كتبت: دينا حسنى وياسمين أشرف ـ
أكد مجلس إتحاد نقابات المهن الطبية أنه يدعم إقرار مشروع قانون تامين صحي اجتماعي شامل حيث أنه هدف عام لكل المهتمين بالإصلاح الصحي وأحد الاستحقاقات الدستورية للصحة.
ولكن مجلس الاتحاد يعلن عن رفضه لمشروع القانون المقدم من وزارة الصحة حيث أنه لا يلبي طموحات المصريين في تأمين صحي اجتماعي شامل.
و حدد المجلس السلبيات الرئيسية و العوار المتعدد بمشروع القانون المقترح و تتمثل فى عدم وجود تحديد دقيق لطبيعة المشروع ، والاكتفاء بكلمة \” اقتصادية \” فهل الهيئات الثلاثة \” هيئات إقتصادية هادفة للربح ، أم أنها \” هيئات خدمية لا تهدف للربح \”.
و كذلك يحدد القانون أن تقديم الخدمة عن طريق \” التعاقد \” بين هيئة التمويل والإدارة وبين المستشفيات الحكومية أو الخاصة التى ستنطبق عليها شروط الجودة ، ولأننا نعرف أن معظم مستشفياتنا الحكومية لا يوجد بها معايير جودة حقيقية ، نظراً لأنه لا يوجد إنفاق كافى عليها ، إذن من المتوقع أن تخرج هذه المستشفيات من التعاقد ، وتستأثر المستشفيات الخاصة بالتأمين الصحى ، ونحن نتسائل : \” ما مصير المستشفيات التى ستخرج من التعاقد مع هيئة التامين الصحى ؟؟ \” خصوصاً وأن كافة المخصصات التى تخصصها الدولة ، للصحة بالمحافظة ستؤل لهيئة التأمين الصحى بهذه المحافظة فور دخول المحافظة للنظام الجديد ( المادة 46 ) هنا يبدو أن المستشفيات والعاملين فيها سيكونون خارج النظام الصحى تماماً .. ولا نعلم ما مصير المستشفى .. هل ستطرح للبيع أو الشراكة مع القطاع الخاص بنظام PPP ؟؟
و يتسائل المجلس عن ماهية وضع الأطقم الطبية والعاملين بالوحدات الصحية والمستشفيات العامة والمركزية والتعليمية والمؤسسة العلاجية والتابعة لأمانة المراكز الطبية المتخصصة بعد التعاقد مع هيئة المستشفيات والرعاية الصحية ؟؟ خصوصاً وأن القانون ينص فى ( المادة 14 ) على \” اعتماد الهيكل التنظيمى للهيئة واللوائح المالية والادارية وشئون العاملين دون التقيد باللوائح والنظم المعمول بها فى الهيئات العامة والحكومية فى هذا الشأن \” … بذلك لا يوجد ضمان بالحفاظ على أى حقوق مكتسبة للأطباء والعاملين بهذه المستشفيات، وإذا ما تم إقرار التعيين بالتعاقد ، فمعنى ذلك تحول العاملين لنظام التعاقد بدلاً من التعيين ، وإلغاء التزام الدولة بتكليف الأطباء والصيادلة والتمريض .
و جاء فى بيان المجلس أن مشروع القانون يقدم فكرة \” فصل التمويل عن الخدمة عن الرقابة \” كوضع يضمن الرقابة المستقلة وتحسين مستوى الخدمة ، ولكن الحقيقة أن الثلاث هيئات التى ينص مشروع القانون على تشكيلها أولها للإدارة والتمويل والثانية لتقديم الخدمة والثالثة للرقابة، كلها تتبع مجلس الوزراء ، وتنشأ بقرار من رئيس مجلس الوزراء ، بما ينفى أى وجود لاستقلالية حقيقية .
كما أن كل أعضاء مجلس إدارة هيئة الرقابة معينين من قبل رئيس مجلس الوزراء ، ولا يوجد أى منتخبين لتمثيل مقدمى الخدمة أو المنتفعين بها ( علماً بأن التأمين الصحى بوضعه الحالى يلتزم بتمثيل نقابات المهن الطبية فى مجلس إدارته ) ، وبذلك يكون هناك تراجع فى الرقابة على النظام الصحى وليس تحسناً .
و فى حالة حدوث عجز فى ميزانية التأمين الصحى يتم العرض على مجلس النواب لتعديل قيمة الاشتراكات والمساهمات ( المادة 34 ) وبذلك فحتى مميزات إعفاء غير القادرين والمعاشات وذوى الأمراض المزمنة من المساهمات ، وكذلك عدم وجود أى مساهمات عند دخول المستشفيات ، هى مميزات غير ثابتة وممكن التراجع عنها .
و هنا تم الخلط بين طبيعة عمل الممارس العام وطبيب الاسرة ولم يتم ذكر طبيب أسنان الاسرة ,كما لم يتم ذكر طبيعة عمل المؤسسات الصيدلانية الحكومية والاهلية وطبيعة علاقتها بالمشروع.
و الأصل فى التأمين الصحى أن المريض يدفع اشتراك بشكل منتظم ودائم ، حتى لا يضطر لدفع رسوم أو مساهمات عند المرض ، وإذا كان مفهوماً أن يتم فرض بعض الرسوم والمساهمات البسيطة فى العيادة وعند صرف العلاج ، كضابط لمنع سوء استخدام خدمات التأمين الصحى ، فليس من المقبول إطلاقاً فرض مساهمات عند إجراء التحاليل والإشعات حيث أنها فحوص لازمة لتشخيص المرضى وعلاجهم .
و هناك العديد من المشاكل ذات الدلالة فى تعريف المصطلحات الواردة فى المادة (1) من القانون .
• أجر الاشتراك .. هو كل ما يحصل عليه المؤمن عليه ( المفترض أن يكون صافى ما يحصل عليه المؤمن عليه ) .
• تم استثناء بدلات السفر والانتقال والسيارة والملبس والوجبة وبدلات أعباء المعيشة فى الخارج من من خصم قيمة التأمين ، فى إنحياز واضح للشريحة الضيقة التى تستفيد من هذه البدلات.
• لم يتم وضع تعريف محدد لغير القادرين ، اكتفى مشروع القانون بأنهم \” الأسر التى يتم تحديدها بمعرفة الضمان الاجتماعى .
كما تم إلغاء مساهمة الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى ، لتحمل نسبة 3% لاشتراك أصحاب المعاشات ، مقابل زيادة النسبة المفروضة على اشتراك الأرامل والمستحقين للمعاش من 1% إلى 2% ، وتحمل أصحاب المعاشات لنسب من يعولونهم ( 2% للزوجة ونصف بالمائة لكل ابن ) ، يما يعنى زيادة الأعباء على أصحاب المعاشات .
أيضا بند الحرائق فى الكوارث الطبيعية ، غير منطقى ويخشى منه أن يتم إخراج علاج الحروق من التأمين الصحى .
و عدم احتواء المشروع علي اي دراسة اكتوارية توضح التكاليف والايرادات المتوقعة ,مما يثير التخوفات من اضرار الخبير الاكتواري للقيام برفع نسب المساهمات والاشتراكات خلال فترة وجيزة من تطبيق القانون .
يؤكد الاتحاد أن مشروع قانون التامين الصحي يجب ان يحتوي علي نص واضح يدلل على طبيعة الهيئة \” هيئة خدمية غير ربحية \” .
و تلتزم وزارة الصحة برفع مستوى الجودة فى كل المستشفيات والوحدات الصحية التابعة لها ، وهيئة التأمين الصحى ملزمة ، بضم جميع المستشفيات والوحدات الحكومية لخدمات التأمين الصحى ، بدون تعاقد ، مع التأكيد على الحفاظ على هذه الممتلكات العامة كممتلكات للشعب ، لا يمكن خصصتها أو القبول بشراكة القطاع الخاص فيها ، حيث أن هذه المستشفيات والوحدات هى أداة الدولة فى ضبط الخدمة الصحية .
كذلك التعاقد مع القطاع الخاص يكون بسعر موحد ، هو نفس سعر تقديم الخدمة فى مستشفيات هيئة تقديم الخدمات الصحية .
و هكذا التأكيد على الحفاظ على حقوق العاملين بالمستشفيات والوحدات التى ستنتقل لهيئة تقديم الخدمات الصحية .
و وضع فصل يضمن تقديم الخدمات الدوائية من خلال جميع المؤسسات الصيدلانية طبقا لمعاير الجودة.
و التأكيد علي ضرورة تحسين الاوضاع المادية والتعليمية والتدريبية للعاملين كأحد شروط تحسين الجودة.
و التأكيد على ضرورة وجود رقابة شعبية باشتراك منظمات المجتمع المدنى والنقابات المهنية المعنية ، فى الرقابة على كافة مستويات الخدمة ( الخدمة والوحدات ، والمستشفيات والهيئات ) .
أما فى حالة وجود عجز مالى ، يتم النظر فى زيادة الضرائب المربوطة لصالح الصحة ، وفى تعديل قيمة الاشتراك على كل من المنتفع وصاحب العمل بالنسبة المعروفة عالمياً ( 1 للمنتفع : 3 لصاحب العمل ) ، مع عدم فرض أى مساهمات جديدة ، وعدم المساس بالخدمات المقدمة ، وتلتزم الخزانة العامة بسد العجز حتى تعديل التشريع .
و يجب ان يكون تعريف غير القادر بأنه الفرد الذى يقل دخله عن الحد الأدنى للأجور .
و إقرار فرض خصم اشتراك التأمين الصحى على كافة البدلات .
و إلغاء أى مساهمات فى التحاليل والأشعات ، وإعفاء المعالين بواسطة أصحاب المعاشات من أى مساهمات أو رسوم ( أسوة بأصحاب المعاشات ) .
و إلغاء بند الحرائق من الكوارث الطبية .
و أكد المجلس فى بيانه الختامى أنه يجب عرض الدراسة الاكتوارية التي توضح التكاليف والايرادات المتوقعة ,والفترة الزمنية المطلوبة لتنفيذ القانون علي عموم الشعب المصري.
جدير بالذكر أن مجلس اتحاد نقابات المهن الطبية يعكف علي الانتهاء من إعداد مشروع قانون للتامين الصحي يلبي تطلعات الشعب المصري ويحافظ علي حقوقه الدستورية في الحصول علي رعاية طبية حقيقية وذات جودة.