
وضع الموبايل فى يدى
كلمها يا دكتور هى فى الطريق
ردت ليلى :
ألو حضرتك قدامى نص ساعة
حضرتك فى الميكروباص ؟
لا فى البيت
أمال أنا سامع دوشة وأصوات عاليه
دا صوت التليفزيون يا دكتور ..أصل التمثيلية قربت تخلص !
نأجل موضوع الكشف
ماشى يا دكتور .