الخميس, نوفمبر 6, 2025
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img
الرئيسيةفنونعماد حمدي وفتحية شريف | حبّ تحت رماد الشهرة

عماد حمدي وفتحية شريف | حبّ تحت رماد الشهرة

فى البدايات الأولى لحياة الفنان الراحل عماد حمدي فتى الشاشة الأول فى الخمسينات قصة حب أسطورية جمعته بالفنانة فتحية شريف.. ولكنها سرعان ما تحولت إلى حبّ تحت رماد الشهرة.

في ركنٍ قصيّ من ذاكرة الزمن، تقف امرأةٌ تُدعى فتحية، كانت يومًا ما نجمة المسرح وصوت الضحك في ليالي القاهرة القديمة.

صوتها كان يُشبه العود حين يُداعبه عاشقٌ في منتصف الليل، ضحكتها تُشبه حفيف ورق الشجر في أول الخريف، وعيونها تحمل بريقًا لا يُخطئه الضوء.

كانت فرقة “الريحاني” تعرفها أكثر مما تعرف نفسها، فهي بطلتها الأولى، ووجهها الذي تفتح عليه الستارة كل مساء.
وفي ليلةٍ من ليالي عامٍ بعيد، جاء شابٌ يعمل محاسبًا في أستوديو مصر — عماد، بوجهٍ هادئٍ لا يخلو من الحُلم.
اقترب منها بخجلٍ المبتدئ، لكنها رأت في عينيه شيئًا مختلفًا… شيئًا يُشبه القدر.

تزوجا، وانسحب المسرح من حياتها كما ينسحب البحر عند الغروب.
قال لها بصوته العميق:

> “أريدكِ لي وحدي، فالفنّ غيور، وأنا أكثر.”

فتحية شريف
فتحية ش يف

وافقت. ظنّت أن التضحية طريق الخلود، وأن الحب حين يُكتب بالدمع لا يُمحى.
وكانت في تلك اللحظة، لا تدري أن القدر كان يكتب لها فصلًا جديدًا من روايةٍ لا تشبه الروايات.

مرت السنوات، وولد نادر، وهدأ بيتها، إلا من نغمةٍ قديمةٍ كانت تتردّد في صدرها، نغمة اسمها المسرح.
وفي لحظةٍ ما، التفتت لتجد أن الرجل الذي كان يومًا شغفها، صار فتى الشاشة، وأن قلبه الذي سكنها، صار يعشق “دلوعة الشاشة”.

غابت الأضواء عنها تمامًا، وغابت هي عن الأضواء.
لكن الغيرة ليست نارًا كما يظن الناس… إنها جرحٌ من نورٍ قديم، يرفض أن يندمل.
وحين علمت أن هديته للحب الجديد كانت قطعة أرض، وأنه ألغى بوليصة تأمين ابنهما، انفجرت بداخلها أنوثةٌ مجروحة، تشبه البركان حين يثور بعد سباتٍ طويل.

هدّدته، نعم، ولكنها لم تؤذِ.
كانت تهديداتها صرخة امرأةٍ أُغلقت في وجهها أبواب العدالة والحنان.

ثم انطفأت الأضواء تمامًا.
لم تعُد تغنّي، لم تعُد تمثل، صارت أمًا فقط.
ثلاث سنواتٍ في ساحات المحاكم من أجل النفقة، ثم قالت:

> “مش عاوزة فلوس… شوف ابنك.”

alekhbary.com 5KYkkUbe alekhbary.com

مرّت الأيام، وتغيّر الزمن، وشاخ عماد، وذهب بصره.
ذات مساءٍ، عاد إلى بيتها منهكًا، مكسورًا، فقالت لابنها:

> “هات أبوك يعيش معانا… ده أبوك يا نادر.”

كانت تخدمه كما تخدم القدر نفسه.
وحين سألها الشيخ الشعراوي: “أتخدمينه وفي قلبك عليه ما في القلب؟”
ابتسمت وقالت: “بخدمه لوجه الله، مش لوجه عماد.”
فقال لها: “ذاك أعظم الثواب.”

ثم رحلت فتحية في صمتٍ نبيلٍ، كأنها سلّمت مفاتيح المسرح إلى الملائكة، وقالت لهم:

> “احكوا عني هناك، فهنا نسوني.”

وبعد عامين، لحق بها عماد، وكأن بينهما خيطًا خفيًا، لا يقطعه الطلاق ولا يربطه الزواج… خيطٌ اسمه الوفاء حين يُولد من الألم.

alekhbary.com ThuIdAZh alekhbary.com z5YyJYP8

ظلّت صورتها بجانب فاتن حمامة شاهدة على زمنٍ رحل…
وزمنٍ آخر لم يأتِ بعد.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات