بقلم / فاطمةحامد محمد
لم أزل طفلة ألعب وألهو مع أقراني لا يدرك عقلي معني المسئولية إذا لم أكن أدرك ما يصح أو مايليق أو حتي أعتني بنفسي فكيف لي أن أكون قادرة علي تحمل زوج وتبعات زواج في سن صغير وأن أكون علي قدر المسئولية ..
هذا لسان حال فتاة مرت بتلك التجربة القاسية.
هذه الفتاه تقول كنت العب مع صديقاتي فوجدت أمي تناديني وقامت بتزيني وادخلتني علي شخص يكبرني سنا ويريد الزواج مني وقامت أمي باقناعي بالموافقة عليه وعددا لي كم الهدايا والحلي والرفاهية التي اعيشها وجاءت بفستان أبيض جميل فرحت به ولبسته مرار وتكرار قبل الزواج فرحا به وبعد أن تزوجت صدمت صدمة عمري فقد وجدت مسئولية هائلة فوق كاهلي لا أقدر عليها ولا اطيقها طلبات زوج وبيت وأنا لا أقوي لا أعرف وفجأة حدث حمل انهك قواي المتعبة فلم أقوي علي فعل شئ وجاءت لحظة الولادة فمررت بتجربة قاسية كانت ستؤدي بحياتي وصلت إلي موت محقق لولا عناية الله وبعد هذه الكارثة وجدتني علي مشارف كارثة أخري كيف أتعامل مع هذا الكائن الصغير كيف أرعاه حتي ضاقت بي الأرض وما رحبت وخرجت من تلك الزيجة مطلقة شفهيا لا أملك حتي أن أنسب طفلي لذالك الرجل أو حتي حريتي منطلقة وضاعت حقوقي وحقوق ابني لصالح من كل هذا ؟
سؤال يراودني بعد أن خسرت طفولتي وانطفأت شمعتها بعد أن ضاعت أجمل أيامي وراحت أحلامي.
أسئلة كثيرة تجول في بالي الي متي تعاني فتيات مثلي صغيرات في ظل ظروف لم يأذن الله لها بتغير لأفضل ماذنبي في ظروف إقتصادية صعبة تمر بها المجتمعات.
الي متي يكون الجهل طريق يقطع علينا الأحلام والأمال.
متي تتغير المورؤثات والثقافات في بعض المناطق والبلدان ماذا جنيت لتجعلني عار لابد من ستره وتحصينه بالزواج رغم كل ما اعانيه من هذا الزواج حتي وإن كان فعلكم هذا لا يأتي بخير فلماذا هذا الإصرار؟
دعونا نودع عهود بائدة لنتقدم خطوة للأمام حتي لاتنتحر المجتمعات بزواج القاصرات وحتي ترنو وتزهو الحياة
لا وألف لا لزواج الصغيرات. تفرحونها بفستان زفاف أبيض وبعدها تعاني ايام سواد. تروا الحكمة في زواج فتياتكم وبناتكم الصغيرات هم أمانه في أيديكم ستسألون عنها يوم الحساب
هيا معي لا وألف لا لزواج القاصرات
إمضاء
طفلة في ثوب الزفاف عانت أشد العذاب فهل من ينقذها وينقذ المجتمع من الجهل والفقر والخوف والتقاليد والعادات ….. …