د. عاطف نسيم استشارى السكر والقدم السكري : المنجارو علاج سحرى لمرضى السكري وثورة طبية تبعث الأمل
في عالمٍ تتسارع فيه الاكتشافات الطبية وتتشابك فيه الآمال بالمخاوف، تبرز حقن “مونجارو” كضوءٍ جديد يلفت أنظار مرضى السكري والباحثين عن خسارة الوزن على حدّ سواء. دواءٌ أحدث ضجة عالمية، ليس فقط بفضل نتائجه المبهرة، بل بسبب آليته الثورية التي تمزج بين العلم والابتكار لتعطي الجسد فرصة جديدة لاستعادة اتزانه وبين من يراه انقلابًا في علاج السكري، ومن يعتبره مفتاحًا سحريًا للرشاقة، يقف “مونجارو” في منطقة حساسة تجمع بين الفاعلية العالية ومسؤولية الاستخدام. فماذا يحمل هذا العقار من مزايا؟ وما المخاطر التي تظل كامنة خلف اسمه اللامع؟
حول هذا المرض والعلاج السحرى يقول الدكتور عاطف نسيم استشارى السكر والقدم السكرى ومدير وحدة السكر بمعهد ناصر
حقن “مونجارو”: ثورة في علاج السكري وخسارة الوزن.. ما لها وما عليها

شهدت الساحة الطبية مؤخراً صعود نجم دواء جديد على شكل حقن أسبوعية تحت الجلد، عُرف باسم “مونجارو” (Mounjaro)، وهو الاسم التجاري للمادة الفعالة تيرزيباتيد (Tirzepatide). هذا العقار، الذي تم اعتماده في الأساس لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، سرعان ما اكتسب شهرة واسعة لاستخدامه الفعال في إنقاص الوزن، ليصبح محور اهتمام الأطباء والمرضى على حد سواء
الآلية المزدوجة: كيف يعمل التيرزيباتيد؟
يكمن سر فعالية مونجارو في آلية عمله الفريدة التي تحاكي عمل هرمونين طبيعيين في الجسم يُعرفان باسم:
GIP (الببتيد المحفز لإفراز الإنسولين المعتمد على الجلوكوز).
GLP-1 (الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1).
يعمل التيرزيباتيد (المادة الفعالة) على تنشيط مستقبلات هذين الهرمونين، مما يؤدي إلى:
تنظيم سكر الدم: تحفيز إفراز الإنسولين استجابةً لارتفاع الجلوكوز، وتقليل إفراز هرمون الجلوكاجون الذي يرفع السكر.
كبح الشهية وفقدان الوزن:
تأخير إفراغ المعدة: مما يعزز الشعور بالشبع لفترة أطول.
تنشيط هرمونات الشبع: تقليل الرغبة في تناول الطعام وخفض كمية السعرات الحرارية المستهلكة
نتائج مبهرة في خسارة الوزن
أظهرت الدراسات السريرية نتائج ملحوظة في استخدام مونجارو للمساعدة في فقدان الوزن، حيث أشارت إلى أن المرضى الذين يستخدمون الجرعات المختلفة من العقار بانتظام قد فقدوا ما بين 15% إلى 22% من وزن الجسم الأولي على مدى فترات علاج طويلة نسبياً (تصل إلى 72 أسبوعاً)، وهي نسب تتجاوز فاعلية بعض الأدوية الأخرى المماثلة
طريقة الاستخدام والجرعات
يُستخدم مونجارو على شكل حقنة تحت الجلد مرة واحدة أسبوعياً، ويتم البدء بجرعة منخفضة لتمكين الجسم من التكيف وتقليل الآثار الجانبية، ثم تُرفع الجرعة تدريجياً تحت الإشراف الطبي.
الجرعة الابتدائية: 2.5 ملغ مرة أسبوعياً لمدة 4 أسابيع.
زيادة الجرعة: تُرفع الجرعة إلى 5 ملغ أسبوعياً في الأسبوع الخامس، ويمكن زيادتها بزيادة 2.5 ملغ كل 4 أسابيع على الأقل، وصولاً إلى جرعات أعلى حسب استجابة المريض وتوصية الطبيب.
الجرعة القصوى: 15 ملغ في الأسبوع.

الآثار الجانبية والمحاذير
على الرغم من فاعلية الدواء، لا يخلو استخدامه من بعض الآثار الجانبية التي يجب الانتباه إليها، وغالباً ما تكون مؤقتة وتتحسن مع استمرار العلاج:
الآثار الجانبية الشائعة: الغثيان (هو الأكثر شيوعاً عند البدء)، القيء، الإسهال أو الإمساك، ألم في البطن، وفقدان الشهية.
تحذيرات هامة: يجب استخدام الدواء بحذر شديد وتحت إشراف طبي دقيق في حالات الحمل والرضاعة، ومرضى أمراض الكلى أو الكبد الحادة، أو لمن لديهم تاريخ مرضي لالتهاب البنكرياس. كما يجب التنبيه إلى أن هناك تقارير نادرة لحالات وفاة تم ربطها باستخدام هذا النوع من الحقن، مما يؤكد على ضرورة عدم استخدامه دون وصفة طبية ومتابعة مستمرة.
الخلاصة: خطوة ثورية بمسؤولية
تمثل حقن مونجارو تقدماً كبيراً في إدارة مرض السكري ومكافحة السمنة، وتعد أداة قوية في يد الأطباء. ومع ذلك، يشدد الخبراء على أن استخدامها لا يغني عن اتباع نمط حياة صحي يشمل نظاماً غذائياً متوازناً وممارسة التمارين الرياضية، وأنها يجب أن تُستخدم فقط تحت إشراف طبي مختص يحدد الجرعة المناسبة ومدة العلاج ومراقبة أي آثار جانبية محتملة.
لتحقيق أفضل النتائج والحفاظ على السلامة، يجب استشارة طبيبك قبل البدء بالعلاج.




