
أجرت الحوار : صفاء خطاب ـ
هو رجل معنى بقضية المرأة و حقوقها الصحية حتى أنه قاد حملة مكبرة تدعم حق المرأة فى التوعية الصحية رافعا شعار أن المرأة هى الأهم .
حول التوعية الصحية للمرأة خاصة مع مقدم شهر رمضان و مواصفات الصوم لها فى كافة الظروف الصحية أجرينا هذا الحوار مع الدكتور عمرو حسن استشاري النساء والتوليد والعقم و سفير النوايا الحسنة ,عضو الجمعية الأمريكية للعقم ومؤسس حملة \” أنتِ الأهم \” المختصة بصحة المرأة .
فى البداية تقدم الدكتور عمرو حسن من خلال \” طبيبى الخاص \” بالتهنئة للمصريين و الأمة الإسلامية كلها بمناسبة شهر رمضان الكريم راجيا الله عز و جل أن يأتى بالخير و اليمن و البركات على كافة ربوع مصر .
.. و إلى الحوار الذى قدم من خلاله الدكتور عمرو \” روشتة \” للصيام المثالى .
ــ هل من حق الأم التى ترضع طفلها أن تفطر ؟
ــ أفتى بعض رجال الدين الإسلامي أن الأم المرضعة حالها مثل حال المريض أو الشخص الذي على سفر لديها عذر خاص لعدم الصوم و يرتبط قرار الإفطار بمجموعة من العوامل و الأمور يحددها الطبيب المختص و قد يكون عمر الطفل هو العنصر الأساسي الحاسم فى ذلك حيث يختلف الوضع إذا كان الطفل ضعيفاً ويعتمد فقط على الرضاعة الطبيعية مقارنة مع طفل يتمتع بصحة جيدة ويبلغ من العام عاماً واحداً ويتناول أطعمة أخرى ضمن نظامه الغذائي ويرضع من الثدي فقط عند الليل .
ــ هل معنى ذلك أن يؤذي صيام الأم طفلها الرضيع ؟
ــ من غير المحتمل أن يؤذي صيامك طفلك أثناء الرضاعة سوف تشعرين بتأثيرات الصيام – وربما تحتاجين إلى التوقف عنه – قبل أن يؤثر على إنتاج الحليب (اللبن) لديك.
أظهرت دراسة واحدة أن الصيام لمدة عشرين ساعة لم يترك أي انعكاسات على مستوى إنتاج الأم للحليب، لكن الأمهات اللاتي شاركن فيها كن يشربن الماء.
يبدو أن الجسم يعوّض النقص في الغذاء والسوائل وينشط أكثر في إفراز الطاقة.
ــ هل يؤذى الصيام الأم خلال فترة الرضاعة الطبيعية ؟
ــ أقول للأم : لو كنت ترضعين منذ فترة، فإنك تعرفين كم أنه سيشعرك بالعطش .
إن إصابتك بالجفاف ستجعلك تحسّين بأنك لست على ما يرام و يمكنك معرفة إذا ما كنت تعانين من الجفاف و في حال شعورك بالعطش الشديد أو أصبح لون البول لديك داكناً أو شديد الرائحة أو أحسست بالدوار (الدوخة)، و الإغماء و الضعف أو التعب أو شعرت بالصداع أو أي أوجاع أخرى.
لو بدأت تلاحظين أي من هذه الإشارات أو العلامات، عليك كسر صيامك وشرب بعض الماء وأخذ قسط من الراحة.
بعد مرور نصف ساعة، لو بقيت تحسّين بأنك لست على ما يرام، يجب أن تتصلي بطبيبك.
ــ ما هى مواصفات الإفطار الصحية ؟
ــ حين تفطرين، اشربي الكثير من الماء، وخاصة في فترة الصباح الباكر قبل أن تعاودي الصيام .
عليك شرب ما لا يقل عن 8 إلى 12 كوباً من الماء والحليب (اللبن) أو العصير يومياً لكن لا تشبعي وتملئي بطنك فقط بالسوائل، لأنه من المهم أن تحصلي على السعرات (الوحدات) الحرارية من الطعام.
يجب أن تأكلي حوالي من 400 إلى 500 وحدة حرارية إضافية في اليوم حين تقومين بالرضاعة الطبيعية.
قد تجدين من الصعب أن تأكلي ما تحتاجينه في ليلة واحدة، وقد تخسرين من وزنك.
لو حدث هذا الأمر معك تحدثي إلى طبيبك.
ــ هل تنتج الأم كمية كافية من حليب الثدي فى هذه الحالة ؟
قد تنخفض نسبة الدهون في هذا الحليب ولا يعدّ هذا مشكلة في حدّ ذاتها، لكن قد يعني أن طفلك سيشعر بالجوع ويزداد طلبه على الرضاعة ويكثر من زياراته إلى الثدي.
ــ هل سيتأثر الطفل بالتغيير الذي سيصيب حليب الثدي ؟
ــ أقول لكل أم إن الحليب لديك يتغيّر قليلاً طيلة الوقت، ويعتمد الأمر على عدة عناصر مثل نوعية الطعام الذي تتناولينه واحتياجات طفلك.
قد تقلّ مكوّنات الدهون في هذا الحليب إذا كنت تصومين. يحتاج الطفل الصغير إلى الأكل أكثر لو كان حليب الثدي منخفض الدهون لأنه لن يشعر بالشبع بعد الإرضاع.
ربما لا ينتبه الأطفال الأكبر سنّاً لهذا التغيير لأنهم يحصلون على بعض الأطعمة الصلبة.
و من المؤشرات والعلامات التي تقول أن طفلك لم يحصل على كفايته من الحليب :
.. عدد أقل من الحفاضات المبللة ( يجب أن يبلل الطفل حديث الولادة ما بين 8 إلى 10 حفاضات يومياً )
.. لون برازه (الغائط) أخضر
.. صراخ وأنين مستمران
.. خسارة في الوزن أو عدم اكتساب وزن إضافي
و فى النهاية استشيري طبيبك إذا كنت قلقة بشأن طفلك.
ــ ماذا تفعل الأم كي تتجنب حدوث أي مشكلة ؟
ــ إن التحضير للرضاعة الطبيعية يجنّبك مواجهة أي مشاكل محتملة أيضا قومي بمهمات التسوّق والتنظيف أو أي واجبات أخرى تتطلب المزيد من الجهد والطاقة قبل أن تباشري الصيام بحيث يبقى لديك وقت كافٍ للراحة لاحقاً.
.. حافظي على برودة جسمك وارتاحي قدر المستطاع خلال اليوم.
.. احتفظي بمفكرة للطعام كي تتأكدي من أنك تستهلكين كفايتك من الطعام والشراب أثناء الليل.
ــ متى يستدعي الأمر الاتصال بالطبيب ؟
ــ في حال بدأت تشعرين أنك لست على ما يرام أو أنك قلقة من أن طفلك لا يأخذ كفايته من الحليب، اتصلي بطبيبك.
انتبهي إلى الإشارات والعلامات التي تدلّ على إصابتك بالجفاف أو تشي بأن طفلك قد يكون جائعاً.
لو ظهرت أي مشاكل في الرضاعة الطبيعية، تحدثي إلى استشارية رضاعة طبيعية.
ــ هل الصيام آمن بالنسبة للأم الطبيعية ؟
ــ يعتقد الكثير من الأطباء أن الصيام يفيد الجسم عموماً، لأنه ينظم عملية حرق الدهون وخسارة السعرات الحرارية، لو تمّ باعتدال.
لو كنت تتمتعين بصحة جيدة ولا تعانين من أي مضاعفات صحية، يمكنك متابعة روتين حياتك اليومية من دون تعديل باستثناء الحرص على أخذ قسط كافٍ من الراحة والابتعاد عن التوتر والقلق قدر الإمكان وتذكري ضرورة الحصول على المواد الغذائية الضرورية.
ــ ماذا تفعل الأم الحامل لو كانت تعاني من الغثيان الصباحي ؟
ــ لو كنت في المرحلة الأولى من الحمل (أي الأشهر الثلاثة الأولى)، ربما تجدين الصيام صعبا
حاولي أن ترتاحي قدر المستطاع
خططي لتمديد وجباتك ما بين المغرب والفجر.
لو ساء وضع الغثيان مع الصيام، عليك ان تفطري .
إن النساء اللائي يعانين من القيء الحاد خلال أشهر الحمل الثلاثة الأولى قد تفقد أجسامهن السوائل وبعض المعادن مثل الصوديوم.
في مثل هذه الحال، ربما يتوجب على المرأة أن تحقن بمغذٍّ عبر الوريد، وهو يفطر، ما يضطرها إلى الامتناع عن الصيام حتى يتوقف القيء .
طرق عملية للنجاح
- افطري تدريجياً على دفعات عبر تناول وجبة صغيرة بدلا من أكل وجبة كبيرة دفعة واحدة
- احرصي على الاهتمام بوجبة السحور و لكن تأخري في تناولها قدر المستطاع
- اشربي الكثير من السوائل – بين 8 إلى 10 أكواب من الماء يومياً
- حاولي تناول البروتينات الحيوانية سهلة الهضم، مثل اللحوم الحمراء، والدجاج، والسمك والبيض.
- تناولي المزيد من الفاكهة والخضروات الطازجة بما فيها ذات الأوراق الخضراء ولتجنب الإصابة بالليستريوزيس، اغسليها جيداً وبانتباه وأزيلي أية أتربة أو أوساخ .
- قلّلي استهلاك الدهون، وربما يستحسن الابتعاد عن بعض الأطعمة مثل المخللات، والتوابل (البهارات)، والقهوة، والشاي، والمياه الغازية، والحلويات التي تزخر بها الموائد الرمضانية.
ــ هل أمتنع عن الصيام لو كنت مصابة بمضاعفات أثناء الحمل؟
ــ هناك بعض الحالات التي يمنع فيها الصيام أثناء الحمل، وتتضمن: مرض السكري و مرض الكلى المزمنة و القصور في وظائف الكبد و الربو الذي يتطلب بخاخاً للاستنشاق .
كما أن هناك بعض الحالات المرتبطة بالحمل والتي قد تمنعك من الصيام، بينها : ارتفاع ضغط الدم و الحمل بتوأم و خطر الولادة المبكرة و أمراض الحمل الحادة.
ــ هل هناك أسباب تدعو الأم لكسر الصيام ؟
ــ في حال شعرت أثناء الصيام بأي دوار أو دوخة أو هبوط أو خفقان في القلب، أو صداع شديد، أو أاضطرابات في الرؤية،
(او انخفاض في حركة الجنين خاصة خلال المرحلة الأخيرة من الحمل)، توقفي عن الصيام واتصلي بطبيبك .
ــ كيف تجعل المرأة صيامها خلال الحمل سهلاً ؟
خططي لأيامك بحيث تستطيعين الحصول على فترات منتظمة من الراحة .
تجنبي المشي لمسافات طويلة وحمل أو رفع أغراض ثقيلة.
حافظي على البرودة قد تصابين بالجفاف بسرعة وهذا أمر يضرّ بك وبطفلك.
خففي من المهمات المنزلية وقومي بالقليل الممكن منها.
اسألي بقية النساء في عائلتك عن نصائح واقتراحات حول كيفية التعامل مع الصيام خلال الحمل.
تناولي الطعام باعتدال وحكمة حين تكسرين صيامك عند الإفطار.
ــ ما هي أفضل طريقة لكسر الصيام ساعة الإفطار ؟
ــ تأكدي من حصولك على أطعمة صحية متنوعة والكثير من السوائل خلال الإفطار والسحور.
اختاري الأطعمة التي تستهلك الطاقة ببطء، مثل البلح (التمر) والفاصوليا والعدس، للإفطار.
ابتعدي عن السكريات التي ترفع مستويات السكر في الدم بسرعة-والتي ستنخفض بسرعة أيضاً فتجعلك تشعرين بالدوار (الدوخة) والإغماء.
تأكدي من حصولك على كمية كافية من البروتينات عن طريق الفاصوليا والبندق أو الجوز (عين الجمل) واللحم المطبوخ جيداً والبيض.
إن البروتين مطلوب كي يساعد جنينك على النمو.
اشربي الكثير من السوائل في الليل.
قد تصابين بالجفاف بسرعة كبيرة، خاصة لو صادف شهر رمضان خلال أشهر الصيف الحارة.
ــ هل الصيام آمن خلال الحمل ؟
ــ ليس هناك جواب كافٍ وحاسم، بالرغم من العديد من الأبحاث الطبية التي نظرت إلى آثار وانعكاسات الصيام.
يبدو أن بعض هذه الدراسات أظهرت تأثيرات طفيفة على المواليد الجدد جرّاء صيام أمهاتهم واعتبرت أخرى أن الأشخاص الذين صامت أمهاتهم حين حملن بهم قد يواجهن مزيداً من المشاكل الصحية في حياتهم لاحقاً.
على أي حال، يصعب المقارنة ما بين الدراسات التي اتبعت أساليب وطرقاً مختلفة ومتباينة وترتبط المسألة بشكل كبير بأوضاع المرأة قبل الحمل من الناحيتين الصحية والغذائية.
و قد وجدت العديد من الدراسات أن لا فرق في وزن الأطفال عند الولادة سواء كانت أمهاتهم تصوم خلال الحمل أم لا.
ونظرت بعض الدراسات إلى مستوى ذكاء الأطفال ولم تجد فرقاً.
في حالات أخرى، تمّ أخذ عيّنات دم من نساء حوامل أظهرت حدوث تغيير في التركيبة الحيوية أو العضوية، غير أن الأمر لم يشكل أي خطورة على الأم.
كما تمّت المقارنة بين وزن المواليد ولم تسجّل أي فروقات في هذا الشأن.
يبدو أن النساء اللواتي يتمتعن بوزن مناسب وأسلوب حياة صحي عموماً يتفاعلن أفضل مع الصيام.
إن طفلك بحاجة إلى المواد الغذائية التي تصله من خلالك.
لو كان جسمك يختزن كمية كافية من الطاقة، فإن انعكاسات الصيام قد تقلّ وربما يتعلق الأمر بعوامل أخرى مثل: مرحلة الحمل التي تمرين بها مدة الصيام ما إذا كان شهر رمضان يصادف في فترة الصيف الحار والأيام الطويلة .
ــ ماذا تفعل بقية النساء ؟
ــ تختار العديد – إن لم يكن غالبية – النساء الحوامل المسلمات الصيام خلال شهر رمضان وتقول بعض الاستطلاعات أن 70% من النساء يخترن الصيام.
بالتأكيد أن لكل شخص طريقته المختلفة في اتباع طقوس رمضان.
في الإسلام، سمح لك الشرع ألا تصومي لو كنت مريضة أو لا تشعرين أنك على ما يرام أو إذا كنت تعانين من مرض السكري على سبيل المثال لا سمح الله.
عليك ألا تغضي النظر عن هذا السماح الشرعي لو شعرت أن الصيام قد يؤذي صحتك أو صحة الجنين الذي في بطنك.
أنت وحدك قادرة على تقدير مدى قدرتك على النهوض بهذا الواجب واتخاذ القرار المناسب.
تحدثي إلى عائلتك وطبيبك ورجل دين مسلم كي تعرفي الخيارات المتاحة أمامك.
ــ هل هناك ما يجب القيام به قبل صيام رمضان ؟
ــ خططي مسبقاً كي تجعلي الأمور أكثر يسراً خلال الشهر الفضيل: تحدثي مع طبيبتك القادرة على تقييم حالتك الصحية وأي مضاعفات محتملة، مثل سكري الحمل أو فقر الدم.
قد ترغبين في إجراء المزيد من الفحوصات (الاختبارات) خلال الصيام لمراقبة بعض الأمور مثل مستويات السكر في الدم.
احتفظي بمفكرة تسجلين فيها ما الذي تناولته من طعام وشراب.
إذا كنت تستهلكين في العادة الكثير من المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين مثل القهوة والشاي والكولا، حاولي التخفيف منها قبل البدء بالصيام كي تتجنبي الصداع (وجع الرأس) كاحد الأعراض \”الانسحابية\”.
ابدئي التحضير مسبقاً عبر القيام بالتسوّق للشهر الفضيل.