الحكومة تؤكد طهارة مياه النيل بعد غرق 500 طن \” فوسفات \”
.. و رئيس مركز السموم يصفها بالكارثة
كتب : على رضوان
لم تمضى أيام على كارثة غرق ناقلة محملة بـ 500 طن \” فوسفات \” فى النيل حتى تفجرت واقعة أخرى كان فيها نهر النيل هو البطل الرئيسى من خلال شبهة تسمم مياه الشرب بقرى الإبراهيمية محافظة الشرقية.
بداية المأساة كانت عندما استقبل مستشفى الإبراهيمية مع بزوغ فجر الجمعة 100 مواطن يعانون من قيء وإسهال .
و رجح الدكتور فكري طنطاوي مدير المستشفى أنه من المحتمل أن يكون التسمم بسبب مياه الشرب و أضاف أن حالات التسمم سرعان ما ارتفعت إلى 1500 حالة غادر 192 منهم المستشفيات لتحسن حالتهم فيما تم نقل الحالات الخطرة إلى بعض المستشفيات المحيطة بواسطة 30 سيارة إسعاف .
حول هذه الحالات الخطرة أصدرت وزارة الصحة بيانا على لسان المتحدث الرسمي باسم الوزارة حسام عبد الغفار قال فيه إن مستشفي الإبراهيمية المركزي استقبل 141 حالة وههيا المركزي 150 حالة وديرب نجم المركزي 60 حالة وأبو كبير المركزي 28 حالة .
من جهته قال الدكتور عادل عدوى وزير الصحة إنه تم أخذ عينات من مصدر المياه التى شرب منها المواطنين لتحليلها بالمعامل المركزية التابعة لوزارة الصحة.
أيضا قال الدكتور خالد فوزي مدير الطب الوقائي بمديرية الصحة بالشرقية إن المديرية متواجدة بكامل قوتها لأخذ عينات من المرضى و تحليلها للتعرف على سبب التسمم .
فى ذات الوقت أجمع عدد من أهالي المركز على أن مياه الشرب غير مطابقة للمواصفات وأنهم يلجئون لشراء \”جراكن\” المياه من وحدات الفلترة الخاصة وطالبوا شركة المياه بتغيير خطوط المياه القديمة و التى وصفوها بالمتهالكة .
المدهش أن وزير الصحة قبل أن يعرف نتائج التحليلات و فى رد فعل سريع بادر بإطلاق عدة تصريحات تؤكد إنه لا يوجد أدنى علاقة بين حالات الإصابة بالتسمم وبين الصندل الغارق المحمل بالفوسفات في قنا و بين واقعة التسمم .
كذلك خطا صديق مصيلحي رئيس مدينة الإبراهيمية على نفس خطوات وزير الصحة و قال إن مياه الشرب في المركز سليمة ومطابقة للمواصفات و ليست سببا في حالات التسمم التي وقعت بين الأهالي و هذا بالطبع قبل أن تنتهى عمليات تحليل العينات التى تم أخذها من معدة المصابين أو تحليل المياه نفسها .
أيضا عمليات فحص و تطهير المياه فى منطقة الحادث بقنا لم تنته و لم يتم تحديد مدى تأثيرها أو ضررها بعد إلا تطمينات الحكومة على لسان وزرائها بعدم جدوى الخوف اعتمادا على أن الفوسفات لا يذوب فى الماء .
فى ظل هذا التضارب بين تطمينات الحكومة و مخاوف المتخصصين خرج علينا الدكتور خالد أمين عضو نقابة الأطباء بمناشدة وجهها للحكومة مطالبا بسرعة الكشف عن أضرار غرق الفوسفات و كيفية العمل على تقليل آثارها على صحة المصريين .
و فى نفس السياق خرج علينا البعض و من بينهم محمود فؤاد مدير المركز المصرى لحماية الحق فى الدواء ليؤكد مدى خطورة غرق الفوسفات فى النيل لما تسببه مادة الفوسفوريك من أضرار على الانسان و الحيوان و المحاصيل الزراعية .
و من بينهم أيضا الدكتور نبيل عبدالمقصود أستاذ علاج السموم و أمراض البيئة بكلية طب قصر العينى و رئيس الجمعية المصرية لعلاج السموم البيئية الذى شدد على خطورة الفوسفات على مياه الشرب لاحتوائها على معدن الرصاص الذى يؤثر على التركيب الحيوى للهيموجلوبين و إصابة الإنسان بالأنيميا .
كذلك احتواء الفوسفات على معدن الكادميوم الذى يسبب إسهالا و سرطان و ضمور فى الجهاز العصبى .
و لم يمض يوم حتى وقعت كارثة التسمم بالشرقية و كأن مصر لا تدرك فلسفة مواجهة الكوارث أو نظرياتها الأساسية التى تعمل بها كل دول العالم عندما تنكب الدولة فى أى واقعة مؤسفة و التى كانت تحتم على الحكومة التجاوز عن التصريحات السياسية للطمأنة بعمل تطهيرى فعلى لما حدث من تلوث و أيا كان تسمم المواطنين يتعلق بواقعة غرق الناقلة من عدمه فبالتأكيد هناك مصدر للتلوث فى مياه قرى الإبراهيمية لابد من البحث فيه و معرفته و الاهتمام بعض الشىء بأرواح المواطنين .