الأربعاء, أبريل 16, 2025
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img
الرئيسيةمقالاتد. آية الهنداوي تكتب: العلاج النفسي ليس وصمة عار

د. آية الهنداوي تكتب: العلاج النفسي ليس وصمة عار

 

على الرغم من التقدم الكبير في مجالات الطب والصحة النفسية في مجتمعاتنا العربية، فإنه لا يزال العلاج النفسي محاطًا بالكثير من الأحكام المسبقة والمفاهيم الخاطئة. يسعى بعض الناس إلى اللجوء لمختص نفسي على أنه ضعف، أو دليل على وجود خلل كبير، متناسين أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، بل إنها جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان اليومية.

ولتوضيح ما هو العلاج النفسي فهو عملية علاجية تهدف إلى مساعدة الأفراد على فهم أنفسهم، والتعامل مع مشكلاتهم النفسية أو العاطفية، وتحسين جودة حياتهم. ويتم ذلك عبر جلسات مع مختص نفسي مدرّب يستخدم أساليب علمية مثل العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج الديناميكي، والعلاج الجماعي، وغيرها من الطرق التي تتناسب مع احتياجات كل شخص.

البعض قد يمر بأوقات صعبة وضغوط نفسية تؤثر على حياتهم، مثل فقدان شخص عزيز، أو مشكلات فى العمل، أو علاقات مضطربة. والعلاج النفسي يوفر مساحة آمنة للتعبير عن المشاعر دون خوف من الحكم أو النقد، مما يساعد على التخفيف من القلق والاكتئاب، وتعزيز القدرة على التكيف مع التحديات.

تشير الدراسات الحديثة إلى أن العلاج النفسي:

– يساعد على تحسين جودة الحياة.

– يقلل من حدة الأعراض النفسية مثل القلق والاكتئاب.

– يعزز من مهارات التعامل مع الضغط النفسي.

– يساهم في بناء علاقات صحية ومتوازنة.

تفكيك الوصمة المرتبطة بالعلاج النفسي:

الوصمة المرتبطة بالعلاج النفسي تأتي غالبًا من قلة الوعي والخوف من الحكم الاجتماعي. يعتقد البعض أن اللجوء إلى مختص نفسي دليل على “الجنون”، بينما الحقيقة أن طلب المساعدة هو علامة على القوة والوعي الذاتي.

ولتغيير هذه النظرة السلبية، يجب الآتى:

نشر الوعي: عبر التثقيف حول أهمية الصحة النفسية وأثرها على جميع جوانب الحياة.

مشاركة التجارب: عندما يشارك الأشخاص قصصهم حول رحلتهم العلاجية، فإنهم يكسرون حاجز الخوف ويشجعون الآخرين على اتخاذ نفس الخطوة.

تشجيع الحوار المفتوح: بخلق بيئة داعمة تحترم احتياجات الأفراد النفسية دون أحكام مسبقة.

ختاماً ، العلاج النفسي ليس ضعفًا ولا وصمة عار، بل هو خطوة شجاعة نحو حياة أكثر توازنًا وسعادة. كما نذهب للطبيب عند الشعور بألم جسدي، يجب ألا نتردد في طلب المساعدة النفسية عند الحاجة. لنبدأ بتغيير المفاهيم الخاطئة، لأن الاهتمام بالصحة النفسية حق لكل إنسان.
__________________________________

مدرس بكلية الآداب – جامعة المنصورة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات