ابنة الشهيد إبراهيم الرفاعي تروي ملاحم أكتوبر لطلاب التحول الرقمي وتشارك بطولة فيلم كرتوني عن والدها
كتب : محمد حسين زغلة
يظلّ التاريخ هو البوصلة التي تهدي الأجيال إلى جذورهم الأولى، إلى حيث ارتوت أرض الوطن بدماء الأبطال وفي مبادرة تمزج بين عبق الماضي ونبض الحاضر، امتزجت بطولة الشهيد البطل إبراهيم الرفاعي مع إبداع طلاب التحول الرقمي، فكان اللقاء أشبه بجسرٍ من نور يربط جيل النصر بجيل المستقبل.
كانت كريمة البطل، السيدة ليلى إبراهيم الرفاعي، شاهدةً على زمنٍ لا يُنسى، تحكي لا لتروي فقط، بل لتُشعل في القلوب جذوة الفخر، وتغرس في العقول رسالة مفادها أن البطولة لا تموت، بل تُورّث كما تُورّث القيم والكرامة.
ومن بين حروف التاريخ ورموز التقنية، وُلد عمل فني رقمي يعيد للأذهان ملامح معركة وبطولة، ويُعيد للوطن وعده بأن الأجيال الجديدة ما زالت قادرة على حفظ الذاكرة وصياغة المستقبل بلغة العصر.
السيدة ليلي إبراهيم الرفاعي والتي تحمل على عاتقها إرثًا بطوليًا، شاركت الطلاب تفاصيل دقيقة عن ملحمة السادس من أكتوبر، وكشفت عن جوانب مضيئة من بطولات والدها الأسطورية، لم تكتفِ بالرواية الشفوية، بل ألهمت العقول الشابة لتوظيف أدوات العصر في حفظ هذا الإرث.
وتقول الإعلامية رضا الكرداوي مؤسس المبادرة الوطنية للتحول الرقمي، إن هذا اللقاء قد شهد تعاونًا مثمرًا بين ابنة البطل إبراهيم الرفاعي والطلاب، الذين تدربوا على تكنولوجيا المستقبل ،وكان نتاج هذا التعاون هو فيلم كرتوني قصير، تم تصميمه وتنفيذه بمشاركة الطلاب، ليجسد بطولات الرفاعي ورفاقه في مجموعة 39 قتال، تلك الوحدة الأسطورية التي زرعت الرعب في صفوف العدو. استخدم الطلاب مهاراتهم في التحول الرقمي لإنتاج عمل فني يمزج بين دقة المعلومة التاريخية وجاذبية التقديم المعاصر، ليضمن وصول القصة إلى جيل يعتمد بشكل أساسي على المحتوى المرئي الرقمي.
لقد أثبت هذا اللقاء أهمية التواصل المباشر بين الأجيال، وضرورة أن يكون أبناء الأبطال هم الرواة الأساسيون لملاحم الوطن. هذا التفاعل الدافئ والمُلهم يرسخ مفهوم التضحية والفداء بشكل أعمق وأكثر تأثيرًا مما يمكن أن تحققه الكتب الدراسية وحدها.
وفي ضوء هذا النجاح، تبرز الحاجة الملحة إلى تكرار هذه اللقاءات بشكل دوري في جميع المؤسسات التعليمية، وتضمين هذه الملاحم الوطنية بشكل منهجي في المناهج الدراسية بدءًا من المراحل الأولى. إن تدريس قصص أكتوبر، ليس مجرد إضافة تاريخية، بل هو بناء للهوية وتعزيز للروح الوطنية وغرس لقيم الانتماء والتضحية في نفوس الطلاب، لضمان أن تبقى شعلة البطولة متقدة في الأجيال القادمة.