فيوضات قلبية يكتبها : إبراهيم أبو العزم .. باحث فى الشؤون الإنسانية .
كل يوم من أيام الشهر الكريم نحلق فى الفيوضات القلبية لجملة التوحيد \” لا إله إلا الله محمد رسول الله فى القرآن الكريم \” .. مع سورة الفاتحة نبدأ \” بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ \”
( بِسْمِ ) :- تنقسم الى مقطعين الباء و إسم
و مما ورد فى تفسير:- البغوى …أن السبب :-
1- وأسقطت الألف من الاسم طلبا للخفة وكثرة استعمالها
2- ولا تحذف الألف إذا أضيف الاسم إلى غير الله ولا مع غير الباء .
و أقول و بالله التوفيق و المنة و الفضل :- أن
( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) تظهر جلية فى هذه الكلمة العظيمة من كتاب الله ( بسم )
فنلاحظ أن حرف الجر الباء هو مدخل لما بعده بل و حركة الجر ذات نفسها تجرنا إلى التعلق و التركيز و الاستمداد من ما بعد المجرور.
لأن حركات الجر و الرفع و النصب و غيرها من حركات الإعراب فهى و إن وضعت للإعراب و لضبط النطق فإنها أيضا تعبر عن حركات قرائية يتحرك معها اللسان و القلب و ينعكس هذا فى حركة نفس الإنسان حال نطق الحركة الإعرابية و هذه الحركة التنفسية يدخل معها الهواء الى كل جسم الإنسان مشبعا إياه بدوران النطق لحروف كتاب الله
و نلاحظ (لا إله إلا الله محمد رسول الله ) يحدث فيها تكرار للعديد من الأسماء ( إله – الله – محمد – رسول – الله )
و نجد كل من هذه الكلمات هو اسم قائم بحد ذاته
و هذا يناظر ما ذكر فى أول البسملة من كلمة ( بسم إذا جردناها من الباء تتحول إلى اسم ) أما ( الباء فى بسم ) فنجد أنها تناظر أداة النفى ( لا ) مع طبعا اختلاف المعنى الباء حرف جر و ( لا ) أداة نفى …و يبقى العامل المشترك بينهم هو أن كل منهم يعطى رسالة و مدخل معين للقارئ لهم فى الدخول على ما بعده من أسماء أو كلمات
مع ملاحظة :- أن حركة الجر ذات نفسها تعطيك إيقاع الجبر و الالتزام و هذا وضح أيضا فى أنها تكسر ما بعدها
و نجد أن النفى يحدث نفس الأثر و هو الالتزام بشئ بعينه فما ينفى بعده أداة النفى هو تقرير و التزام بشئ معين حتى و إن كان بالنفى
و الله أعلى و أعلم و هو يهدى إلى نوره و أسرار فيوضات لا إله إلا الله محمد رسول الله فهى نور الرحمات و أصل البركات و منبع المحبة الإلهية و مركز مدار انتظام الأكوان .
تابعونا يوميا بأمر الرحمن .