محمد على الهوارى يكتب : أهجر السياسة .. و احتفل بالحياة

عقل القوي دائم الأمل و لديه دائما ما يبعث على الأمل البعيد ـ توماس كارليل ـ
ذروة الثورات الكبري تسري بين صفوف الجماهير حالة ﻻ إرادية من التفاؤل المفرط تحت تأثير نشوة الإنتصار المؤقت لترتفع بلا مقدمات منطقية سقف توقعات الطموحات الوردية حتي تعانق قلب السماء فينشغل الثوار بكل جد و براءة للبحث عن عصا موسي التي تستطيع تغيير كل شئ في لمح البصر كي تتحسن فوراً الظروف المعيشية و تخمد نيران غلاء الأسعار و يعثر كل عاطل علي الوظيفة المناسبة و تحل مشكلة العنوسة و يتم القضاء علي آفة الفساد و تتأسس بعد ذلك دولة المواطنة الحديثة التي تسع الجميع و لكن للأسف يذهب جهدهم سدي أدراج الرياح فيمكثون طويلا في انتظار ما ﻻ ياتي ثم تتكشف لهم رويداً رويداً حقيقة الواقع المرير الذي ﻻ فكاك منه فتتسرب إليهم مشاعر الإحباط وتتحالف عليهم الضغوط النفسية و الاجتماعية فتفرز شعورا غامضا و سلبيا بعدم الأمان و الخوف من المصير المجهول و يصبح التخبط و الكآبة هو المزاج العام السائد و تظهر أعراض الاكتئاب السياسي، في صورة آﻻم نفسية اجتياح شعور دفين بالفراغ مع حزن عميق يستبد باركان النفس دونما أسباب واضحة وفقدان قيمة الأشياء والزهد فيها حتي أكثرها تعلقا و حبا للنفس يتلازم ذلك مع إحساس بالذنب و قلة الحيلة و بالتالي انعدام الأمل في المستقبل والدوران في دائرة مفرغة من اليأس و الإحباط تؤدي الي قلة التركيز و صعوبة اتخاذ القرارات ينتج عنها ازدياد معدل التوتر و العصبية هذا المزاج السيء لا يبقى في مستوى اللألم النفسي فقط وإنما يترافق معه مؤشرات آﻻم جسمانية حادة تؤثر بشكل سلبي علي كافة أجهزة البدن مثل وجع أسفل الظهر مع انخفاض في مستوي الطاقة مصاحب باضطراب في النوم سواء ارق أو هروب انسحابي بالاستغراق في النوم أكثر من اللازم التغير الحاد بالشهية والوزن و مشاكل بالهضم \”نوبات القولون العصبي \” صداع مزمن.
هل من الحصافة أن تجعل السياسة تنغص عليك حياتك .
أترك الغم و الهم و الاكتئاب بهجر الحديث عن السياسة و الاهتمام بالشأن العام و الاحتفال بالحياة .
عليك الاستمتاع بكل لحظة .. تذوق بنهم .. مارس الحب بشغف استمع للموسيقى ببطء ﻻ تجادل أو تناقش حمقي لأن الحياة اقصر من أن تضعيها في أمور تافهة لأنك لن تستطيع تغيير شئ في الكون فان كنت مهتما بقضية حقاً فأمامك أنت .