الأربعاء, أبريل 16, 2025
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img
الرئيسيةمنوعاتالعناكب والقبور علاج جديد في الطب النفسي

العناكب والقبور علاج جديد في الطب النفسي

*  محمد حسين زغلة 
نُشرت دراسة حديثة في واحدة من أهم المجلات العلمية Biological Psychiatry أن علماء من جامعة \”أكسفورد\” اكتشفوا طريقة جديدة في علاج مرضى القلق الذين تنتابهم نوبات هلع وتتملكهم الـ\”فوبيا\” -أو الرهاب- من الأماكن المغلقة أو المرتفعات أو الاختلاط الاجتماعي أو غيرها أثبتت فاعليتها على ثلث المرضى الذين جرت عليهم التجارب وتقوم على تعريض المريض ولمرة واحدة لجلسة من الرعب مدتها 15 دقيقة.
وتعتمد طريقة الأطباء الجديدة والتي أطلقوا عليها اسم \”العلاج السلوكي المعرفي بوساطة التعرض خلال جلسة واحدة\”، على وضع المريض في الظروف التي يخشاها والتي تسبب له نوبات الهلع، فإذا كان المريض يخشى الأماكن المغلقة يضعه الأطباء في خزنة ضيقة ومظلمة تشعره وكأنه في قبر، دون أن يخبروه متى سيقومون بإخراجه حتى يظن أنه سيبقى حبيساً لأيامٍ وليالٍ وإذا كان المريض يعاني من \”رهاب العناكب\” مثلاً – وهو الخوف اللامنطقي من العناكب قد تجعل صاحبها يصاب بالذعر من مجرد رؤية خيوط لعنكبوت أو مشاهدة صورة كرتونية له- فإن الأطباء سيخضعونه لجلسة يمضي أغلبها قريباً جدا من عناكب حقيقية دون أن يولوا بالا لاستغاثاته.
وتعطي النتائج الأولية لمدى فاعلية هذا العلاج الحديث الأمل لملايين المرضى حول العالم على حساب العلاجات التقليدية التي تعتمد على تعريض مرضى القلق للعوامل المرهبة لهم بالتدريج يوما بعد يوم حتى يتمكنوا من تجاوز الشعور بالخوف وتذهب عنهم نوبات الهلع التي تتسبب بالدوار وتسارع التنفس ودقات القلب والتعرق.
وتقول الفرضية الجديدة للأطباء النفسيين أن نوبات الهلع لن تتسبب بتوقف قلب المريض بل إنها ستخمد بالتدريج خلال 15 دقيقة بعد أن يفقد المريض الأمل من استجابة الأطباء لصيحاته وإخراجه من الموقف الذي يسبب له الفزع قد يدرك خلالها أنه ما من داعٍ لخوفه وأن العناكب لن تقتله والأماكن المغلقة لن تخنقه وذلك بالمقارنة مع العلاجات التقليدية التي تخشى على صحة المريض من هذه النوبات وتحاول تجنبيه إياها قدر المستطاع، سواءً بالعلاج تدريجيا أو من خلال العقاقير والأدوية.
وتبدو النتائج التي خرجت بها تجربة الأطباء مذهلة في مدى نجاحها إذ إن جلسةً واحدة من 15 دقيقة من الهلع، نجحت في علاج ثلث المرضى وتسببت بتحسن الأعراض عند الأغلبية الساحقة من الذين جرت عليهم التجربة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات