إعفاء وزيرة خارجية إسبانيا يعد اعترافا رسميا من الدولة الإيبيرية بشأن الأخطاء المرتبكة في سياستها الخارجية. غونزاليس أشعلت أزمات متتالية مع عدد من الدول، وكان الخلاف مع المغرب النقطة التي أفاضت الكأس.
مدريد تدرك أن الأخطاء التي ارتكبتها غونزاليس أضرت بصورة الدولة ومكانتها الإقليمية، كما أن تعويضها برجل محنك وخبير بالعلاقات الدولية خير دليل على رغبة حكومة سانشيز في التخلص من تبعات هذه الأخطاء والمضي قدما في إصلاح ما تم إفساده.
هل انتصر المغرب؟
يمكن اعتبار أن الدبلوماسية المغربية حققت نصرا جزئيا، من خلال فضح \”المخطط السري\” وممارسة مختلف أشكال الضغوط على إسبانيا. هذه الأخيرة تعلم جيدا أن الرباط شريك مهم وحيوي، وأن أي توتر قد يضر بالمصالح المشتركة للطرفين، مما جعلها تطبق المثل الشهير \”الباب اللي يجيك منه ريح ..سده واستريح\”.
التعديل الوزاري قد يليّن الموقف المغربي لكنه لن يغيّره، على اعتبار أن الأزمة بين البلدين لا تتعلق بالشخصيات، بقدر ما تتجلى في التوجهات الاستراتيجية لكل بلد.
وبالتالي، فإن العلاقات المغربية الإسبانية ستبقى هشة، ما دامت الأسباب المحددة للأزمة قائمة.
صحيح أن الدبلوماسية المغربية خلخلت المشهد السياسي في إسبانيا، لكن الانتصار المغربي الحقيقي سيتحقق حين تقرر إسبانيا تغيير موقفها من الصحراء.