فى نور القرآن الكريم فيوضات قلبية حول ” لا إله إلا الله محمد رسول الله “ الحلقة الخامسة

فيوضات قلبية يكتبها :
إبراهيم أبو العزم .. باحث فى الشؤون الإنسانية .
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)
تكلمنا عن ( الحمد لله ) و اليوم سنتكلم عن ( رَبِّ الْعَالَمِينَ ) لو تتبعنا الحروف الموجودة فى (لا إله إلا الله محمد رسول الله ) لوجدنا أن كل حروفها توجد فى حروف ( رَبِّ الْعَالَمِينَ ) ما عدا الحروف التالية :- ( الهاء – الحاء – الدال – السين – الواو ) و هى خمس حروف و الرقم خمسة نجد أنه ذكر فى حديث سيدنا الحبيب المصطفى صل الله عليه و سلم :-
( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان ) رواه البخاري ومسلم .
و هذه الخمس هى لتحقيق سريان أنوار الرحمة و المحبة الإلهية فى العالمين
فعين تحققك بالخمس هو عين اتصالك بالألوهية إتصال العبودية التامة لها و المحبة الخاضعة لها لأن الألوهية هى فوق الربوبية و أنظر إلى التسلسل و الترتيب الربانى فى سورة الناس :-
﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴿١﴾ مَلِكِ النَّاسِ ﴿٢﴾ إِلَـهِ النَّاسِ﴿٣﴾ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ﴿٤﴾ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ﴿٥﴾ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ﴿٦﴾ ( صدق الله العظيم )
و هنا جعل الألوهية نهاية تدرج اللجوء إليه حيث شدة الخصوصية و شدة الدعم
و معلوم شرعا و عقلا أنه لا سبيل للإنسان لنيل شدة مدد و دعم و إغاثة الألوهية إلا بعظيم شدة إخلاص العبودية لله الإله
ولو تتبعنا الحروف التى توجد فى ( رَبِّ الْعَالَمِينَ ) لوجدنا ان كلها توجد فى (لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ما عدا ( الباء – العين – الياء – النون ) أربعة حروف و الرقم أربعة ذكر فى الشريعة فى مواطن كثيرة أهم ما يهمنا ذكره الآن هو عدد ركعات كل من صلاة الظهر و صلاة العصر و صلاة العشاء و لو لاحظنا سنجد أن هذه الصلوات بالذات هى فى أوقات شدة المعاملة و الإحتكاك بتدبير الأمور المعيشية التى هى عين مدد تدخلات فعل الربوبية و متطلباتها للخلق فالله الرب أى الذى ينعم على خلقه بلطيف رزقه و عنايته
كل ما تكلمنا فيه هو من قبيل بعض إشارات و رمزية إلتقاء الحروف و تجلياتها فى هذا الموضع و حتى لا نطيل
تابعونا فى اللقاء القادم مع إلتقاء المعانى و سريان الأنوار
و الله أعلى و أعلم و هو يهدى إلى نوره و أسرار فيوضات لا إله إلا الله محمد رسول الله فهى نور الرحمات و أصل البركات و منبع المحبة الإلهية و مركز مدار إنتظام الأكوان