متابعة: سيد حاج
في إطار احتفالات كلية دار العلوم بانتصارات أكتوبر المجيدة على مدار شهر أكتوبر، وتكريما لأبطالها، عقدت الكلية ندوة عن اللغة النوبية والتنوع الثقافى المصرى، تخليدًا للمجند أحمد إدريس، الذى اقترح الاستعانة باللهجة النوبية كشفرة لسلاح الإشارة فى حرب أكتوبر للتواصل بين القيادات والفرق والكتائب، شفرة لم يستطع العدو فك رموزها، وقد كرمه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى على دوره الوطنى فى حرب أكتوبر المجيد.
تحت رعاية الدكتور محمد سامى عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، والدكتور أحمد رجب نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وإشراف الدكتور أحمد بلبولة عميد كلية دار العلوم، والدكتور حجاج أنور وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، نظّمت الكلية ندوة ثقافية بعنوان “شفرة أكتوبر: اللغة النوبية والتنوع الثقافى المصري”، تخليدًا لذكرى المجند أحمد إدريس صاحب فكرة استخدام اللغة النوبية كشفرة سرية لسلاح الإشارة خلال حرب أكتوبر المجيدة للتواصل بين القيادات والكتائب الميدانية.
استضافت الندوة الدكتور مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، والخبير فى الدراسات الشعبية والتنوع الثقافى المصرى، الذى ألقى محاضرة تناول فيها دور الثقافة الشعبية في تعزيز روح التسامح والوحدة الوطنية. وقال خلال كلمته: الثقافة الشعبية هي ثقافة المحبة والتسامح، وتستطيع أن تحل أكبر التحديات ببساطة لأنها تعكس حضارة مصر الممتدة عبر سبعة آلاف عام. وأضاف أن مصر زاخرة بكنوزها الروحية المتنوعة فى النوبة، وحلايب وشلاتين، ومرسى مطروح، والواحات، والقنطرة، وبورسعيد، والصعيد، والدلتا، مشددًا على أن ثقافة الأطراف لا تنفصل عن الجسد الكبير للوطن المصرى.
وفى كلمته، أكد الدكتور أحمد بلبولة عميد الكلية، أن الندوة تأتى فى إطار حرص الجامعة على تعزيز الهوية الوطنية والتعريف بعظمة التنوع الثقافي المصرى، مشيرًا إلى أن النوبة تعد جزءًا أصيلاً من نسيج الوطن، وأن لغتها العريقة لعبت دورًا وطنيًا مشهودًا فى نصر أكتوبر المجيد.
وأضاف أن التنوع لا يتعارض مع الوحدة الوطنية، موضحًا أن اللغة العربية تظل المظلة الثقافية الكبرى التى تجمع المصريين جميعًا، لافتًا إلى أن كلية دار العلوم طورت مقرراتها الدراسية بما يتواكب مع التطور الثقافى والعلمى، مضيفًا: ”أدرجنا مقررات اللهجات والفن المصرى وأدب العامية إدراكًا لأهمية التنوع الثقافى فى تعزيز الهوية المصرية.”
من جانبه، دعا الدكتور صفوت على صالح وكيل الكلية للدراسات العليا، الباحثين إلى الانخراط فى الدراسات الميدانية لجمع المادة اللغوية والثقافية من مختلف محافظات مصر، موضحًا أن اللهجات تعد رافدًا أساسيًا للغة الأم وتساهم فى إثراء المعجم العربى.
وأشار إلى أن دراسة اللهجات المصرية تفتح آفاقًا مهنية جديدة لخريجى الكلية، من بينها تعليم اللهجات للأجانب، والتحليل الحاسوبى، والتحقيقات الجنائية، وصناعة القواميس والأطالس اللهجية، ومشروعات تفصيح العامية، مؤكدًا أهمية الاستثمار فى هذا المجال العلمى والثقافى.
وفى ختام الندوة، قدم عميد كلية دار العلوم درع الكلية إلى الدكتور مسعود شومان والحاج إسماعيل النوبى مدير فرقة كنوز النوبية، تقديرًا لجهودهما فى إثراء الحوار الثقافى وتعزيز الوعى بالتراث النوبى ودوره فى الهوية المصرية.
