بقلم : محمد زغلة
يجب ان نفخر بتاريخنا وأجدادنا الفراعين الذين وصولوا الى أعلى درجات العلم فى كل المجالات وللآن مازال العالم الغربى الذى من المفترض أنه حقق تقدما مذهلا فى العلم يبحث فى التاريخ الفرعونى عن اجابات لأسئلة كثيرة معلقة لم يتوصلوا إليها بعد .
هذا الإعجاب الشديد بمصر الفرعونية ليس جديداً فقد التقى فلاسفة العصر القديم فى الغرب بالحضارة المصرية وتأثروا بها عندما أقاموا على ضفاف نهرها الخالد من بين هؤلاء \” هومير وأفلاطون وفيثاغورث وبلوتارك وتاليس وهيرودوت \” وآخرين.
استطاع هؤلاء الفلاسفة من خلال كتاباتهم ان يعقدوا روابطا بينهم وبين الحضارة المصرية، وهى الروابط التى انقطعت بعد حرق مكتبة الإسكندرية وحرق المعابد المصرية وظلت الحضارة الفرعونية القديمة مغلقة على نفسها الى ان اكتشف \” شامبليون \” حجر رشيد فى عام 1822 واستطاع أن يترجم ويكتشف \” اللغة الهيروغليفية، \” وهنا تم إحياء الحضارة المصرية مرة أخرى ومع دراسة التاريخ الفرعونى اكتشف العالم التقدم المذهل الذى حققه المصريون القدماء فى مجالات عديدة مثل الفلك والعمارة والهندسة والطب فمن خلال الوثائق الطبية اكتشف الغرب ان المصريين، قبل 30 قرنا من عصر \” أبوقراط \” الذى علم الغرب الطب، واعتبر \” ابو الطب \” الحديث، كان لهم باع كبير فى مجال الطب تم توثيقه وتنظيمه بدقة متناهية، وأثر بشكل لا لبس فيه، فى الفكر الطبى للعبرانيين والإغريق والرومان .
وفى نهاية القرن التاسع عشر بدأ اهتمام العلماء بالطب المصرى يتزايد خاصة بعد اكتشاف وترجمة ورق البردى الذى يحمل معلومات طبية وإن كانت الاكتشافات الأولى ظلت غير محددة المعلومات، مما أدى إلى التصور بأن الطب المصرى القديم ليس إلا مجموعة من الممارسات السحرية ليس لها أى سند علمى ولقد فتح باب الجدل بين الخبراء فى ذلك الوقت حول أهمية المعلومات الطبية المصرية القديمة وقيمتها فكان هناك من يرى أهميتها فى فهم الأمراض وطريقة علاجها، وهناك من كان يرى أنها مجرد خزعبلات .
ولكن خلال الثلاثين عام الأخيرة من القرن التاسع عشر، حدثت طفرة كبيرة فى علم الطب وفى العلوم المصرية، وذلك مع تعميق فهم اللغة الهيروغليفية واكتشاف وثائق أكثر كان من شأنها تعميق المعلومات التى لدى الأطباء فى ذلك الوقت فى مجالات علوم الأوبئة وعلوم الأمراض وعلوم الأدوية والمداواة .