الأربعاء, يونيو 4, 2025
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img
الرئيسيةمقالاتالعلاج بالأدب العربي

العلاج بالأدب العربي

بقلم : صبحي حجاب

باستقراء التاريخ نجد أن أول من عرف هذا الفن \” العلاج بالقراءة \” كان هم المصرين القدماء عندما قال حكيم \” المكتبة هي طب النفوس \” والعلاج بالقراءة أصبح الآن علما حديثا وطريقه جديدة في العلاج النفسي عن طريق القراءة المنظمة والهادفة لتحقيق مفاهيم معينه لدي المريض وضبط سلوكياته وتفكيره ومواجهة وساوسه النفسية .

والعلاج بالقراءة له خطوات تماثل خطوات علاج الأمراض العضوية نفسها معروف أن الأمراض تنقسم إلي عضويه , وروحيه , وبدنيه نفسيه , ونفسيه بدنيه فالعضوية تعالج بالعقاقير والروحية تعالج بمسبب المرض والقراءة , والبدنيه النفسية تعالج بالعقاقير والقراءة معا , والنفسية البدنيه تعالج بالقراءة فقط .

فالإنسان يمرض بسبب كلمه أو سلوك مضاد من الأخرين لذا فانه يشفي بكلمه أو تعديل السلوك المقصود لذا فان الأصل في الإنسان هو الاعتدال أو التوازن بين النفس والروح وكل الصفات الإنسانيه يحكمها التوسط , فالشجاعة إذا انحرفت نحو اليسار تكون تهوراً ونحو اليمين فهي جبن . هناك \”50 \” مرضاً يمكن علاجها بالقراءة منها \” الخوف , القلق , الشعور بالدونية , والجشع , التعصب , الاكتئاب , والخروج علي القانون , والانطواء , والتوحد مع الذات , والكسل , والإدمان, والذهان , وأمراض الشيخوخة , والوسواس القهري , وأمراض الكلام والصداع \” .

وقد عرف العرب القدماء \” العلاج بالقراءة \” إلقاء الشعر وإنشاده , وجعلوا منه ترويحًا للنفوس الكليلة فتراثنا الشعري لم يكن بعيدًا عن فكرة العلاج بالشعر فإن امرؤ القيس الذي يشار إليه بأنه أول من وقف واستوقف وبكي واستبكي وأيضا هو أول من أشار إلي فكرة الشفاء عن طريق البكاء أو الشفاء بالدموع هذا الشفاء هو عين التطهر وما يحدثه من راحة في النفس وهي تواجه موقفا تراجيديا مأساويا حين تقف علي الأطلال وتتذكر الأحباء الراحلين والأيام التي انقضت برحيلهم والأماكن التي كادت تزول هيئتها وصورتها بزوالهم والشعر الذي ارتبط بهذا المخزون من الذكريات استعادته تدفع بالدموع الحاره إلي العيون وإنشاده وترديده هما بداية الإحساس بالتطهير والشعور بما يعقبه من راحة

يقول امرؤ القيس \” وان شفاني عبرة مهراقه … فهل عند رسم دارس من معول؟ \”

فالإشارة الصريحة إلي الشفاء والي الدموع التي جاشت بالتذكر والحنين ولوعة الفقد وترديد الأشعار المرتبطة بالمكان والزمان والمحبوب كل ذلك من شأنه أن يضع أيدينا علي بداية لفكرة العلاج بالشعر التي ستصبح أكثر نضجا واكتمالا عند شعراء أخرين ساروا علي هذا المنوال إلي أن يصل المعني صريحا علي لسان قيس ابن الملوح في بيت قاطع الدلاله يقول فيه

\” فما أشرف الإيقاع إلا صبابه  …  ولا أنشد الأشعر إلا تداويا \”

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات