بقلم : د.هشام ماجد الطبيب النفسي والمحاضر الدولي.
الموسيقى لغة الجمال المشتركة بين جميع الناس مهما اختلفت أجناسهم وتنوعت لغاتهم، وقد تفاعل الإنسان معها منذ الأزل وانجذب إلى إيقاعاتها السابحة في الكون…في تغريد العصافير…في خرير المياه في الجداول… في حفيف الأشجار…في كل صوت أبدعه الخالق…
وللموسيقى أهمية كبيرة ودور أساسي في حياة الطفل، فهو يبدأ بالاستماع إلى دقات قلب أمه المنتظمة عندما يكون جنينا وهذا الانتظام في الإيقاع – وهو نوع من الموسيقى الحسية- يؤثر عليه بشكل إيجابي وأي خلل في الانتظام الإيقاعي للقلب يؤثر على الجنين بشكل سلبي وبعد أن يولد الطفل ، ومنذ الأيام الأولى يتآلف مع الإيقاعات من حوله والتي هي نوع آخر من الموسيقى ، فنجده قد اعتاد على إيقاع هز سريره بطريقة محددة أو إيقاع الطبطبة على ظهره بنمط محدد ، أو الإستماع إلى لحن معين قبل النوم ، وأي تغيير في نمط وطقوس تنويم الطفل والخروج عن الإيقاع المنتظم المألوف لديه سيزعج الطفل ولن يؤدي به إلى الخلود إلى النوم.
فهل تعلم عزيزي القارئ أن الموسيقى يمكن أن تجعل طفلك أكثر ذكاءً وسعادة ؟
الإستماع إلى الموسيقى وتشغيلها يحدث تغييرات في الدماغ في إفراز جرعة صحية من الإندورفين ، المعروف باسم \”هرمون السعادة\”. لذلك فإن الموسيقى لها فوائد طويلة الأمد للأطفال أيضًا فتحدث الموسيقى فرقًا كبيرًا في دماغ الطفل ولقد كشفت الدراسات التي أجراها معهد التعلم وعلوم الدماغ أنه بعد أن يستمع الأطفال إلى الموسيقى ، تبدو القشرة السمعية والقشرة أمام الجبهية مختلفة ، وهذه هي مناطق الدماغ المسؤولة عن معالجة كل من الموسيقى والكلام ليس هذا فقط فعندما يتفاعل الأطفال الصغار مع الآخرين ، لوحظ أن التأثيرات الإيجابية فى الإستماع إلى الموسيقى تمتد إلى سمات شخصية الطفل ، مثل كونه مفيدًا أو متعاونًا ، وإن كان الإستماع إلى الموسيقى يؤثر إيجابيا على الدماغ ، فأن صنع الموسيقى يكون أكثر قوة وذلك لأن صناعة الموسيقى تتطلب مهارات حركية دقيقة ( مثل القدرة على الإمساك بالأشياء والضغط عليها ) ، فضلاً عن الدقة اللغوية والرياضية ، والإبداع – مما يؤدي إلى تنشيط عدة مناطق من الدماغ ويعني الاستفادة من هذه المهارات تطوير الجسر بين نصفي المخ الأيمن والأيسر ، مما يسمح للرسائل بالمرور عبر الدماغ بشكل أسرع وعبر طرق مختلفة ونرى تأثيرًا في معرفة القراءة والكتابة والحساب والنمو البدني والتنسيق الحركي مثل الجري والقفز والمهارات الحركية الدقيقة ، فضلاً عن التطور الإجتماعي والعاطفي ، ولكن تصادفنا فى معظم مدارس الوطن العربي مشكله وهى التركيز على معرفة القراءة والكتابة والحساب لأن هذه هي النتائج التي يتم الحكم عليها في الأمتحانات ولكن يمكن للموسيقى أن تفتح طريق للطفل للتعلم بطريقة لا يفعلها أي شيء آخر ، إنه يبني ثقة الأطفال ومهاراتهم اللغوية ، ويمكن أن يحسن نتائجهم في الرياضيات والقراءات والكتابة وباقي المواد النظرية ومن بين الفوائد الأخرى ، يمكن للموسيقى :
1- تحسين الحالة المزاجية للطفل .
2- تقليل مستويات التوتر والقلق والخوف .
3- الإستماع إلى الموسيقى الحزينة يمكن أن يكون جيدًا بفضل قوتها الشافية ، مما يسهل على الأطفال التواصل والتعبير عن عواطفهم .
4- تحفيز تكوين المواد الكيميائية في الدماغ مثل الدوبامين هو والأوكسيتوسين وعندما يتم إطلاقها ، يتم تشجيع الأطفال على مشاركة الألعاب والتعاطف والثقة بالآخرين .
5 – تعزيز مهارات الذاكره والتركيز .
6- تحسين التعلم والدرجات والإنتاجية .
7- تطوير الذكاء المكاني – تمهيدًا للاهتمام بالرياضيات والهندسة وعلوم الكمبيوتر والهندسة المعمارية .
وفي النهاية أتذكر المقولة المشهورة التى قالها أفلاطون؛؛؛
\”الموسيقى قانون أخلاقي ، إنها تعطي الحياة للروح ، والأجنحة إلى العقل ، وتنقلك إلى الخيال ، وتلهم السحر والإبهار بالحياة وكل شيء من حولنا.\”