لأسباب غير معلومة أثار موقف الأطباء من الاعتداءات المتكررة عليهم حفيظة بعض الإعلاميين والصحفيين لنجد فى ظاهرة غريبة جدا أن الإعلام المرأى والمقروء والمسموع قد قرر فجأة وبدون سابق إنذار فتح ملف الخطأ الطبى بالتزامن مع مطالبة الأطباء بحقوقهم المهدرة ومحاسبة من إعتدى عليهم ومطالباتهم بتأمين المستشفيات وكأنما عقدت صفقة فى الخفاء بين الأطباء والإعلام مفادها \” تضرب وإنت ساكت فى الإستقبال مش هاتكلم عن أخطائك الطبية تطلب بحقك هانفتّح لبعض بقى !!\”
أسلوب سوقى للغاية ومحاولات رخيصة لإثارة الرأى العام ضد مطالب الأطباء العادلة وحتى موضوع الخطأ الطبى يتم تناولة بالكثير من الجهل وعدم الموضوعية حتى تحول الأمر فى بعض القنوات إلى مايشبة الردح للأطباء .
فهل هو عقاب جماعى متفق علية للأطباء ؟
ولماذا توقفت البرامج عن الحديث فجأة عن فساتين الزفاف والسهرة والطبخ وماذا تناول النجم الفلانى على العشاء لتتجه فجأه للحديث عن أخطاء الأطباء !
والسؤال الأهم
ما هى العلاقة من الاساس بين الخطأ الطبى وتأمين المستشفيات ؟
طبقا للإحصائيات العالمية فإن الأخطاء المرتبطة بالرعاية الصحية تصيب 10 مرضى من كل 100 مريض في جميع أنحاء العالم أى بنسة 10%
وبحسب التقديرات فإن نسبة الخطأ في تقديم العلاجات الطبية تصل في الولايات المتحدة إلى 4%، و كندا تصل إلى 8%، و الدانمارك 9%، أما في بريطانيا والنمسا واليابان فتصل إلى 11%.
كل الدول السابق ذكرها هى من الدول المتقدمة التى تنفق على القطاع الصحى بسخاء ورغم ذلك توجد لها نسب محددة للأخطاء الطبية .
\”الأطباء الملاعين لم يسمحوا لأمى بدخول العناية المركزة وتركوها تموت على الرصيف\”
\” الدكاترة كاتبين لإبنى اللى ف الحضانة فياجرا عمركم شوفتوا جهل أكتر من كدة\”
يخبرك المواطنين صارخا وهو لايدرك أن توفير سرير عناية مركزة لوالدتة هوة من مسؤوليات الدولة حيث لن يتمكن الطبيب ولا مجموعة أطباء ولا جميع الأطباء العاملين بالمستشفى من شراء سرير رعاية مركزة بالملاليم التى يتقاضونها كل شهر على فرض أن شراء الأسرة أيضا أصبح مسؤولية الطبيب الان وليست مسؤولية الدولة التى تصر على عدم زيادة النسبة المخصصة للإنفاق على القطاع الصحى من 3% الى 15% كما هو قائم فى كل دول العالم .
فى حين لايدرك الاخر أن الفياجرا بالأساس صنعت لتستخدم فى علاج إرتفاع ضغط الشريان الرئوى وأن الجهل تلك المرة من نصيبة هو ومن قرر أن يسمح له بالظهور فى الإعلام .
تأمين المستشفيات ليست رفاهية يريد أن يحصل عليها الأطباء ولكنها ضرورة ملحة لحماية المرضى قبل الأطباء فكما حدث فى إستقبال بنها التعليمى عندما إقتحم شخص مسلح إتضح فيما بعد أنه تاجر سيارات غرفة العمليات \”المقدسة\” كونها تحتوى على أدق حرمات المريض لإجبار أحد الأطباء الذى يستعد لإجراء جراحة عاجلة لإنقاذ مريضة فى حالة نزيف كان من الممكن بكل بساطة أن يرضخ الطبيب لتهديد من يحمل السلاح ويترك السيدة غارقة فى دمائها , وهى قطعا من هؤلاء \”الغلابة\” الذى يتحدث عنهم الإعلام ليل نهار , كان من الممكن أن تتوفى تلك السيدة إذا لم يحسن الطبيب التصرف ويتجاهل التهديد الذى تعرض له ويكمل عملة لينقذ حياة السيدة .
إن عمل الأطباء فى المستشفيات دون تأمين يعتبر مصدر تهديد للأطباء و المرضى معا فكما حدث فى بنها الطبيب موجود والمريض موجود والإستقبال مفتوح ولكن كادت السيدة ان تموت غارقة فى دمائها بسبب غياب الأمن الذى يعتبرة البعض رفاهية تضاف الى رفاهية ال 160 قرشا فى الساعة الذين يحصل عليهم الطبيب فى النوبتجية التى يعمل فيها لمدة 24 ساعة متواصله فى تجاهل تام لأبسط قواعد حقوق الإنسان .
كل من عمل فى مستشفى طوارئ كبير تعرض يوما لذلك الموقف الشهير حينما يأتى أحد المصابين فى مشاجرة لتلقى العلاج ثم بعدها بدقائق يأتى الطرف الاخر من المشاجرة ليتم إستكمال \”العركة\” داخل اروقة المستشفى مما ينتج عنها من ترويع للمرضى والعاملين وتوقف العمل وأحيانا وفاة طرفى المشاجرة داخل المستشفى ..
إن قضيتنا هى أطباء مصر ومرضى مصر , حرصنا على حياة الطبيب والمريض , قضيتنا مهنية هى كرامة الطبيب وحقة أن يعمل فى مكان أمن وحياة المريض وحقة فى تلقى العلاج وحقنا الذى لن نتنازل عنة هو إصدار تشريع من مجلس النواب يجرم ويغلظ العقوبة على المعتدين على الطاقم الطبى او على المنشات الصحية ولن تثنينا تلك المحاولات الرخيصة عن هدفنا .