الأربعاء, أبريل 16, 2025
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img
الرئيسيةأخبارد نعيمة القصير:الغازات حجزت الحرارة في الغلاف الجوي و تنذر بالخطر لجميع...

د نعيمة القصير:الغازات حجزت الحرارة في الغلاف الجوي و تنذر بالخطر لجميع دول العالم

قالت الدكتورة نعيمة القصير ممثلة منظمة الصحة العالمية بمصر خلال مشاركتها فى المؤتمر الذى تُنظمه الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية بالشَّرَاكة مع منظمة الصحة العالمية في مصر والذي يتناول واحدة من أهم القضايا التي استرعت اهتمام المجتمع الدولي بأسرِه في الآونة الأخيرة وهي قضية تغير المناخ لما لها من بُعد قد يكون له اليد العليا في تحديد مصير هذا الكوكب بأكمله.

هذه القضية التي تأتي على رأس قائمة الأولويات لدول العالم أجمع بعدما تجلت خطورتها بما سببته الأنشطة الصناعية الكبرى والتدخل البشري في النظام البيئي من إطلاق كميات كبيرة من الغازات الدفيئة أدت بدورها إلى حجز الحرارة في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي الأمر الذي أصبح مُنذراً بالخطر لجميع دول العالم، وشعرت حِياله جميع الدول، خاصة الدول الصناعية الكبرى، بالدور المَنوط بها تجاه قضية تغير المناخ.
جاءت أهداف التنمية الأممية المستدامة لتُمَّهِد الطريق للتصدي لظاهرة تغير المناخ والتي أكدت على أهمية العمل جميعاً، وفقاً لما نص عليه الهدف الثالث عشر من اتخاذ إجراءات عاجلة وفعَّالة للتصدي لتغير المناخ وآثاره.
وتلعب الدولة المصرية تحت قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي دوراً ريادياً وبارزاً في قضية تغير المناخ حيث وقَّعت مصر وصدقت على اتفاقيات الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، كما قامت مصر بالعديد من المبادرات الرئاسية للتصدي لظاهرة تغير المناخ كمبادرة \”اتحضر للأخضر\” والتي وجهت فيها الدولة المصرية الجهود من أجل تنفيذ خطوات فعالة في التحول للطاقة النظيفة والمتجددة والهيدروجين الأخضر والأزرق للحد من الانبعاثات الكربونية ، تماشياً مع الخطة الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ لتكون الإطار العام للجهود المصرية المبذولة بُغية الحد من الانبعاثات المسببة لتغير المناخ والتكيف مع تأثيراته وزيادة القدرة على الصمود والمرونة.

ذلك الدور القيادي لمصر الذي شهد له العالم أجمع وتُوج باستضافة مصر لمؤتمر الأطراف في دورته السابعة والعشرين من نوفمبر المقبل بمدينة شرم الشيخ والذي وجه فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن تكون أول مدينة مصرية خضراء.

وفي ضوء الاتجاه الوطني نحو تحقيق مفهوم المنشآت الخضراء المستدامة، ونظراً للدور الإيجابي الكبير للممارسات الخضراء والمستدامة في مُنشآتنا الصحية من تحسين لنتائج المرضى وسرعة الاستشفاء وتقليل المضاعفات المحتملة أثناء تقديم خدمات الرعاية الصحية، وانطلاقاً من دور الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية في القيام بمَهامها من ضمان جودة وتميز مُخرجات خدمات الرعاية الصحية المقدمة في مصر وتنظيم القطاع الصحي المصري بما يضمن سلامته واستدامته، وتوكيد الثقة في القطاع الصحي المصري على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية من خلال وضع المعايير والمواصفات القياسية للمنشآت الصحية، تقدم الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية في مصر دليل متطلبات التميز للمنشآت الصحية الخضراء والمستدامة -2022.
تأتي تلك المتطلبات لتُتوِّج الدور المحوري لمعايير الاعتماد الصادرة عن الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية والتي جاءت بدورها لتتماشى مع رؤية مصر 2030 في الارتقاء بجودة حياة المواطن المصري؛ وتعزز وترسخ ما جاء بالأهداف الأُمَمِية للتنمية المستدامة من مبادئ وتوجيهات ومبادرات من شأنها الحفاظ على البيئة في كل بِقاع الأرض وما يَستتبِعه ذلك من الحفاظ على مظاهر الحياة وعلى رأسها حياة الانسان.
رُوعيَّ عند وضع متطلبات التميز للمنشآت الصحية الخضراء والمستدامة الأخذ بآخر المستجدات العالمية في نُظُم التحول الأخضر مع الأخذ في الاعتبار مُعطيات حوكمة القطاع الصحي المصري من القوانين واللوائح المُنظمة وواضعين نُصبَ أعيُنِنَا الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050.
تهدف تلك المتطلبات إلى الوصول بالمخاطر البيئية وعوامل التلوث في المنشآت الصحية إلى حدودها الدُنيا مع تعظيم الاستخدام الأمثل للموارد بما يحقق السلامة والاستدامة على حدٍ سواء، بما تشمله من توجيهات وآليات تساعد المنشآت الصحية على إحداث التغيير والتحسين المطلوبين في كلاً من ثقافة وممارسة الرعاية الصحية في مصر وتعزيز المسئولية البيئية للمنشآت الصحية المصرية.

