الأربعاء, أبريل 16, 2025
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img
الرئيسيةأدبد. سيد عبدالعال يكتب . "العمر الفائت" أوراق من ملفات شرفاء مصر

د. سيد عبدالعال يكتب . \”العمر الفائت\” أوراق من ملفات شرفاء مصر

العمر الفائت ..

قصة قصيرة . بقلم . د سيد عبدالعال

مع الصباح داعبت أشعة الشمس المتسللة عبر النافذة تضاريس جسدها المتهالك وشقوق النفس الحزينة واستقرت على تجاعيد الوجه المرسومة عبر الزمن البعيد رسومات خطها الزمن دون استاذان ليرسم لوحة سريالية لايفهمها إلا من مر بتلك المآسي مثلها ؛كل خط له حكاية يداريها ومع هذا مازالت تتمتع بابتسامة رضى مرسومة على ثغرها دائما\” ابتسامة هادئة ولمعة فى العيون الغائرة تلك العيون التى تجذبك نحوها وتأخذك إلى عالم الخيال. عالم الف ليلة وليلة تحلق بك فى السماء كطائر يأبى العودة إلى الأرض
رحل الزوج بعد زواجها بأربع سنوات طلبا للرزق فى ارض الله الواسعة بعد أن ضاقت عليه المعايش وضاق نفسه من أزمة يعانيها فى صدره رحل وترك لها ولدان
وقفت أمام النافذه تنتظر عودة المفقود وعودة الغائب وقفت تعانق شمس يوم جديد تنتظر عودة باسم صغيرها بدا اليوم كسائر الايام حراك بالشارع وعرقلة المارة خط سيرالعربيات وسباب من الطرفين (انت اعمى انت مش شايف مين اللى اداك رخصة)ويرد سائق العربية على الفور(يابهايم هو مش فى إشارة حرا للمارة عمركم ما ح تتحضر وا)
ما ان اشاحت وجهها عن الشباك حتى انقبض قلبها واحست بغصة فى صدرها فعادت إلى الشباك تلتمس الهواء فلمحت مرسي بائع الجرائد يشير بأصبعة نحو منزلها لثلاث من الرجال يرتدون زي رسمى
أغلقت الشباك وجرت نحو الباب لتفتحه لتجد الثلاث واقفين أمامه
تقدم أحدهما إليها وعرف نفسه انا النقيب أسامة من القوات المسلحةجئنا إليك فى مهمة رسمية يعلم الله أنها ثقيلة ولايخفف ألمها علينا وعليك إلا الله جئت ابلغك أن الملازم باسم ابنك ارتقى إلى الله صباح الأمس شهيدا هو ومجموعة من زملائه
وضعت يدها على فيها واطلقت صرخة مكتومة انتزعت احشائها من جنباتها وسقطت على الأرض حملوها للداخل وألقوا علي وجهها الماء والعطر كى تستفيق لتفتح عينها وترى كل وجوه الشارع فى زى الحداد تحلق فيها مرسي بتاع الجرائد وزينب الدللاه وام محمود جارتها والاستاذه زينب المدرسة وهى تعجب ماذا جاء بكل هؤلاء
شعرت بفراغ كبير كأن قلبها رحل من تجويف صدرها
حضر الغريب وأخذها بين أحضانه وقال سامحينى على الغياب تركتك وحيدة تواجهين الالم والمصاعب وتربية الابناء من أجل لقمة العيش وحبستنى الغربة عنك مجبرا\” ولكن لن نفترق ثانية سنعيش الآلام والمحن معا ساعوضك على مافاتك
ردت عليه :هل تستطيع أن ترجع لى شبابى الذى أفل ؟
هل تستطيع أن تعيد لى باسم الذى رحل؟
لا أقدر على ذلك ولكن استطيع أن انير لك المستقبل
اعطنى فرصة كى اسعدك فيما تبقى من عمرنا
د/سيد عبدالعال

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات