
تحقيق : دينا حسنى و ياسمين أشرف
طبيبى الخاص تفتح ملفات الأمراض الاجتماعية و على رأسها مستنقع الوهم الذى دائما ما يسقط فيه الشباب مدفوعين بأحلام السفر للخارج بهجرة غير شرعية تودى بحياتهم فى النهاية غرقى على شواطىء الحدود .
البعض يشير إلى أن دراسات تحليل الواقع الاجتماعى فى مصر يؤكد أنها عانت من التخبط بعد ثورة 25 يناير ؛ مما أضطر الكثير من الشباب إلي السفر للخارج هرباً من الأوضاع التى تمر بها البلاد متحملين معاناة الاغتراب و المسئولية أملاً منهم في تحسين أوضاعهم المعيشية ، واستطاع الكثير منهم تحقيق أحلامهم بل و أصبحوا مثالا يحتذي به الشباب ،ولكنه أيضاً دب اليأس بنفوس الشباب الآخر و تسلل الإحباط إلي قلوبهم ،وأصبحوا يحلمون بالسفر والعمل بالخارج لتحقيق أحلامهم.
قال أحمد حسنى ،مهندس،أن العمل بمصر أصبح شبه مستحيل نظراً للظروف التى تشهدها البلاد ،فنحن نمر بحالة من عدم الاستقرار و هذا المناخ يصعب علي اى شخص العمل به.
وتابع \”حسنى\”،أن رؤيته للشباب في مثل عمره ينجحون بالخارج تجعله يبذل قصاري جهده في السفر و اللحاق بهم لافتاً إلي أنه حاول العمل بمصر و الاستقرار بها ،ولكن طموحه بالعمل يجعل السفر إلي الخارج هو السبيل الوحيد لتحقيق أحلامه.
و أضاف أحمد عادل،طالب بالفرقة الرابعة بجامعة عين شمس،أن حلم السفر بالنسبة له ليس لمجرد الحصول علي وظيفة و تحسين أوضاعه الاجتماعية فقط ،ولكن يأمل في الحصول علي معيشة كريمة تضمن خدمات تعليمية و صحية جيدة .
و أكمل \”عادل\”،\”أنا هأقعد هنا أعمل ايه انا مش لاقي نفسي في البلد\” ،فنحن في مجتمع لا يزال يعيش في الماضي ليس لديه غير مقولة \”احنا حضارة 7000 سنة \” و أشار إلي أنه لم يعد لديه القدرة علي التحمل فكل من يسافر بالخارج و ينجح فهو يعطيه الأمل في تحقيق احلامه.
وكشف عبد العزيز سامى،طالب بالفرقة الرابعة بكلية هندسة شبرا،أنه يحلم بالتخرج حتى يتمكن من السفر إلي الكويت وأن عمه سيساعده في ذلك لأنه يعمل بها ،حيث أن هناك الكثيرين من الخريجين من نفس كليته يبحثون عن عمل حتى الآن لأنهم لا يمتلكون \”واسطة\”.
و أرجع عبد العزيز ،سبب هروب معظم الشباب من البلد إلي ضعف المرتبات و زيادة مصاريف المعيشة بالنسبة للرجل فهو مطالب بتكاليف الزواج و بالإضافة إلي أن معظم الشركات الخاصة تقوم بالاستغناء عن العمال في أي وقت .
وأضاف \”سامى\”، أن نسبة الشباب الذين ينجحون بالخارج هى 95% ،قائلاُ \”أنا مش هضيع عمرى وشبابى و اتعب في البلد و في الآخر مش هاوصل لأنها معادلة فاشلة\”.
وقالت هدير بهاء الدين،محاسبة بإحدى الشركات،أن فكرة السفر للخارج جاءت لها عندما اصطدمت بالواقع الذى تعيش فيه حيث أنها عانت بعد تخرجها للحصول علي وظيفة و أيضاُ عانت من ضعف المرتب مما جعلها تفكر فى السفر لافتة إلي أن سفر البنت في المجتمعات الشرقية شئ ليس بالسهل ولكن علي أي فتاة بذل جهد أكثر من الشاب حتى تتمكن من السفر.
وتابعت هدير، أن أحلامها في انشاء شركة خاصة بها يحتاج إلي جهد كبير ويمكن اختصار هذا الجهد بالسفر و العمل بالخارج .
وأضاف مصطفي أشرف،طالب بكلية زراعة جامعة القاهرة، أنه لا يحلم فقط بالسفر ليفيد نفسه فقط ،ولكن يريد أن يعمل بالخارج حتى يتوفر لدية الخبرة و المال التى تجعلة يمتلك مشروعه الخاص به ليفيد بلده. .
و أكمل أشرف،أن مصر الآن تعانى من الكثير من الأزمات التى يستوجب علينا الوقوف بجانبها فمعظم الشباب اليوم يريدون الهجرة إلي بلد أخرى دون العودة لموطنهم ونوه عن أنه من الواجب علي هؤلاء الشباب العودة إلي وطنهم و افادته و نقل خبراتهم لتطويره و تقدمه فلا يمكن تقدم البلد دون ابناءها.
وأكدت إسراء مدحت ،أخصائية نفسية،أن السبب وراء سفر الكثير من الشباب هو رغبتهم في تحقيق أحلامهم لأن من لديه هدف حقيقي يسعي إليه بكل الطرق، و لكن البعض \”بيتحجج\” بالظروف. .
وأضافت أنه لا يوجد شئ يسمى بالظروف فهو مجرد \”شماعة\”يعلق البعض عليه سلبيته ولكن من لديه هدف يستميت لتحقيقه