خلال جولة ميدانية بأخميم | محافظ سوهاج يوجه بسرعة تطوير ورفع مستوى الخدمات بمنطقة ميريت آمون
في قلب مدينة أخميم، حيث تتداخل رائحة الطمي مع عبق التاريخ، تقف امرأة من زمنٍ بعيد، كأنها خرجت من صفحةٍ منسية في كتاب الخلود. تمثال ميريت آمون… أو كما يحب أهل سوهاج أن يسمّوها: “العروسة”.
لكنها ليست عروسة من فخار أو زينة تُعلّق على البيوت، بل عروس من حجرٍ جليل، بارتفاع ثلاثة عشر مترًا، وبروحٍ تتجاوز ارتفاع الجبال.
يُحكى أن الأرض هناك ظلّت تخبّئ سرّها آلاف السنين، تنتظر لحظة تنشق فيها عن امرأةٍ تجسّد الكبرياء. وفي عام 1981، لم يكن أحد يتوقع أن بعض الحفر العابر سيوقظ صمتًا ظل نائمًا منذ عصر رمسيس الثاني. فجأةً انكشفت أطرافها من بين التراب: يد ممدودة، نظرة تشير إلى الأفق، ومهابة تليق بملكة.
دهشة الناس كانت أول من هلّل… كأن أخميم استردّت ابنتها بعد غياب طويل.
لم يكن الحجر الجيري الذي نُحت منه التمثال مجرد مادة صلبة، بل ذاكرة. كل ضربة إزميل فيه تحمل نبض فنانٍ مصري قديم، عاشقٍ للجمال، بارعٍ في أن يجعل من الصخر جلدًا يتنفس، ومن الملامح رسالة. وهكذا خرجت ميريت آمون بحجمٍ يقترب من الأساطير، وزنها أحد وثلاثون طنًا، لكنها رغم ثقلها بدت وكأنها قادرة على الحركة، على الكلام… على العودة إلى زمنها لو أرادت.
عام 1991 استقرت العروس في موقعها الحالي، في أرجاء معبد رمسيس الثاني بمدينة أخميم. جلست كمن يعرف مكانه جيدًا، كمن عاد إلى بيته. ومنذ تلك اللحظة، صارت قبلةً للزوّار، ودرسًا مفتوحًا لعشّاق التاريخ، ورمزًا لجمال المرأة المصرية التي لم يعرف الزمن كيف يهزمها.
اليوم، يقف المشاهد أمامها فلا يرى مجرد تمثال، بل يرى امرأةً خرجت من أعماق الزمن لتذكّرنا أن الحضارة ليست حجارة، بل روح.
وأن المرأة التي نحتوها قبل آلاف السنين، ما زالت تحفظ في صمتها سرّ الفن المصري: الجمال الذي لا يُهزم، والخلود الذي لا يشيخ.

توجيهات مسئولة بتطوير المنطقة المحيطة بمريت آمون
في إطار حرصه المستمر على المتابعة الميدانية لمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، ومتابعة الموقف التنفيذي للمشروعات الخدمية والتنموية الجارية على أرض المحافظة، قام اللواء دكتور عبد الفتاح سراج محافظ سوهاج اليوم، بجولة ميدانية بمدينة أخميم، لمتابعة مشروع تطوير ورفع مستوى الخدمات بالمنطقة الأثرية ” ميريت آمون “.
وقد تفقد المحافظ المنطقة الأثرية ” ميريت آمون “، موجها بسرعة العمل على تطوير المنطقة والانتهاء منها قبل 30 يونيو العام القادم، على أن تشمل الأعمال ” رفع كفاءة السور المحيط، والمكاتب الإدارية، وعمل مصاطب لعرض ورفع القطع الأثرية عليها، إلى جانب إنشاء بازارات سياحية لخدمة رواد المنطقة من السائحين والمصريين، بالإضافة إلى عمل ممرات حجرية تسهل حركة الزوار داخل المعبد، مع وضع علامات إرشادية وتعريفية للقطع الأثرية .
وأكد محافظ سوهاج أن تطوير منطقة “ميريت آمون” يأتي في إطار الاهتمام بالمناطق الأثرية وتنشيط الحركة السياحية داخل المحافظة، ضمن خطة المحافظة لوضعها على أجندة السياحية العالمية والمحلية، لافتًا إلى أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بملف الآثار والحفاظ عليه، بما يساهم في جذب المزيد من الزائرين ودعم خطط التنمية المحلية.



