كتبت : حنان ربيع
لم تكن تدرى أنها سوف تقابل تلك الأزمات المتتالية لأنها فكرت لأول مرة فى علاج نفسها أو أخذ حق من حقوقها الضائعة فى زحمة أيامنا ..
هى التى كانت تبعد كل البعد عن الذهاب إلى المستشفيات أو أخذ العقاقير الدوائية ولا تغامر .. لا تتناول دواء إلا \” للشديد القوى \” على حد تعبيرها ..
لم تكن تفكر أبداً فى عمل هذه الجراحة الضرورية .. كانت دائماً تسهو عنها رغم الشكل المبالغ فيه والظاهر فى منطقة البطن لا تتخيل الدخول لأول مرة غرفة العمليات وذلك عندما ذهبت إلى عيادة العلاج الطبيعى حيث أخبرها طبيب التخسيس بعد أن أجرى الكشف عليها أنها فى حاجة إلى جراحة ضرورية وعاجلة لـ \” الفتاق \” الذى يتوحش فى بطنها وإنها تواجه صعوبات كثيرة قد تؤدى إلى الوفاة ..
بعد إلحاح مستميت استسلمت للجراحة و ذهبت إلى مستشفى الدمرداش لعمل اللازم و بعد إجراء الفحوصات الشاملة
والتحاليل و الإشاعات جاء دور الروتين \” سيد الموقف \” فهذه المرأة المسنة يطلبونها كل فترة لكى تقوم بعمل الجراحة ثم يلزمونها بعمل نفس التحاليل السابقة .. تكررت هذه التكهنات ثلاث مرات وبعد ذلك وقعت فريسة لطلبة القسم و أساتذته يحضرونها ويجرون عليها دراستهم ثم يسرحونها كغيرها بحجة انه لم يأت دورها .
أى دور هذا الذى يستبيح كرامة الإنسان وكبريائه ويسلب ما تبقى منه من كرامة لذا لزم علينا أن ننوه عن هذه الآفات الضارة وأتساءل إلى متى يستمر إهدار حقوق المواطن الذى بات بلا كرامة أو إنسانية لا قيمة له ولا آدمية .
من ينظر بعين الاعتبار و الرأفة لهؤلاء المسنين البسطاء الذين كثير اً ما أهملوا وتُركوا على طاولة المرض والفقر و المعاناه يتجرعون ويلات الحسرة ويشكون نوبات الألم فى .