الأربعاء, مايو 7, 2025
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img
الرئيسيةمقالاتد. آية الهنداوي تكتب: فضائح المجتمع الإسرائيلي: صورة الداخل المظلم وراء الدعاية...

د. آية الهنداوي تكتب: فضائح المجتمع الإسرائيلي: صورة الداخل المظلم وراء الدعاية البراقة

 

تحرص إسرائيل على تصدير صورة براقة أمام العالم كـ”واحة ديمقراطية” وسط صحراء من “الاضطرابات” في الشرق الأوسط، بينما يكشف الواقع داخل المجتمع الإسرائيلي عن مشهد مغاير تمامًا من أزمات أخلاقية وتفشي الجريمة والعنصرية المتجذرة وفجوات اجتماعية متسعة وفضائح متتالية تهز مؤسساتها من جذورها ، هذه الصورة الحقيقية المخفية عمدًا عن الإعلام العالمي تكشف عما يمكن تسميته بـ”الانهيار الأخلاقي داخل المجتمع الإسرائيلي”.
وأشير هنا إلى أهم النقاط:

الواقع الاجتماعي المتآكل: رغم القوة العسكرية والاقتصادية الظاهرة يعاني المجتمع الإسرائيلي من أزمات بنيوية عميقة يتصدرها الآتي:

الفساد السياسي والإداري: رؤساء وزراء سابقون مثل إيهود أولمرت أدينوا بالرشوة والفساد فيما تلاحق قضايا الفساد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يواجه محاكمات علنية بتهم تلقي الرشوة وخيانة الأمانة.

العنصرية الصارخة: يهود الفلاشا (الإثيوبيون) والمواطنون العرب الفلسطينيون داخل الخط الأخضر يعانون تمييزًا مؤسسيًا واجتماعيًا بالإضافة إلي أن الشرطة الإسرائيلية متهمة باستخدام العنف المفرط ضد الإثيوبيين في حين يعاني الفلسطينيون من تمييز في السكن والتعليم والعمل.

التفكك الإجتماعي: في ظل تعدد الهويات داخل إسرائيل (أشكناز، سفارديم، مزراحيم، روس، إثيوبيون، متدينون، علمانيون) تتفاقم الصراعات الداخلية يومًا بعد يوم مما أدى إلى تآكل الشعور بالانتماء المشترك.

فضائح لا تنتهي: يُروج الجيش الإسرائيلي كأحد “أنظف الجيوش” لكن شهادات الجنود الإسرائيليين أنفسهم خصوصًا منظمة “كسر الصمت” كشفت عن ارتكاب انتهاكات واسعة النطاق ضد المدنيين الفلسطينيين تشمل القتل العمد والاعتقال التعسفي والتعذيب.

– النظام التعليمي: معسكرات الكراهية: بدلاً من غرس قيم التعايش يكرس النظام التعليمي الإسرائيلي مفاهيم “التفوق اليهودي” ومعاداة العرب مما يُنتج أجيالًا محملة بالكراهية والعنصرية كما توجد تقارير منظمات حقوقية تشير إلى تحريف المناهج للحقائق التاريخية وإلغاء أي إشارات لحقوق الفلسطينيين.

– أزمة الهوية الدينية والعلمانية: تسيطر الأحزاب الدينية المتطرفة مثل “شاس” و”يهدوت هتوراه” على المشهد السياسي مما يزيد من الفجوة مع العلمانيين الذين يرون أن إسرائيل تتحول تدريجياً إلى “دولة شريعة يهودية” وهو ما يؤدي إلى هجرات معاكسة من شباب إسرائيليين يبحثون عن “حياة طبيعية” في أوروبا وأمريكا.

– العنف الداخلي وتجارة المخدرات: ارتفعت معدلات الجريمة المنظمة داخل إسرائيل بشكل ملحوظ مع تغلغل عصابات المخدرات والسلاح ليس فقط في أوساط العرب بل في المدن اليهودية الكبرى أيضًا مثل تل أبيب وحيفا كما أن تقارير الشرطة الإسرائيلية تؤكد أن الجريمة لم تعد محصورة على “الهوامش”بل أصبحت جزءًا من نسيج الحياة اليومية.

وفي عام 2023 كشفت تقارير عن تورط وزراء كبار في فضائح جنسية وابتزاز داخل مكاتبهم الرسمية، بالإضافة إلي عمليات احتيال كبري في القطاع التكنولوجي الإسرائيلي حيث تم القبض علي شخصيات معروفة بتهم غسل أموال دولية، والكشف عن معسكرات “إعادة تأهيل” سرية يقودها مستوطنون متطرفون لإعادة تربية المراهقين “المنحرفين” بطرق وحشية.

وبعيدًا عن صورة الدولة القوية المتماسكة التي تسوقها إسرائيل للعالم يكشف الداخل الإسرائيلي عن مجتمع يعيش حالة إضطراب أخلاقي واجتماعي عميق ملئ بالفساد والعنصرية والكراهية والانقسامات العرقية والدينية، كلها قنابل موقوتة تهدد بانفجار داخلي ربما يكون أعنف من أي تهديد خارجي.

هذه هي الحقيقة وإن غُيبت عن الإعلام الدولي إلا أن الزمن كفيل بإظهارها للعالم أجمع.
_____________________________

مدرس الدراسات اليهودية – كلية الآداب – جامعة المنصورة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات