الخميس, أكتوبر 16, 2025
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img
الرئيسيةمقالاتد. على أحمد جاد يكتب: قمة شرم الشيخ 2025 .. هل تعيد...

د. على أحمد جاد يكتب: قمة شرم الشيخ 2025 .. هل تعيد الأمل في حل الدولتين؟

alekhbary.com Y4goTq6u

من جديد تعود مدينة شرم الشيخ المصرية لتتصدر المشهد السياسي الإقليمي والدولي، وهي التي طالما كانت مسرحًا للمفاوضات والقمم الهادفة إلى إرساء السلام في الشرق الأوسط.

فالقمة الأخيرة التي استضافتها المدينة الساحلية جمعت أطرافًا عربية ودولية مؤثرة، في لحظة دقيقة من تاريخ القضية الفلسطينية وسط تصاعد التوترات، واستمرار الاحتلال، وتراجع الثقة في جدوى العملية السياسية.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل يمكن أن تقود هذه القمة إلى إحياء حل الدولتين؟

ومنذ أكثر من ثلاثة عقود ظل حل الدولتين هو الإطار المرجعي الذي تبنّاه المجتمع الدولي، والقائم على قيام الدولة الفلسطينية المستقلة إلى جانب دولة إسرائيل، بحدود الرابع من يونيو 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية.

غير أن هذا الحل تآكل مع مرور الزمن بفعل سياسات الاستيطان الإسرائيلية، والانقسام الفلسطيني الداخلي باستثمار إسرائيل في حركة حماس التى استولت على السلطة في غزة عام 2007م  بعد قتل العديد من الفلسطينيين ، وغياب الإرادة الدولية الحقيقية للضغط على تل أبيب من أجل الالتزام بقرارات الشرعية الدولية.

وتأتي قمة شرم الشيخ اليوم في ظل المتغيرات الجديدة: العالم ما بعد حرب غزة، وانكشاف محدودية الدور الأمريكي، وصعود الدورين المصري والأردني كضامنين أساسيين لأي تسوية عادلة.

فمصر التي نجحت خلال العامين الماضيين في الحفاظ على تماسك الموقف الفلسطيني ومنع انهيار غزة الكامل بتهجير الفلسطينيين والقضاء على القضية الفلسطينية ، تبدو أكثر تصميمًا على استعادة زمام المبادرة مستندة إلى الثقة الدولية والإقليمية الواسعة، وإلى علاقاتها المتوازنة مع جميع الأطراف.

كما أن مشاركة الأطراف الأوروبية والعربية والخليجية في القمة أعطتها بعدًا جديدًا، إذ لم تعد القضية الفلسطينية حكرًا على واشنطن وتل أبيب، بل عادت إلى الحضن العربي في إطار رؤية أوسع للأمن الإقليمي، قوامها: سلام عادل مقابل استقرار شامل.

وهنا يبرز الموقف العربي الموحد الداعم لقيام الدولة الفلسطينية كشرط أساس لأي عملية تطبيع أو استقرار دائم وهي المبادرة التى طرحتها السعودية في قمة بيروت 2002م ولاقت اجماعاً عربياً.

ولكن رغم هذه المؤشرات الإيجابية، فإن الطريق إلى حل الدولتين لا يزال مليئًا بالعقبات. فالحكومة الإسرائيلية الحالية تتبنى سياسة توسعية واضحة، وترفض الاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية، في حين يعيش الشارع الفلسطيني حالة انقسام وإحباط  بفعل التنظيمات الأيديولوجية التى لايهمها فلسطين ولاشعب فلسطين بالاضافة إلى ترهل وفساد السلطة الفلسطينية، مما  يعيق تشكيل قيادة موحدة قادرة على التفاوض بجدية.

ومن جهة أخرى فإن نجاح قمة شرم الشيخ لا يقاس بالبيانات الختامية وحدها، بل بقدرتها على خلق الآلية التنفيذية الواضحة التى تُحوّل القرارات إلى خطوات عملية، وتبدأ بوقف الاستيطان ورفع الحصار عن غزة وإطلاق عملية سياسية برعاية عربية ودولية مشتركة إلى حل الدولتيين.

وإن مصر بما لها من رصيد تاريخي في صناعة السلام، وبما تتمتع به من مكانة دبلوماسية راسخة وخبرة تاريخية ممتدة ، تبدو اليوم مؤهلة لإعادة صياغة المبادرة العربية بما يتناسب مع الواقع الجديد، بحيث تُعيد الاعتبار لحل الدولتين لا كشعار سياسي، بل كخطة تنفيذية قابلة للحياة.

وفي النهاية يمكن القول إن قمة شرم الشيخ قد لا تُنتج الحل النهائي، لكنها قد تفتح الباب أمام عودة الحوار السياسي الجاد، وتعيد للقضية الفلسطينية مكانتها المركزية على جدول الاهتمامات الدولية، فشرم الشيخ كانت دائمًا مدينة السلام وربما تكون اليوم نقطة الانطلاق نحو السلام العادل والشامل الذى يعيد للفلسطينيين حقهم في الدولة الحرة المستقلة

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات