كان لى صديق فيلسوف بين الحروف يتوه، لايترك واردة ولا شاردة إلا أدلى بدلوه فى الأدب ماشى فى السياسة ماشى فى العلوم ماشي
يتكئ على جنبه ويطلق تعليقاته من وحى الخيال بصوت الواثق فى الجواب، سحابات صيف خداعات غيمة بلا أمطار ،يري العالم من خلال نظارته السمكية كحوض زجاج مملوء بالأسماك رغم عدم قدرته على تمييز ألوانها ولا أصنافها فالكل عنده \”زفارة\” والسلام
لم يترك صديقى عملا إلا ونقده قصدي نقضه بخلفية المحتل للألفاظ وتراكيب البيان اللغوية فيقول لماذا تقول كذا ولا تقول كذا ويقول ترى هل سوف تسبق الحال أم هى من المحال؟·خشيه الأدباء من سطوة لسانه ونفوذه فى الوسط الإعلامي
إلا واحد ضاق به صدره وأعياه قبح قوله فناقشه بالحجة والدليل إلا أن المسكين لم تقيه سموم خصمه ولم تحميه سترة علمه فمزقها الحسود ببرودة وسحب نفسا عميقا من نرجيلته واطلقه فى الهواء قائلا:
واحسرتاه على المتعلمين·
معذرة المجتمع كله نقاد والقليل هم الذين يفعلون ويتلقون السهام نقدا ونقضا· لقدتفرغ البعض فى البحث عن الثقوب المتناثرة فى اثوابنا وسلطوا عليها المجاهر لنتعرى أمام الناس ويسهل هدمنا
ونسوا أو تناسوا أن كل عمل بشرى يعتريه الضعف وقد يشوبه التقصير
فالكمال والتمام لله وحده·أرحموا من يفعل وصوبوا بحب من يخطئ ·وكونوا نصير البنائين الفاعلين لا معاول هدم
للفاعلين فى أى مجال
يرحمكم الله·