
لماذا يتمزق الرباط المقدس أمام صدمات ما بعد الزواج ؟
أجرت التحقيق : آمال عامر ـ
الصـدمـات الاجتمـاعيـة بعـد الـزواج قضية تحمل فى جنباتها أوجه كثيرة منها ما هو مرضى و منها ما هو رمز للصبر و الإرادة الإيجابية فعندما يقدم المرء على الارتباط بشريكة حياته شيء من الألفة يبدأ بينهما سرعان ما يتحول إلى رباط مقدس قد يطول بينهما بالعشرة و التواؤم فى ظل دفيء أسرى و أبناء متحابين .
و لكن ليس دائما تكون الصورة وردية فقد يتحول الأمر سريعا من عسل الحياة بين زوجين استهلا حياتهما بالسعادة إلى حياة أشبه بالتعاسة ذابت فيها سعادتهما و تبخر الحب إلى حيث اللا عودة .
و هنا يكون الزوجين بين خيارين أحلاهما مر إما الانفصال و نهاية التجربة قبل أن تبدأ أو الاستمرار فى حياة متهرئة مشروخة اجتماعيا لسبب أو لآخر إما بسبب الدين حيث لا طلاق فى المسيحية أو لوجود أولاد يخشيان عليهما من الضياع .
طبيبى الخاص تناقش هذه القضية و تطرح حلولا لها من خلال هذا التحقيق .
تقول سها محمود : أنا عندى 38 سنه تزوجت مرتين المرة الأولى وأنا عندى 17 سنة لأهرب من معاملة زوجة أبى التـى كانت تعاملنى أسوء معاملة وتزوجت من موظف بسيط وأنجبت منه ولدا وبنتا وللأسف لم يتق الله في وطلقنى من أجل الزواج بأخرى وأنجب منها طفلين ولم يسأل عنى أو عن أولاده ولا حتى مصروفاتهم فتزوجت من رجل عجوز غنى من أجل أن ينفق على أبنائى وبعدما تزوجته تضرر من أبنائى ورفض أن ينفق عليا أو عليهم وتزوج وتركنى وأضطررت للعمل بمستشفى من أجل أن أنفق على أبنائى و \” فى يوم ابنى تعب كشفت عليه وطلب الدكتور آشعات وتحاليل غاليه وطلبت من والده انه يساعدنى رفض واستلفت لحد اما عملت لابنى الاشعات والتحاليل والنتيجه طلع عنده الكبد وهيحتاج الى مصاريف كتير للعلاج والمتابعه مبقتش عارفه اعمل ايه انا كل اما اجي احل مشكله بقع فى مشكله غيرها حد يقولى اعمل ايه \”.
عندما طرحنا القضية على الدكتور محمد عبد العليم استشارى الطب النفسى قال : الناس يختلفون في سماتهم وفي طباعهم وفي أوصافهم، وفي شخصياتهم وفي تفاعلاتهم وفي مزاجهم، هناك منظومة كاملة في الجهاز العصبي، وموروثاتنا من أبوينا، وما يحدث من حولنا من تفاعلات؛ هي التي توجّه تصرفاتنا وتفاعلنا مع كل ظرف على حسب ما تقتضيه الحاجة النفسية والجسدية والوجدانية للإنسان، لذا تحدث هذه الفوارق الكبيرة في تحمل الناس للمشاكل والمصائب، وبعض الناس تجدهم انفعاليين جدًّا كما ذكرت، ولديهم هشاشة نفسية شديدة، لذا تجدهم سريعي الانهيار أمام التوترات العصبية خاصة بعد أن تمر المرحلة الولى من الزواج أو يفاجئون بأحداث طارئة تعجز قدراتهم على تحملها و هذه فوارق خلق الإنسان بها، والسمات التي يحملها كل إنسان نسميها بالعوامل المرسبة، أي التي هي جزء من كيان الإنسان، لكن قطعًا الإنسان يمكن أن يعدِّل من سلوكياته، وذلك من خلال التطبع الإيجابي؛ لأن التطبع والسمات أيضًا يمكن أن يتعلمها الإنسان.
هنالك نوع من الشخصيات تكون مقاومة جدًّا للتغيير والتطبع، مثلاً: ما يسمى بـ(الشخصية السيكوباتيه) أو الشخصية المضادة للمجتمع، هؤلاء دائمًا يلجئون للعنف والتطاول على الآخرين، لا يشعرون بالذنب، ولا يتعلمون من تجاربهم، وهؤلاء قد لا يؤثر فيهم محيطهم تأثيرًا إيجابيًا مباشرًا.
ونسبة لهذه التباينات في طِباع الناس وسلوكياتهم ومقدرتهم ومواجهتهم للمشاكل، يحثنا ديننا الإسلامي الحنيف على أن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، وهذا سلوك يمكن أن يتعلمه الإنسان، وقوة الإنسان وتحمله يجب ألا تستغل في المشاجرات وفي الضرب وفي تفعيل المشكلات، أبدًا، الإنسان يكون قويًّا بأخلاقه، بذاته، بطباعه، بصفاته الحسنة الجميلة، ويكون من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، ويكون من المحسنين، هنا تقوى النفس حتى ولو كان هنالك أي نوع من الهشاشة النفسية وعدم التحمل.
كما أن صحبة الطيبين والخيرين تُرسل للدماغ إشارات إيجابية جدًّا، تتمركز هذه الإشارات وتخزَّن في مناطق معينة في دماغ الإنسان، ومن ثم يتطبع الإنسان عليها.
هكذا محيطنا مهم، تفاعلنا معه مهم، استجاباتنا مهمة، وأن يبني الإنسان المنظومة الأخلاقية القيمية الخاصة به، هذا أيضًا مهم في كيفية التعامل مع الآخرين و تلك نصيحتى للزوجة التى لا تستطيع تحمل عجز زوجها ووضعه الجديد و هذا ما فعلته الحالة الثانية من صبر و تعايش مع ظروفها مع الفارق .