أجرت الحوار : ندى محمود
تحولت الأمراض الكبدية فى مصر إلى ظاهرة باتت تمثل خطرا على صحة أعداد كبيرة من المصريين تتهددهم بالموت بشراسة تتعدى فى قوتها سطوة الأمراض السرطانية .
لهذا نحن نحارب عدو يجب أولا دارسته و معرفة من هو وماهى نقاط ضعفه و فى هذا الإطار كان لنا هذا الحوار مع الدكتور يحيى الشاذلى استاذ ورئيس قسم الكبد بجامعه عين شمس والمتحدث الإعلامى للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية ليكشف لنا اسرار عملية تكاثر الفيروس داخل الجسم وكيف استطاع العلم الانتصار عليه بإختراع السوفالدى وايقاف عملية التكاثر لتتمكن المناعة من هزيمته..
* أولا ماهو فيروس\” سى \” ؟!
* هناك نوعان من الفيروسات التى تصيب الكبد نوع يحتوى على حمض ال \”DNA\” مثل فيروس \”B \”وفيروسات تحتوى على حمض \”RNA\” مثل فيروس \”C\” ، ولذلك يتركب فيروس \” سى \” من المادة الخلوية \”RNA\” .
فبالرغم من أن الفيروس لم يعزل بعد إلا أن التقدم العلمى تمكن من التعرف على تركيب المادة الخلوية و الجينية له .
وكشف أسرار طريقة تكاثر الفيروس والتى تتم من خلال هذه المادة البروتينية التى بمجرد دخولها الخلية تسخر البروتين الموجود داخلها وتسيطر عليه لتصنع من الفيروس العديد من النسخ ، حتى تصبح الخلية ممتلئة بهذه النسخ بما يؤدى لإنفجار الخلية فتنتشر ملايين النسخ من الفيروسات فى الدم .
* كيف كان العلاج القديم لهذا الفيروس؟
* مع العلاج القديم كان يتم تزويد النشاط المناعى للجسم لتصبح هذه الخلايا أقوى من الفيروس ، وتتصدى له، فمن البديهى أن المناعة تكون أجسام مضادة لأى فيروس يقتحمه لذلك كنا نسعى لتقوية وتنشيط بعض هذه الخلايا المناعية لتقف صامدة بإستمرار أمام هذا الفيروس ، فكنا نلجأ إلى دواء طويل المفعول حتى نضمن إستمرار المعركة لنقضى على الفيروس.
* هل كان أسلوب العلاج بهذه الطريقة ناجحا ؟ * كنا نفاجئ فى كثير من الأحيان بإنتكاسة الحالة رغم إستمرار العلاج و اكتشفنا مؤخرا أن العلاج كان يقضى على الفيروسات المنتشرة فى الدم ، ولم يقض على الفيروسات داخل الخلية التى مازلت تتكاثر، لتظهر فيروسات أخرى جديدة وكأن شيئا لم يكن و هذه الإنتكاسة الحقيقية للعلاج بالإنترفيرون ، لذلك لجأنا لأن يصبح العلاج مرة أسبوعيا لمدة عام حتى نضمن تكسير كل الفيروسات وبالرغم من شدة اﻵثار الجانبية لهذا الدواء إلا أن نسبة نجاحة لاتتعدى الخمسين فى المائة.
* ما هو الإنتصار العلمى فى السوفالدى؟!
* الإنتصار العملى تم باكتشاف التكوين الخاص لفيروس\” سى \” فقد أكتشف أن فيروس سى يتكون من جزئين أساسيين ، اﻷول بنائى وهو المسئول عن تكوين جسم الفيروس، أما الثانى فهو غير بنائى وكان مهملا من الأطباء، إلى أن عرف إنه يحتوى على 4 إنزيمات مهمة لعملية تكاثر الفيروس داخل الخلية، وبمعرفة هذه الإنزيمات إستطعنا تصنيع أدوية توقف مفعولها ، ومن أشهر هذه الإنزيمات إنزيم البوليمير ﻷنه المسئول عن تسخير مكونات الخلية لطباعة نسخ أخرى من هذا الفيروس داخلها .
إذا بمعرفة طريقة إيقاف هذا الإنزيم يفقد الفيروس القدرة على نسخ فيروسات أخرى ، وهنا يموت الفيروس باﻷجسام المناعية المضادة فى الجسم .
* هل السوفالدى يصلح لعلاج الجيل الرابع من الفيروس المنتشر فى أجسام المصريين ؟!
* السوفالدى يعمل على الانزيمات الأساسية فى تكوين الفيروس فالسبع أنواع الجينية له تحتوى على هذا الانزيم ، لذلك يصلح لعلاج لكل المراحل المتقدمة فى المرض بما فيها المرحلة الجينية الرابعة التى يعانى منها المصابين فى مصر لذلك سار السوفالدى بمثابة طوق نجاة من المرض.
* هل هناك احتمال لتحور الفيروس وفشل السوفالدى فى علاجه ؟!
* إحتمالية تحور الفيروس تكاد تكون معدومة تماما، لأنه يعمل على التكوين الأساسى لجسم الفيروس والتى لاتتغير لذا فإن السوفالدى سيكون أمثل حل لوقف تكاثر الفيروس.
* هل يتم اﻹكتفاء بالسوفالدى فقط فى العلاج ؟ !
* بالطبع لا، فلضمان قتل الفيروس تماماً يؤخد السوفالدى وبجانبه الإنترفيرون لتقويه المناعة لتقضى على هذا الفيروس ﻷن محاربة المناعة لنسخة واحدة من الفيروس أفضل من محاربة الملايين ، لذا يصرف العلاج الثنائى لمدة ثلاثة أشهر.
* ماهى الأعراض الناتجة عن السوفالدى وهل واجه المرضى مشاكل فى العلاج به ؟!
* لا يوجد شئ على وجه الارض ليس له آثار جانبية ولكن ما يميز السوفالدى عن غيره من أدوية علاج فيروس سى قلة هذه الآثار مقارنة بأعراض الأدوية الأخرى، فلا ينتج عنه سوى صداع وإجهاد بدنى، ولكن حتى الان لم آرى مشاكل مع المرضى الذين تم علاجهم بالسوفالدى مقارنة بالمشاكل التى حدثت لكثير ممن تم علاجهم بلإنترفيرون والربيافين
* هل هناك ادوية اخرى قادرة على الشفاء السريع كالسوفالدى؟
بالطبع فبجانب السوفالدى تم إكتشاف وسيلة أخرى للعلاج بمنع تكاثر الفيروس بأكثر من طريقه ، فبدلا من المنع بمحاربة إنزيم واحد فقط وتقوية المناعة، هناك دواء الهارفونى الذى يمكن إعطائه كدواء آخر ثنائى أيضا ولكنه هنا يعمل على إنزيم أخر بجانب \”السوفالدى\” الذى يعمل على إنزيم البوليميريز، وهنا قد لانكون بحاجة إلى تقوية المناعة، و\”الهارفونى\” هو أحد الادوية الجديدة والتى يتم تناولها لمدة ثمانية اسابيع ، ونامل بمرور الوقت أن نصل إلى ادوية تعالج فى مدة أقل ، حتى نصل لدواء يعالج فيروس سى فى غضون يومين كما نعالج الانفلونزا .
* هل بهذا الدواء يمكن علاج كل المصابين فى مصر ؟
* بالرغم من الإنتصار العملى لإكتشاف السوفالدى إلا إن الحلم فى علاج كل المصريين صعب التحقيق حاليا ، وذلك لأن \”السوفالدى\” باهظ الثمن بشكل مبالغ ، فقد وصلت سعر العلبة منه إلى 28 الف جنيه ،بدأ ذلك عندما قام عالم مصرى إيطالى بإختراع هذا الدواء وقامت إحدى الشركات العالمية بشرائه مقابل 11 مليار جنيه لذلك أصبح سعر العلبة بهذا الثمن .
* كيف إستطاعت اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية الحصول على السوفالدى؟
* إستطاعت اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية إقناعهم بشراء هذا الدواء ب 300 دولار فقط وهو ما يعادل 1% من سعرة الاصلى تقريبا، ونظرا لقلة الكميات من هذا الدواء يتم إختيار المرضى تبعاً لقواعد غير علمية بل وفقا لحاجة المريض ، فعلميا أى مريض بفيروس سى يجب ان ينال حقه فى صرف الدواء.
* ماهى شروط اختيار المرضى للعلاج بالسوفالدى؟
* لا يمكن أن نطلق عليها شروط بل نسيمها أولويات فقد إجتمعت اللجنه القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية لتحديد أولويات إختيار المرضى وذلك نظرا لحالتهم الصحية، فقد يتم إختيار الحالات التى وصلت إلى المرحلة الرابعه من المرض F4المتكافئ فقط لإنه تم إستبعاد الغير متكافئ من العلاج نظرا للمضاعات التى تحدث لهم ودخول F2 المصابين بالمرحلة الثانية بدلا منهم ، والتى طالب الاطباء بدخولهم ضمن العلاج إلى جانب F4 , المرحلة الرابعة، المرحلة الثالثة . F3 قد تكون اللجنة مخطئة أو قد تتغير هذه الاولويات مع الوقت ولكن حاليا لايمكنهم إلا إختيار الحالة الاكثر تدهورا.
* متى تصبح مصر خالية من فيروس سى؟
* مصر لن تصبح خالية من فيروس سى إلا عندما يتم شفاء كل المصابين، لإن المرض ينتقل من إنسان لآخر وليس بوسيط مثل الملاريا التى تنقل من خلال بعوضه عند قتلها ينتهى المرض، لذلك لابد للوزارة وأن تقدم برامج للمواطنين تعرض لهم أفضل الطرق للوقاية من المرض .