فى الحقيقية ان مرض السكر لايعطى اعراض واضحة تشير الى ارتفاع مستوى السكر فى الدم فى كثير من الاحيان. فالاعراض التقليدية للمرض مثل كثرة التبول والعطش لاتحدث الا مع الارتفاع الشديد للسكرفى الدم. اما ارتفاع مستوى السكرلدرجات اقل فانة لايعطى اعراض واضحة ولكنه بالتاكيد يؤدى لحدوث مضاعفات كثيرة اذا استمر ارتفاع مستوى السكرفى الدم لفترات طويلة. ومضاعفات مرض السكر تؤثربشكل مباشر على القلب فتؤدى الى قصور الشريان التاجى و الذبحة الصدرية و الجلطة و ضعف عضلة القلب كما ان له تاثيره على كافة اعضاء الجسم: فمرض السكر هو السبب الرئيسى للبترفى كل دول العالم وهو المسبب الرئيسى ايضا لفقد الابصار والفشل الكلوى. كذلك فان مرض السكر هو السبب الرئيسى لالتهابات الاعصاب الطرفية والضعف الجنسى عند الرجال والكثير من المضاعفات الاخرى التى تؤثرسلبيا على كافة اعضاء الجسم.
لذلك فان التحكم الجيد فى مستوى السكر فى الدم يمنع حدوث المضاعفات و كذلك العمل الجاد للاكتشاف المبكر لمضاعفات مرض السكر من شانه ان يجعل علاجها سهلا اذا تم اكتشافها مبكرا.
و يمكن تقسيم الفحوص الدورية لمريض السكر الى قسمين: القسم الاول يقيس مستوى التحكم فى مستوى السكر فى الدم. والقسم الثانى للاكتشاف المبكر لمضاعفات مرض السكر.
قياس مستوى التحكم فى نسبة السكر فى الدم:
ان التحكم الجيد فى مستوى السكر فى الدم يمنع حدوث مضاعفات المرض. ويمكن قياس مستوى التحكم فى نسبة السكر فى الدم بوسائل عديدة مثل قياس مستوى السكر فى الدم سواء بالقياس المعملى او باستخدام الاجهزة المنزلية. ويمكن اجراء التحليل فى اوقات مختلفة سواء قبل الوجبات او بعد الاكل بساعتين. واحيانا نحتاج لاجراء تحليل السكر فى اوقات اخرى مثل قبل او عند الشعور باعراض قد تكون نتيجة لنقص السكر فى الدم. ويجب على المريض ان يدرك ان قياس السكريجب ان يكون فى نفس الظروف المعتادة لة فلا يصح ان يغير المريض من عاداتة لكى يؤثر على نتيجة التحليل لانة بذلك سوف يسجل نتيجة غير معبرة عن الواقع وبذلك يفقد التحليل فائدتة. ويمكن قياس متوسط مستوى السكر عن الفترات السابقة باستخدام تحليل الهيموجلوبين السكرى(HbA1c) والذى يقيس متوسط مستوى السكر عن مدة اثنين او ثلاثة شهور السابقة للتحليل. وهناك شبة اجماع على ان تكون نسبة الهيموجلوبين السكرى المستهدفة اقل من 7 لمعظم المرضى.
فحوصات تهدف للاكتشاف المبكر لمضاعفات مرض السكر:
أولاً: الفحص الدورى للقدمين
فحص الدورة الدموية للقدمين ومن ثم يمكن تشخيص المراحل الاولى من قصور الدورة الدموية الطرفية وعلاجها.
فحص الاعصاب الطرفية بغرض تقييم مدى احساس المريض بقدمية بالقدر الذى يوفر الحماية اللازمة للقدمين.
ثانياً: فحص قاع العين
يؤدى الارتفاع المستمر للسكر فى الدم فى حدوث تغيرات فى شبكية العين (الجزء الداخلى من العين والذى يتم من خلالة الابصار) تتمثل فىتمدد الاوعية الدموية و نمو شعيرات دموية ضعيفة تكون قابلة للنزف. وتحدث هذة التغيرات غالبا فى الجزء الخارجى من الشبكية مما يجعلها لاتؤثر على الابصار فى بادىء الامر. ومع تطور الحالة تزداد هذة التغيرات ويحدث نزيف داخل العين مما يؤثر بشدة على القدرة على الابصار. ويمكن تشخيص المراحل الاولى للمرض بسهولة شديدة من خلال فحص قاع العين
ثالثاً: الفحص الدورى للكلى
تتأثر الكلى بالارتفاع المزمن للسكر فى الدم مثلها مثل باقى اعضاء الجسم. ويتدرج التاثير الضار من تغيرات بسيطة يمكن علاجها الى تغيرات شديدة تستمر فى التفاقم حتى تؤدى الى الفشل الكلوى مع استمرار اهمال المرض. وكما اسلفنا فان مرض السكر يعتبر السبب الرئيسى للفشل الكلوى فى معظم دول العالم. وعلى هذا فان السبب الرئيسى للفشل الكلوى يمكن تجنبة بسهولة سواء بالتحكم الجيد فى السكر فى الدم او بالاكتشاف المبكر لبدايات تأثر الكلى بمرض السكر. ويعتبر زيادة فقد الزلال فى البول احدى العلامات المهمة التى تشير الى بداية تأثر الكلى بمرض السكر. والحد الاقصى لاخراج الزلال فى البول يجب ان يكون اقل منmg 30 فى اليوم واكتشاف المرض عند هذة المرحلة فى غاية الاهمية حيث ان علاج تلك المرحلة ممكن وغير مكلف. ويتلخص العلاج فى الاقلال من تناول البروتينات و التحكم الجيد فى مرض السكر وكذلك التحكم الجيد فى ضغط الدم بالاضافة الى استخدام بعض الادوية التى تحمى الكلى وتحافظ عليها.
رابعاً: الفحص الدورى للقلب والعوامل المساعدة على تصلب الشرايين
تعتبر امراض القلب وتصلب الشرايين من اهم المضاعفات التى تؤثر سلبيا على مرضى السكر. ولقد اظهرت الاحصائيات ان غالبية مرضى السكر معرضون لتصلب الشرايين بدرجة كبيرة. لذا كان من الضرورى: اولا اتباع الخطوات الوقائية لمنع او على الاقل تقليل حدوث هذة المضاعفات. ثانيا التشخيص المبكر لامراض تصلب الشرايين وعلاجها فى مراحلها الاولى.
لذلك كان لابد ان تشتمل الفحوصات الدورية لمريض السكر على ضرورة اكتشاف العوامل المساعدة على تصلب الشرايين وعلاجها. وهناك العديد من العوامل التى تساعد على حدوث تصلب الشرايين اهمها: ارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم, ارتفاع ضغط الدم, التدخين, و ارتفاع مستوى السكر فى الدم. وكلما ازداد وجود هذة العوامل كلما تضاعف تأثيرها الضار على شرايين الجسم. لذلك كان من الضرورى متابعة هذة العوامل بدقة وبشكل دورى. وكما نرى يتضح ان التدخين عامل مهم فى حدوث تصلب الشرايين يتساوى فى ذلك مع امراض اخرى قد يصعب علاجها وكل ما نحتاجة لكى نتخلص منة هو الارادة الصادقة على الامتناع عن التدخين. ومما سبق يتضح ايضا انة يجب على مريض السكر الاهتمام بقياس ضغط الدم عند كل زيارة لطبيبة المعالج وان يحرص على تناول العلاج اذا اقتضت الحالة يجب ايضا متابعة نسبة الكوليسترول فى الدم وبصفة دورية وتناول العلاج بانتظام بالطريقة التى يحددها لك طبيبك المعالج. فالكوليسترول عامل مهم جدا فى حدوث تصلب الشرايين وامراض القلب وخطورتة تكمن كونة صامت لايحدث اعراض واضحة لذا وجب الاعتماد على تحليل الدم لمتابعتة وليس على الاعراض.
ان زيادة معدلات تصلب الشرايين عند مرضى السكر تحتم علينا مزيد من الحيطة للتشخيص المبكر فاجراء رسم القلب العادى بصفة دورية او عند وجود اى اعراض قد تشير الى امراض القلب سوف يكون لة فائدة كبيرة فى التشخيص المبكر ومن ثم العلاج الفعال. و احيانا يحتاج المريض لعمل فحوصات اكثر دقة كالموجات فوق الصوتية للقلب و رسم قلب بالمجهود و ذلك فى حالات عدم السيطرة على نسبة السكر بالدم لفترات طويلة ا وفى حالة تاثر اعضاء الجسم الاخرى مثل الكلى او العين او الشرايين و الاعصاب الطرفية ا وفى حالة وجود اعراض قلب مثل ضيق النفس او الام الصدر
واخيرا يتضح انه يمكننا ببساطة تجنب مضاعفات مرض السكر اذا حافظنا على نسبة السكر فى الدم فى معدلاته الطبيعية مع علاج الضغط و الكوليسترول و ممارسة الرياضة و الابتعاد عن التدخين
مع تمنيات اسرة المركز التخصصى للقلب و قلب الاطفال بالشفاء العاجل
المركز التخصصى للقلب و قلب الاطفال 299 شارع رمسيس تقاطع رمسيس مع احمد سعيد ت 24861610 – 01223968790