الأربعاء, أبريل 16, 2025
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img
الرئيسيةمقالاتد.علاء المهدى خبير الطب الوقائى يكتب:المنظومة الصحية..أزمات وتحديات(2)

د.علاء المهدى خبير الطب الوقائى يكتب:المنظومة الصحية..أزمات وتحديات(2)

استكمالا لمقالى الأول والذى تناولت فيه مفهموم الصحة بمفهومها البسيط ودور الدولة فى تحقيق ذلك المفهوم من خلال آلياتها المختلفة فى كافة الوزارات وعلى رأسها الوزارة المنوطة بذلك وهى وزارة الصحة ……
فالصحة تبدأ من توفير بيئة صحية سليمة لحياة المواطن متمثلة فى توفير كوب ماء نظيف وغذاء صحى وهواء نظيف واستخدام اجراءات منع عدوى الأمراض ولذا كان الدور الرئيسى للدولة هو منع المرض من الأساس من خلال البيئة التى يعيش فيها المواطن ولو اختلت تلك المنظومة البيئية الصحية لصار المرض هو القاسم المشترك بين المواطنين وصارت أى اجتهادات لإصلاح المنظومة الصحية فى مهب الريح وأصبحنا ندور فى متاهة الاخفاقات المتتالية فى اصلاح تلك المنظومة الصحية وصار المرض ملازما لنا ومتوطنا ومزمنا وأزليا لا يمكننا الفكاك منه أبدا …… وهنا تكمن المأساة .
كيف نتكلم عن الصحة ومازال كوب الماء الذى يقدم للمواطن المصرى غير نظيف وخاصة فى محافظات الدلتا والصعيد وفى المناطق العشوائية داخل المدن مما أدى إلى إنتشار الفشل الكلوى بنسب عالية فى تلك المناطق ولا أدر حتى الآن لماذا لا تستطيع الدولة تقديم كوب نظيف حتى الآن من خلال منظومة متكاملة من خطوط المياه النقية من محطات تنقية المياه السليمة ولا أفهم حتى الآن كيف تختلط خطوط المياه بخطوط الصرف الصحى برغم كم الأموال الهائل الذى أنفق على تلك البنية التحتية خلال سنوات طويلة مع انهيار منظومة الصيانة الدورية لتلك المنظومة ولا يمكننا أن نتكلم عن الصحة ونحن نسير من سئ إلى أسوأ فى منظومة المياه النقية التى تقدم للمواطن وخاصة فى ظل عدم المتابعة الدورية لفرق التفتيش والمتابعة داخل وزارة الصحة من خلال عدم وجود آلية سليمة للمتابعة وعدم وجود كوادر مدربة تدريبا مؤهلا لهذا العمل الرقابى وعدم وجود تشريعات حاكمة لوقف هذا الخلل الحاد فى تلك المنظومة …..
وإذا كنا قد تحدثنا عن عدم وجود كوب ماء نظيف فالأسوأ والأمر ما يحدث فى مجال الزراعة والتى تقدم لنا غذاء غير صحى نتيجة استخدام مبيدات وأسمدة غير مطابقة للمواصفات الدولية منها المسرطن ومنها الزائد فى نسب السمية ومنها الفاسد وغيرها ….هذا بخلاف استخدام مياه الصرف الصحى فى رى الأراضى الزراعية مما أدى إلى إنتاج سلالات زراعية غير صالحة وتصيب المواطن بالأمراض المختلفة ومن كثرة الخلل فى السلالات الزراعية انتشرت السرطانات المختلفة وارتفعت بنسب عالية جدا بين الفئات العمرية المختلفة وأخطرها الفئات العمرية الأقل سنا …
كوب نقى + غذاء صحى بدون هواء نظيف تصبح معادلة غير سليمة لمجتمع صحى لذا كان التلوث الهوائى الناتج عن مخلفات المصانع وعوادم السيارات وخلافه سببا مباشرا للإصابة بكافة الأمراض الصدرية والقلبية المختلفة ومازالت التشريعات قاصرة فى مواجهة هذا التلوث الهوائى مما جعل القاهرة أكثر المدن العالمية تلوثا .
لذا كان المنظور الوقائى لوزارة الصحة من أهم الوظائف الأساسية التى لابد منها لكى تحقق المبدأ الدستورى وهو الصحة وتحقيق الرعاية الكاملة للمواطن والتى يبدأ من الوقاية من الأمراض .
ولذا كانت بداية اصلاح المنظومة الصحية هى إصلاح القطاع الوقائى بوزارة الصحة لكى يواكب كافة المتغيرات الحادثة والمؤثرة على صحة المواطن المصرى ..وتطوير هذا القطاع الوقائى يأتى بإعادة هيكلته بصورة جذرية و ذلك بإنشاء ادارات تخصصية لمراقبة ومتابعة جميع الإجراءات الصحية المتبعة لإنتاج كوب نظيف وطعام صحى سليم وخلو الهواء من التلوث بكافة أنواعه .
إعادة الدور الوقائى لوزارة الصحة هو أساس إصلاح المنظومة الصحية من الأساس وسوف أتناول فى المقالات التالية إن شاء الله بعض المعوقات التى تعوق تطوير ذلك الدور الوقائى وخاصة فى ظل التغييرات الكثيرة الحالية .

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات