فيوضات قلبية يكتبها :
إبراهيم أبو العزم .. باحث فى الشؤون الإنسانية .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
( الرحمن )
من الأسماء التى تجمع بين الجلال و الجمال فحقا الرحمن هو مصدر الرحمة و لكنها رحمة لها جلال و هيبة رهيبة فيه من الهيمنة الإلهية الكثير بجانب طبعا الجمال العظيم المنطوى فى الرحمة
و إسم ( الرحيم )
الذى ذكر بعدها فى البسملة هو أيضا مصدر الرحمة و لكنها رحمة لها جمال فيه من التودد الإلهى الكثير بجانب طبعا جلال النسبة إلى الله و جمال الرحمة من حيث هى كذلك و من حيث هى منسوبة إلى الله
و فى الجمع بين الإسمين فى البسملة جمع بين منابع الرحمة الربانية من الله لعباده جمع الشمول و العطف و الوهب الربانى لمن قرأ البسملة و آمن بمعانى رحمة الله فيها
و نلاحظ أن الإسمين الجليلين المقدسين تنعكس فيهم كل معانى ( لا إله إلا الله محمد رسول الله )
فلا إله إلا الله …هى رحمة مهيمنة على الكون رحمة فيها جمال عظيم لا خلاف على ذلك و لكنه جمال فيه من جلال الألوهية ما تخشع له القلوب و تتصدع من رهبته الجبال و هذا ما نجده فى معانى الرحمة المستمدة من إسم ( الرحمن )
و هذا أيضا يفسر لنا بعض من معانى الآيات الكريمة فى سورة الرحمن :-
الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2)
و نجد فى النصف الثانى من الشهادة :- محمد رسول الله …
أعظم تجليات و عطاءات هبات إسم الله الرحيم فسيدنا محمد صل الله عليه و سلم …هو فضل رحمة و تودد من الله لعباده فلقد إصطفاه الله و أحبه و علمه ثم بعثه ليعلم الناس رحمة منه بخلقه و إرادة لأحبابه بالخير و البركة فهو رحمة فى وصل و سهولة و يسر يصحبه جلال من الله و لكن جلال فيه تخفيف على الخلائق .
و نجد التأكيد على هذا المعنى فى الآية القرآنية فى سورة التوبة :- لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (128)
والمتأمل لمعانى الرحمة المحمدية فى الآية الكريمة يدرك الكثير عن معانى إسم الرحيم مع طبعا الفرق بين وصف الرحيم المتعلق بالله ووصف رحيم المتعلق بالنبى فما هو لله رحمة ذاتية ربانية هى مصدر كل رحمة و ما هو متعلق بالنبى سيدنا محمد هو رحمة مستمدة من رحمة الله متشبعة بأنوار و فيوضات إسم الله الرحيم
لذا نجد الحق سبحانه و تعالى قال عن النبى ( رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (128) ) أما عندما تكلم عن ذاته قال :- الرحيم
و الله أعلى و أعلم و هو يهدى إلى نوره و أسرار فيوضات لا إله إلا الله محمد رسول الله فهى نور الرحمات و أصل البركات و منبع المحبة الإلهية و مركز مدار إنتظام الأكوان .
تابعونا يوميا بأمر الرحمن .