الأربعاء, أبريل 16, 2025
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img
الرئيسيةالصحةإبراهيم أبوالعزم يكتب : تفسير الأحلام بين الواقع و الخرافة

إبراهيم أبوالعزم يكتب : تفسير الأحلام بين الواقع و الخرافة

يقوم بتفسير الأحلام أسبوعيا : إبراهيم أبو العزم .. الباحث فى علوم الإنسانيات ..

و يتلقى أسئلتكم عبر صفحة طبيبى الخاص على فيس بوك

\"YYYYY_YYYYY_YYYYYY_1_142496_large\"
تفسير الأحلام بين الواقع و الخرافة
قلنا فى العنوان ( تفسير ) و نؤكد عليها.
لأن الأحلام هو واقع لا يستطيع أحد إنكاره هى جزأ أصيل من حياتنا سواء النفسية أو الفكرية أو الدينية
على المستوى النفسى :-
نظرية الأحلام عند فرويد​
لم يكن الأول الذي لفت الأنظار والإنتباه إلى المعنى النفسي للأحلام ولكن نظريته تُعتبر أولَ نظرية واسعة ومتفهمة للأحلام .
يعتقد فرويد أن الحلم يخضع لنفس القوانين النفسية الأساسية كغيرها من الوظائف العقلية الأخرى ، إن نظريته عن الحلم هي الجزء المتمم لنظريته العامة والشاملة للشخصية .. و\” تفسير الأحلام \” هو كتابه الذي يوضح فيه نظريته هذه ، ويعتقد فرويد أنَّه الإنجاز الأكثر مغزى ودلالة، ويوافق عليه عدد من النقاد والباحثين ، و لقد نشر كتابه هذا أول مرة عام 1900 ثم عدله عدة مرات .. ويعتمد فيه بشكل كبير على تحليله لأحلامه الشخصية ؛ فقد بدأ فرويد بالتحليل الذاتي لفحص أحلامه عام 1897 واستمر بهذا التحليل الذاتي طوال حياته ، إنه يعتقد أن الأحلام هي عمليات ونواتج عقلية ذات مغزى ودلالة عالية . إنها تنتج من تفاعل الرغبات اللاشعورية، الميكانزم أو الآلية الرقيب للأنا والأحداث في حياة اليقظة. ومع أن الحلم يحدث بالنوم ؛ فإن مصادرة تعكس كل المظاهر ذات العلاقة بالخبرة النفسية للحالم.
إن الأحلام عند فرويد مبنية ومركبة بدقة ، وهناك دائماً رغبة مخفية ومعنًى حقيقي ، إنها إنعكاسات عميقة ومصقولة للعمليات النفسية الداخلية ، وقد اعتبره الطريق الرئيسي المؤدي إلى اللاشعوري ، وهذا يعكس قناعته بأن الأحلام هي المصدر الأمثل للمعلومات عن لاشعور الشخص وحياته الباطنية.
العديد من المعالجين الذين تدربوا وفقاً للطرق الفرويدية يرون أن أجزاء الأحلام المتغيرة دائماً والغريبة في بعض الأحيان التي تزخر بالرموز ( والتي ورد ذكرها في النصوص النبوية بمسمى \” حديث النفس \” ) يمكن – إذا فسرت بطريقة صحيحة – أن تكشف لنا عن الأسرار الكامنة داخل النفس .. إذن فطريقة فرويد تهتم برموز الأحلام وتؤكد أنها لا تتنبأ بالمستقبل فحسب ؛ بل ويمكن أن تجعلنا أكثر فطنة بكوامن نفوسنا العميقة ! .. فإذا كان شعار المتنبئين قديماً \” قل لي أحلامك أقل لك مستقبلك \” ؛ فإن شعار فرويد – من خلاصة نظريته – هو \” قل لي أحلامك أقل لك من أنت \” .
قال فرويد : يوجد ثلاث وظائف للحلم :
1 – إنجاز وتحقيق الرغبات Wish fulfilment .
2 – إطلاق للتوتر اللاشعوري Reluse of unconscious tension .
3 – حارس النوم Gurding sleep .
نظرية فرويد في الحلم في ضوء البرهان الحديث​

إن نظرية فرويد في الحلم تركز على الجوانب النفسية للأحلام .. ونتيجة لذلك ، فإن البحوث الفسيولوجية الحديثة ترتبط بشكل غير مباشر بها ، وما يزال من الأهمية بمكان فحص الصلة بين هذين الجانبين ( النفسي والعضوي ) .

لقد وضح فرويد أن تحقيق الرغبة هو أساس كل الأحلام ، كما أن الأحلام تصور وتمثل الدوافع اللاشعورية (Fisher, Greenberg 1977) .
فإذا افترضنا أن تحقيق الرغبة والتعبير عن الدوافع اللاشعورية متساوية ، فإن الاثنين من الوظائف الثلاث للحلم التي حددها فرويد – تحقيق الرغبة ، وإطلاق التوتر اللاشعوري تكون هي نفسها واحدة . أما فيما يتعلق بفرضية فرويد ، فإن إطلاق الطاقة النفسية المكبوتة عبر الأحلام يجب تقييمها والتوسع فيها ، فإذا لم يُتح لهذه الطاقة الإطلاق والتنفيس فإن الفرد سيُظهر أعراضاً مرضية وأنماطاً سلوكية شاذة.
إن دراسات الحرمان من الحلم ( Studies of dream deprivation ) قد ألقت الضوء على هذه النتيجة وتتضمن الطريقة حرمان المفحوصين من نوم حركات العينين السريعة في المخبر. ويتم إيقاظهم حال دخولهم فترة النوم المتناقض (REM) وبعدها يُسمح لهم بالعودة ثانية إلى النوم، وبذلك لم يُحرم المفحوصون من كل النوم ..
وقد ظهرت نتيجتان من هذه البحوث : الأولى ، هناك فروق فردية كبيرة ( Large individual differences ) في الاستجابة للحرمان من النوم (Carwright and Ratzel 1972) ، وإن أي حكم أو نتيجة عامة عن تأثر انعدام الحلم يجب فحصها بدقة وحَذَر .
والثانية ، لقد تبين أن الاضطرابات التي تتبع الحرمان من الحلم ليست بهذه الدرجة من الأهمية التي أشارت إليها الدراسات الأصلية (Webb 1957). ولكن هناك توجهٌ عام عند العلماء حول دلائل وأعراض الاضطرابات الناتجة عن منع الأحلام وتضييقها عند الشخص ، تتفق مع نظرة فرويد بأن الأحلام تخدم بطريقة ما كمخرج أو منفس Outlet أو قناة Channel لخفض التوتر (فيشر وجرنيبرغ 1977).

إن البحوث الفسيولوجية الحديثة لم تدعم بشكل عام الوظيفة الثالثة للحلم التي أشار إليها فرويد – وأعني الاحتفاظ أو البقاء بالنوم أي حارس النوم – كما تبين ، حيث أن الحلم يحدث بفواصل نظامية ولذلك فإن من غير المحتمل أن نكون مدفوعين بدوافع لاشعورية تحدث في فترات غير نظامية ، وفوق ذلك .. فإن أكثر من نصف فترات قصيرة من اليقظة (Dement 1964).
إن الطريقة التي تحتفظ فيها حركات العينين السريعة بالنوم ، خي أن الناس غير حساسين أو متنبهين للمثيرات الخارجية خلال تلك الفترة (REM).
والنقطة الأخيرة في نظرية الحلم عند فرويد والتي يجب فحصها ، هي الدور الهام وذو المغزى الذي أعطاه فرويد للحلم الصريح ، فقد وضح أن المحتوى الصريح أو الظاهر مهماً فقط بالدرجة التي يَظهر ويَنتج فيها من المحتوى الكامن. إن البحوث النفسية والتحليلية الحديثة لم ترفض مغزى المحتوى الصريح للحلم ، ولكنهم وجدوا أن المحتوى الصريح بذاته يكون غنياً بالمعاني النفسية – وتشير تقارير الحلم بوضوح بأن الناس ينزعون في أحلامهم إلى رؤية الموضوعات ذات الأهمية بالنسبة إليهم .
أما على المستوى الفكرى
فمعلوم ان الحلم له علاقة بالبنية البشرية المتميزة فى المجتمع و لذلك هناك ما يعرف بأنثربولوجيا الحلم , أى الجنس البشرى و الحلم .
و لذلك فإن تفسير الحلم يجد جذوره الجماعية فى أوضاع إجتماعية – ثقافية خاصة .
كما أن الحلم ذو ارتباط بالمعطيات البينية فى العالم الواقعى .
فدراسة الأحلام لدى الشعوب المختلفة تعكس التطور الثقافى و الفكرى لهذه الشعوب
مثال :-
نجد الكلمة «الفرعونية» التي تشير إلى الحلم تُشتق من فعل اليقظة أو الاستيقاظ.

ويعكس ذلك المفهوم المصري للحلم، حيث يدخل الحالم إلى عالم مختلف عن الواقع اليومي، ويصبح المستقبل مكشوفاً لديه. وكانت هذه النظرة للحلم سائدة في معظم الحضارات القديمة، ولكن مع تفسيرات مختلفة أحيانًا لآلية الحلم أو الاتصال بالعالم الآخر، أو حتى لوظيفة الحلم.
ففي الموروث «السومري-الأكادي» الحلم خلق ليلي يتصل اتصالاً وثيقًا بالنوم والموت، وتقع تجربة الحلم مثل أية تجربة ليلية تحت تأثير الشيطان، ويسمح لنا وجود الإلهين (ما- مو) و(زيكيكو) ابني الشمس وإله الحلم (آن – زا- كا) في قائمة الشياطين الليلية، بافتراض أن الحلم يولد من الأرض الكبرى، أي الجحيم عند «البابليين». لكن مفهوم الجحيم هنا كما هو واضح هو عالم اللاتمايز. إن الحلم هونَفس الحي، ويتألف من مادة هوائية. ويقارن هذا النفس الغريب في ملحمة «جلجامش» بظل «إنكيدو» البطل الصاعد من الجحيم.
إن النظرية الأساسية في تفسير الأحلام في «الصين» تقوم على المبدأ «الطاوي» وهو أن الذات الإنسانية تتألف من عنصرين هما الـ «هوين Houen» و«البوP’ô»، والبو هو النفس المتعلقة بالجسد والتي تتحلل بتحلله. أما الهوين فيحل في الجسد عند الولادة، إنه النَّفْس – النَّفَس الذكي. وفي حين ظل البو مرتبطاً بالجسد، فإن الهوين يستطيع مغادرته في ظروف معينة، ومنها حالة الأحلام خلال النوم، فيصادف أنفاس أشخاص آخرين بل وأنفاس سحرة وموتى وقوى فوق طبيعية. ويستطيع الهوين تحقيق رحلات بعيدة في الأحلام الارتحالية إلى بلاد سرانية وذلك خلال ثوان قليلة، وعبر هذا المنظور يمكن أن نستنتج تفسيرًا طاويًا للحلم التنبؤي وإن كانت النظرية لا تذكره بشكل واضح.
ونلحظ تراتبية واضحة في مصادر الأحلام الصينية، وبخاصة خلال الفترة التالية لعصر «التشو»، فالحلم وسيلة للتوصل مع العوالم فوق الطبيعية، وأولها عالم الرب الأعلى في السماء، ثم عالم الآلهة فعالم الأسلاف ثم الأشباح ثم الأحياء. ويمكن أن نجد في هذه التراتبية انعكاساً لتحقيق نفسي وروحي متدرج. فالمصدر الأعمق للأحلام هو الألوهة العليا، ثم تأتي الآلهة، وهي ترمز هنا للدوافع العميقة في النفس البشرية. ويمكن أن ينطبق ذلك على مجامع الآلهة في مصر وبابل والهند أيضًا. وتمثل الآلهة هنا النماذج البدائية الأساسية. أما عالم الأسلاف فيرمز إلى ما يستقر في اللاوعي الإنساني من تاريخ التطور الثقافي. أما الأشباح فهم إشارة على الأرجح إلى الأوهام والقوى الانفعالية غير المنضبطة في نفسانية الإنسان. وأخيرًا يصبح الحلم فائق التعقيد مع عالم الأحياء الذين يمثلون فيه غالبًا دور الحالة الراهنة لصيرورة التفتح النفسي.

أما في «الهند» فإن الأحلام تكشف للرائي جوانب من المطلق، قبل أن يصل إلى مرحلة التوحد معه. وتقول نظرية المراتب الأربع إن النفس البشرية تتألف من ثلاث سويات طبيعية ومن رابعة فوق طبيعية. وتكون السويات الأولى غير مستقرة، بدءاً بحالة اليقظة، ثم بحالة الحلم حيث تستطيع النفس البشرية التحرك واستكشاف مجاهل لا تستطيع بلوغها في حالة اليقظة، وانتهاء بحالة الحلم العميق الذي يُعدّ الخطوة الأولى في توحيد الكائن مع المطلق.

ويصف «Pracna أوبانيشاد براشنا» هذه المرحلة بأن الضياء فوق الطبيعي يغمر الكائن فلا يرى بعدها الأحلام، وتسري الغبطة كلها في جسده، ويضيف «أوبانيشاد كانشيتاكي»: «عندما لا يحلم النائم بأي حلم، فإنه يتوحد مع النَّفس؛ ففيه تدخل الكلمة مع الأسماء كلها، وفيه يدخل البصر مع الأشكال كلها، وفيه يدخل السمع مع الأصوات كلها».
فالحلم في الفلسفة الهندية هو حلم حقيقي للذات الإلهية، ولهذا فهو يعكس ما وصل إليه المريد من شفافية داخلية. وعندما يتجاوز المريد مرحلة الحلم، والنوم بلا أحلام، فإنه يصل إلى السوية الرابعة، وهي رتبة التوحد ببراهمن.

ويصف «أوبانيشاد مايتريي» غيبة المتأمل في موضوع تأمله: «إن الذي تنتفي حواسه، كما في النوم العميق، وينتفي فكره تماماً، ويركز في أعماق شعوره، يتأمل ذاك الذي يُدعى أوم، الذي لا ينام ولا يهرم ولا يموت ولا يتألم. وعندها يصبح هو أيضًا الذي نسميه أوم، المرشد إلى النورانية….» وقد عثر على مخطوطة قديمة من القرن الخامس قبل الميلاد تدعى (أترافافيدا) تحتوي على فصل كامل عن الأحلام ورسالتها المرسلة من الآلهة إلى البشر.

ونجد في «الشامانية» لدى شعوب سهوب سيبيريا وتركيا ومنغوليا وتونغوسيا وغيرها، تمييزاً واضحاً بين الحلم – الرؤيا، والحلم – التحقيق. وحلم التحقيق قريب جداً من التوحد الهندي بالمطلق

و بعد هذا التطواف فى الجانب النفسى و الجانب الفكرى
نبين قول الدين الإسلامى الحنيف :-
فى موضوع الرؤى و الأحلام
عن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : ( إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ ) صحيح مسلم برقم 2263
# و لاحظ هنا ربط الرؤيا الصالحة و تحققها بدائرة الخلق الإسلامى الذى ذروة سنامه الصدق
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: (الرُّؤْيَا ثَلاثٌ : فَبُشْرَى مِنَ اللَّهِ ، وَحَدِيثُ النَّفْسِ ، وَتَخْوِيفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا تُعْجِبُهُ فَلْيَقُصَّ إِنْ شَاءَ وَإِنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ وَلْيَقُمْ يُصَلِّي ) صحيح سنن ابن ماجه 3154

و كثيرين اعتمدوا على هذا الحديث و غيره من الأحاديث فى عملية تقسيم الرؤى من منظور الفهم لأحاديث سيدنا رسول الله صل الله عليه و سلم .

فقالوا :-
يمكن أن يقال أن ما يراه النائم ينقسم إلى أقسام ثلاثة :

1- الرؤيا من الله .
2- تخويف الشيطان .
3- أحاديث النفس .
و قالوا بأن صنفى ( تخويف الشيطان , أحاديث النفس ) تندرج فى تصنيف ما يمسى بأضغاث الأحلام ….التى ذكرت فى سورة يوسف :-
( وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43) قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ (44) )
و لكن مالم ينتبه إليه من القائلين بهذا التصنيف هو أن سيدنا يوسف فى نفس السورة و فى نفس سياق الآيات قام بتفسير ما ادعى مفسروا الملك أنه أضغاث أحلام ….بل و أخرج منه رسالة بالأمن و الأمان و الحفظ لمصر و أهلها فى هذا الوقت …و فى أثناء هذا التفسير لم ينفى ما أصبغه المفسرون من صبغة تصنيف ( أضغاث أحلام ) و هذا ما عبرت عنه الآيات القرآنية كالتالى :-
وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49)
كما ان سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم لم يرد عنه أنه قال أن الأحلام التى تندرج تحت تصنيفى ( تخويف من الشيطان أو حديث نفس ) ليس لها تفسير ….غاية الأمر أنه أوضح الأمر بعدم قصها و لعل الحكمة فى ذلك ترجع إلى :-
صعوبة و تداخل أحداث هذه الرؤى لدرجة تجعلها تحتاج لمفسر قوى جدا و محترف ( و أساسا المفسرين للأحلام عن علم و حكمة و بصيرة قلة ) فما بالنا بالمهرة جدا فيهم ؟
إن فى كشف تفسير هذه الأحلام فى كشف لأحوال النفس و خباياها و سيدنا رسول الله كان شديد الحياء لذا لا يريد كشف ستر أحد لحيائه الشديد هذا بالنسبة له .
أما بالنسبة للمفسرين فقليل من يجتمع له المهارة القوية فى العلم مع الأمانة مع الحكمة فى توجيه العلم حيث مناط منفعته للإنسان
#و خلاصة القول :-
أن الأحلام و الرؤى واقع يقره المنطق و الواقع و الفكر و الإنسانية و الأديان

و لكن يضعنا هذا أمام واقع :-
قلة العلماء المتخصصين فى هذا العلم الشريف
الإختلاف فى الأساس و المنظور المستخدم فى التفسير :-
هل هو منظور دينى أم نفسى أم عقلى بحت
كيفية التيقن من صدق المفسر و هل هو عن علم ام مجرد ادعاء واستغلال لجهل الناس بمفردات هذا العلم

و نقول وبالله التوفيق :- العلاج لهذا الواقع :-
محاولة التأصيل العلمى و إنشاء المدارس العلمية المتخصصة
أساس علم الرؤى و الأحلام هو التكاملية بين المنظور الدينى و النفسى و الثقافى الإجتماعى
هذه التكاملية دائرة متصلة فى الحقيقة لا انفصال بينها نستطيع من خلالها مساعدة الإنسان على الإستفادة من رسائل المنامات و الأحلام للإنسان فى الإرتقاء به
و أحب أن انهى هذه المقالة بأهم شئ فى هذا الواقع و هو :-
*كيفية التيقن من صدق المفسر *
أ- يجب للمفسر أن يوضح المنطق الذى اعتمد عليه فى التفسير :- أى سببه
ب- التفسير يكون دافع للانسان فى حياته نحو التقدم او مخففا لتوتر أو حل لمشكلة
ج- مراعاة الأمانة الخلقية و العلمية فى الإجابة و التعامل مع طالب التفسير لمنامه

#و نسأل الله التوفيق و السداد لما يحبه و يرضاه من النفع و الفهم و العلم الصحيح

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات