استقبل الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، اليوم، “بيتر سيارتو” وزير الخارجية والتجارة المجري، في زيارة تعكس عمق الشراكة المتنامية بين مصر والمجر. وقد بحث الجانبان سبل تطوير العلاقات الثنائية، مع التركيز على الملفات الاقتصادية والاستثمارية، وتعزيز التعاون في قطاعات الصناعة، والسياحة، والطيران، والطاقة.
ورحب الوزيران بانعقاد الدورة الخامسة للجنة الاقتصادية المشتركة خلال الفترة من 8 إلى 10 أبريل الجاري، إلى جانب تنظيم منتدى الأعمال المصري-المجري بمشاركة وزيري التجارة والتعاون الدولي المصريين، وبحضور وفد يضم ممثلين عن 21 شركة مجرية، مقابل مشاركة 95 شركة مصرية، في خطوة تستهدف دفع عجلة الشراكة الاستثمارية بين البلدين.
وأكد الجانبان أهمية العمل المشترك على زيادة معدلات التبادل التجاري، مثمنين الطفرة التي شهدتها مشروعات التعاون الثنائي مؤخرًا، وخاصة في مجال التصنيع. كما أعرب الوزيران عن تطلعهما لتعزيز دور الشركات المجرية في السوق المصري، ولا سيما في مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، من خلال ضخ استثمارات في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
على صعيد القضايا الإقليمية، تبادل الوزيران وجهات النظر حول تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة والضفة الغربية، حيث استعرض الوزير عبد العاطي الخطة العربية-الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة الإعمار مع تأكيد ضرورة بقاء الفلسطينيين على أرضهم. وأكد على الرفض المصري القاطع للعدوان الإسرائيلي المستمر، ومنع المساعدات الإنسانية، ومحاولات التهجير القسري.
كما شدد على أهمية التوصل إلى حل سياسي دائم وشامل للقضية الفلسطينية، يستند إلى حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وناقش الوزيران أيضًا مستجدات الأوضاع في سوريا ولبنان، وأمن الملاحة في البحر الأحمر.
والجدير بالذكر أن العلاقات المصرية المجرية،تشهد تطورًا ملحوظًا على مدار السنوات الأخيرة، مدفوعة بتبادل الزيارات الرسمية، واتفاقيات التعاون في قطاعات النقل والتعليم والطاقة. ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 400 مليون دولار سنويًا، مع وجود استثمارات مجرية متزايدة في مصر، لا سيما في مجالات الصناعات الثقيلة وصناعة القطارات.
كما تُعد المجر من الدول الأوروبية الداعمة لمصر داخل الاتحاد الأوروبي، خاصة في ملفات الأمن والهجرة والطاقة.