الأحد, أكتوبر 5, 2025
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img
الرئيسيةالصحةسلس البول الليلي عند الأطفال… أسبابه وأعراضه وطرق العلاج

سلس البول الليلي عند الأطفال… أسبابه وأعراضه وطرق العلاج

سلس البول الليلي عند الأطفال… أسبابه وأعراضه وطرق العلاج

حديث د. أسامة البرغوثي – استشاري المسالك البولية بمستشفيات الحمادي بالرياض

د. أسامة البرغوثي – استشاري المسالك البولية بمستشفيات الحمادي بالرياض
د. أسامة البرغوثي – استشاري المسالك البولية بمستشفيات الحمادي بالرياض

الأحساء – زهير بن جمعة الغزال

أكد الدكتور أسامة البرغوثي، استشاري أمراض المسالك البولية والتناسلية بمستشفيات الحمادي بالرياض، أن سلس البول الليلي أو التبول اللاإرادي يُعد من أكثر المشكلات شيوعًا بين الأطفال بعد عمر ثلاث سنوات، ويُعرف بأنه فقدان البول بشكل متكرر أثناء النوم. وأوضح أن معظم الأطفال ينجحون في التحكم بالمثانة بعد هذا العمر، بينما تتمكن الإناث من ضبطها بشكل أسرع من الذكور.

وأشار إلى أن التبول الليلي يختفي تلقائيًا مع التقدم في العمر، لكنه يظهر لدى نحو 15 في المئة من الأطفال بعمر خمس سنوات، و5 في المئة بعمر عشر سنوات، في حين لا تتجاوز النسبة 1 في المئة لدى من يبلغون خمسة عشر عامًا. وإذا ظهر بعد فترة طويلة من الجفاف الكامل، فإنه يُسمى سلس البول الثانوي.

أسباب سلس البول الليلي

لفت د. البرغوثي إلى أن نصف الحالات تقريبًا ترتبط بتأخر في النضج العصبي المركزي أو باضطراب في الوظائف العصبية المسؤولة عن التحكم بالمثانة، وهو ما يفسر ارتفاع نسب الشفاء التلقائي مع مرور الوقت. وأوضح أن الجانب الوراثي يلعب دورًا مهمًا أيضًا في الإصابة.

وأضاف أن العوامل النفسية تمثل ما يقرب من ثلث الحالات، حيث قد يظهر التبول اللاإرادي نتيجة صدمات عاطفية أو مشكلات أسرية مثل الطلاق أو فقدان الاستقرار الأسري، كما قد يحدث مع ولادة طفل جديد في الأسرة أو بعد تعرض الطفل لمرض شديد. أما الأسباب العضوية فتشمل مشكلات واضحة في المثانة أو الجهاز البولي وتكون أقل شيوعًا.

الأعراض والمضاعفات

أوضح استشاري المسالك البولية أن تقييم الحالة يبدأ باستجواب الأهل حول نمط التبول عند الطفل وملاحظة ما إذا كان البول مصحوبًا بحرقة أو عكارة. وغالبًا ما تكون الفحوصات المخبرية والشعاعية طبيعية.

وأشار إلى أن أبرز المضاعفات تكون نفسية بالدرجة الأولى، حيث يعاني بعض الأطفال من الانطوائية والشعور بالحرج، خصوصًا عند دخول المدرسة والتفاعل مع أقرانهم.

طرق العلاج

شدد د. البرغوثي على أن العلاج يبدأ بعد عمر ثلاث سنوات ويعتمد في المرحلة الأولى على خطوات سلوكية مثل تقليل شرب السوائل قبل النوم، وإفراغ المثانة بشكل كامل قبل الذهاب للفراش، وإيقاظ الطفل خلال الليل للتبول في أوقات منتظمة.

وبيّن أن العلاج الدوائي يُستخدم في بعض الحالات، ومن أبرز الأدوية الإيمبرامين الذي يحقق نسب شفاء جيدة، والأدوية المضادة لنظير الودي التي تقلل نشاط المثانة، بالإضافة إلى دواء الديسموبريسين الذي يساهم في تقليل إنتاج البول ليلاً وحقق نجاحًا ملحوظًا لدى عدد كبير من الأطفال.

كما أكد على أهمية الدعم النفسي للطفل من جانب الأهل، مشددًا على ضرورة تجنب اللوم أو العقاب لما يسببه من زيادة الشعور بالذنب، مع التركيز على تعزيز الثقة بالنفس وتشجيع الطفل على تجاوز المشكلة.

التوقعات المستقبلية

اختتم د. البرغوثي حديثه بالإشارة إلى أن معظم الأطفال يتغلبون على مشكلة التبول الليلي تدريجيًا، وأن الغالبية يتخلصون منها تمامًا مع بلوغ سن العاشرة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات