في قلب القاهرة، حيث تُولد الحكايات الكبرى وتتشكل ملامح المستقبل، اجتمع العلم هذا العام ليكتب فصلًا جديدًا في معركة الإنسان ضد سرطان الرئة أكثر أعداء الجسد شراسة. هناك، تحت قبّة مؤتمر ONTiC 2025، لم يكن النقاش مجرد كلمات تُلقى، بل كان أشبه بضوءٍ يتسلل إلى نفقٍ طال ظلامه؛ ضوءٌ يحمل الأمل، والعلم، وخريطة طريق تعيد رسم حدود الطب، وتغيّر مصير آلاف المرضى.

على مدار يومين، بدت القاهرة وكأنها تُطلّ على العالم من نافذةٍ طبية لا تعرف المجاملة؛ أصوات العلماء، وخبرات رواد الأورام، وحكمة كبار الأطباء، تداخلت جميعها لتعلن أن مصر لم تعد فقط متلقّيًا للعلم، بل شريكًا أصيلًا في صناعته، وأن المعركة ضد سرطان الرئة—المرض الأكثر فتكًا عالميًا—لم تعد تُخاض بالسلاح القديم، بل بقوة الطب الدقيق، والبحث الجيني، والتكنولوجيا التي تلامس حدود المعجزة.
كان المشهد يشبه لحظة انعطاف تاريخية: توصيات تُبنى عليها سياسات، رؤى تُرسم بها خرائط علاج، ووعي جديد يتشكل حول ضرورة الكشف المبكر، ودور العلاج المناعي والموجّه، وأهمية أن يحصل المريض—كل مريض—على ما يستحقه من علمٍ متقدم وطبّ عادل.
وفي وقت تسجّل فيه مصر ٢٦ ألف إصابة جديدة سنويًا بسرطان الرئة، جاء المؤتمر ليعلن أن الطريق لم يعد غامضًا، وأن المستقبل ليس بعيدًا كما كان يبدو؛ فالعلم حين يشتبك مع الإرادة، يصبح الألم أقل قسوة، ويصبح الشفاء أكثر قربًا.
هذه ليست مجرد فعاليات طبية…
إنها بداية عصر جديد.
عصر تُكتب فيه حياة المريض بمداد المعرفة، لا بظلال المرض.
اختتمت اعمال المؤتمر الدولي لأورام الصدر والرئة الذي أقيم بالقاهرة علي مدي يومين برعاية وزارتي الصحة والتعليم العالي ومستشار رئيس الجمهورية ا.د عوض تاج الدين و برئاسة ا.د علا خورشيد أستاذ ورئيس اقسام طب الأورام بالمعهد القومي ورئيسة المؤسسة الدولية لأورام الصدر والرئة وا.د كريستيان روالفو رئيس الأورام الطبية في مركز آرثر جيمس الشامل جامعة أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية شهد هذا المؤتمر حضور بارز لأهم
42 عالم وخبير في مجال الأورام من واضعي السياسات والبروتوكولات الدوائية والعلاجية في العالم بالأضافة الي 1200 من أطباء وجراحي الأورام من كافة جامعات مصر والمستشفيات الجامعية والصحة
اكدت الدكتورة علا خورشيد أستاذة ورئيس اقسام طب الأورام بالمعهد القومي أن المؤتمر هذا العام جاء بتوصيات مهمة ووضع حجر أساس لعلاج سرطان الرئة في مصر والمنطقة مؤكدة أن
التوصيات جاءت واضحة ومباشرة وتعكس مرحلة جديدة في الطب الدقيق وممارسات الرعاية المتقدمة
الفحص الجزيئ الشامل هو الأساس
لا يبدأ أي علاج قبل معرفة الطفرات الجينية للمريض لأن الاختيار الصحيح للعلاج يبدأ من فهم الورم على مستوى الجين
الكشف المبكر أصبح ضرورة وطنية
التصوير منخفض الجرعة قادر على اكتشاف الأورام في مراحلها الأولى وقبل ظهور الأعراض بسنوات وهذا معناه فرص شفاء أعلى ونسب نجاة أفضل.
العلاج المناعي والعلاج الموجه ليسا رفاهية
لقد اصبحا يمثلان تحولاً حقيقياً في السيطرة على المرض ويجب أن يكونا متاحين لكل مريض يستحقهما
التقنيات الجراحية الحديثة والجراحة الروبوتية والعلاج الإشعاعي الدقيق SBRT ترتقي بنتائج العلاج وتقلل الألم والمضاعفات وتسرع التعافي
الرعاية الداعمة وإدارة الألم جزء أساسي من خطة العلاج وليست مرحلة تكميلية فالمريض يحتاج إلى فريق يرافقه طبياً ونفسياً حتى اكتمال الشفاء
الخطوة الأهم للمستقبل هي السجل القومي لسرطان الرئة
قاعدة بيانات وطنية شاملة ومرقمنة بالكامل ستسمح بتخطيط صحي دقيق ورصد فعلي لنتائج العلاج على مستوى الدولة.
اكدت أن هذه التوصيات ليست مجرد نقاط نظرية
بل معايير إلزامية لبناء منظومة رعاية حديثة تحقق أفضل فرص للشفاء وتعطي المريض ما يستحقه من طب متقدم وعلاج دقيق مؤكدة علي أن
مصر لديها الكفاءات والعلم و الإمكانات لتقود هذا التحول
وما تم الاتفاق عليه في هذا المؤتمر ONTiC 2025 وهو خطوة مهمة المهم
كما قالت رئيسة المؤتمر ان العلماء من كل دول العالم اجمعوا علي أن المعركة ضد سرطان الرئة قد انتقلت من ساحة “العلاج الكيماوي الشامل” إلى “الطب الجزيئي الفردي”. فالقواعد الجديدة تعتمد على تفكيك الشفرة الجينية للورم واستهدافها بدقة فائقة وتوافقت آراء العلماء المصريين والأجانب على أن المستقبل في علاج سرطان الرئة يكمن في الطب الشخصي الذي يعتمد على الفهم العميق لتركيب الورم الجيني والمناعي لكل مريض
اشارت الي أن الهدف الأساسي لمؤتمر هذا العام هو تحويل أحدث إنجازات العلم إلى حلول علاجية قابلة للتطبيق في النظم الصحية محدودة الموارد، مع التركيز على الدول منخفضة ومتوسطة الدخل مشيرة الي ان المؤسسة الدولية لأورام الرئة اصبحت منصة لتطبيق نتائج المؤتمرات العالمية الكبري
و التأكيد علي مواجهة التحديات التنفيذية في نظم الرعاية الصحية بالدول منخفضة ومتوسطة الدخل، مع التركيز على الوصول العادل للتشخيص والعلاج واستدامة التمويل
قالت أن الفحص والكشف المبكر احتل مساحة مهمة في المناقشات، ب وجود وتعاون مع منظمه الصحه العالميه
حيث تم استعراض الأدلة العالمية لاستخدام الأشعة المقطعية منخفضة الجرعة كأداة فعالة للحد من وفيات سرطان الرئة، إضافة إلى دور الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة الأشعة وإمكانات المؤشرات الحيوية
ذكرت أن سرطان الرئة يظل الأكثر فتكًا على الصعيد العالمي، فإنه يحتل المرتبة الرابعة بين أكثر السرطانات شيوعًا بين الرجال وهناك
بمصر 26الف حالة إصابة جديدة سنويا
كما أنه يظل أكثر أنواع السرطان فتكًا في العالم، مع تسجيل أكثر من 2.4 مليون حالة جديدة في 2022 عالميا



