كتب : ياسمين أشرف ـ
بعيدا عن الواقع المؤلم للمنظومة الطبية فى مصر و بنظرة إلى الوراء نجد أن البدايات الأولى لهذة المنظومة الطبية فى مصر كانت عظيمة جدا و منضبطة إلى حد كبير إلى الدرجة التى تبدو و كأنها مثالية و ذلك منذ الإرهاصة الأولى لها فى عهد محمد على باشا حيث اتسمت المنظومة الطبية بالإنسانية والإلتزام بمساعدة الفقراء وعدم طلب أجرة منهم و هذه السمات هى الملمح الرئيسى للطب فى عصر محمد على باشا الذى نهض بالتعليم فى مصر وأرسل مبعوثين مصريين إلى فرنسا مثل بعثة رفاعة الطهطاوى كما استقدم علماء فرنسيين إلى مصر لتأسيس نهضة علمية سواء فى الجيش أو الدواوين أوالطباعة ولكن تبقى النهضة الطبية من أهم انجازاته لتأثيرها المباشر على حياة المصريين .
و البداية عندما جاء الطبيب الفرنسى \”كلوت بك \” إلى مصر عام 1824 ملادية وعين بعدها بعام فى الحكومة المصرية وفى ذلك الوقت أقتنع محمد على بأهمية الخدمات الطبية خاصة بعد حملة \” المورة \” لأن الجنود الذين ماتوا بسبب المرض والجروح أكثر من الذين قتلوا فى المعارك .
وأشار عليه \” كلوت بك \” بأن الأهم من استقدام أطباء أجانب للجنود إنشاء مدرسة طبيبة لتعليم الطب فى مصر .
وكانت البداية خاصة بعلاج الجنود ، والطريف فى الأمر أن يكون التعليم بالمدرسة باللغة العربية
أنشئت هذه المدرسة بأبى زعبل عام 18827 من الميلاد ثم انتقلت لقصر العينى باشا عام 1837 ، وبالرغم من أن البداية كانت فى القاهرة لكنهم لم ينسوا الأرياف والبنادر ، فكان هناك مكتب صحى فى كل مديرية وكان يضم طبيبا مصريأ وآخر أوروبيا وطبيبا ثالثا وحكيمة وممرضين ،
وكان المكتب مسئول عن الدايات وحلاقى الصحة و كانوا يقومون بعمليات التطعيم بعد أن يحصلوا على دورات تأهلية تمييزا لهم عن باقى الحلاقين العاديين .
ثم جاء قرار \” على باشا ابراهيم \” عام 1928 بنقل المدرسة من أبى زعبل إلى \” قصر العينى القديم \” وأضاف تجديدات مهمة مثل إنشاء أول مجلة طبيبة وتأسيس الجمعيات والمؤتمرات الطبية
ومن أشهر أطباء عهد محمد على \” محمد الشباسى بك \” والذى كان أول طبيب لشركة قناة السويس القديمة .
وكذلك \” مصطفى النجدى \” الذى عين طبيبا للجيش المصرى وقت ذاك وغيرهم من الأطباء الذين ارتقوا بالمهنة وتعاملوا بإنسانية محافظين على قسمهم على عهد الأطباء فى تلك الفترة والذى نص على \” أن يكون الطبيب على درجة من الإنسانية والإلتزام بمساعدة الفقراء وعدم طلب أجرة منهم وشروط البر والصلاح والحفاظ على أسرار البيوت وألا يستعمل مهنته فى إفساد الخصال الحميدة \”