اشتمل هذا الإصدار على عشرة متطلبات تغطي ثمان محاور رئيسية :
القيادة الفعالة والتخطيط لبيئة خضراء مستدامة: ويتناول الدور الهام لقيادات المنشآت الصحية في دعم ممارسات الاستدامة البيئية ونشر الوعي بالممارسات الصديقة للبيئة، والإشراف على نشاط الإصحاح البيئي من أجل تحسين جودة الهواء وخفض الانبعاثات الكربونية.

كفاءة استخدام الطاقة والتحول إلى الطاقة النظيفة والمتجددة: والذي يهدف إلى تعزيز الاستخدام الأمثل للطاقة وقياس الأحمال ووضع نظام وبرامج لإدارة الأصول الكهربائية والميكانيكية والطبية، والتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والبيوجاز والهيدروجين الأخضر.
الحفاظ على استدامة الموارد المائية: وذلك لضمان وَفرة المياه النظيفة واتباع الأساليب التي تهدف إلى الاستخدام الأمثل للموارد المائية.
الإدارة الآمنة للمواد الكيميائية: حيث يعد القطاع الصحي مستهلكاً رئيسياً للمواد الكيميائية بما في ذلك المواد ذات التأثيرات الخطيرة على الصحة والبيئة مثل الزئبق الأحمر ما يُحتِّم تبني الممارسات التي تضمن الإدارة الآمنة للمواد الكيميائية والمخلفات الخطرة بشكل فعال في منشآت الرعاية الصحية.
إدارة مخلفات الرعاية الصحية: وذلك من خلال تعزيز الممارسات السليمة لإدارة وتداول المخلفات الطبية، واستخدام التكنولوجيا في عملية المعالجة وذلك لحماية المرضى والعاملين والبيئة من المخلفات الطبية الضارة الناجمة عن خدمات تقديم الرعاية الصحية.

سلامة واستدامة وصحة الغذاء: وذلك باتباع الممارسات السليمة في استخدام الغذاء الصحي واتباع النُظُم الغذائية الصحية خاصة في ظل ما تؤدي إليه الأنظمة الغذائية الغير صحية من مضاعفات خطيرة مثل الأمراض غير السارية .
تعزيز خيارات الشراء الخضراء والأخلاقية: وذلك من خلال توفير منتجات أكثر أماناً واستدامة بيئياً مع الأخذ في الاعتبار المعايير القياسية للاستهلاك.
المباني الخضراء المستدامة: وذلك لتُراعي أعمال التشييد والبناء في المنشآت الصحية على استخدام منتجات وأنظمة بناء أكثر أماناً ومرونة واستدامة، واعتماد التصاميم التي تضمن عدم الإخلال بالبيئة الطبيعية (النُظُم البيئية) وتحافظ على التراث الاجتماعي المحلي للمنطقة من أجل دمج المباني بشكل أفضل مع المجتمع والبيئة الطبيعية، مع الالتزام بتصميمات ذات تكلفة منخفضة للصيانة الدورية لضمان استدامة المنشآت.

تجدر الإشارة هنا إلى أن تلك المتطلبات تحوي في كلٍ منها على معلومات دقيقة ومحدثة عن الهدف من كل متطلب بالإضافة إلى معلومات عن أحدث الممارسات في تطبيقه وذلك لزيادة القدرة المؤسسية للمنشآت الراغبة في الحصول على شهادة التميز للمنشآت الخضراء والمستدامة على تطبيقها ولضمان الفهم الصحيح للغرض من كل متطلب وما يتبعه ذلك من توفير للجهد، الوقت والتكلفة وبما يقلل الهدر وإعادة العمليات والإجراءات.

إن الوصول بمنشآتنا الصحية إلى التميز في محاور الحياة الخضراء والمستدامة من خلق بيئة آمنة، نظيفة والحفاظ على تلك المكتسبات لهو أمر من الصعوبة بمكان ولكنه ليس بالمستحيل في الوقت ذاته؛ إذا تعاونت جميع الأطراف سواء الحكومية منها وغير الحكومية وتضافرت جميع الجهود في زيادة الوعي حول العمل المناخي وتعزيز قيم العمل التطوعي في سبيل تحقيق الرؤية المصرية في بيئة خضراء – آمنة – نظيفة ومستدامة وتدعيمها بكل ما تتطلبه من جَهد وإمكانيات وموارد .

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات