الأربعاء, أبريل 16, 2025
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img
الرئيسيةدراسات علميةالدكتور هانى أمين أستاذ أمراض القلب يكتب : فى الصيام شفاء

الدكتور هانى أمين أستاذ أمراض القلب يكتب : فى الصيام شفاء

بادئ ذي بدء أبارك لكم وللأمة الإسلامية جمعاء دخول شهر القرآن تقبل الله منا ومنكم وأعاننا على صيامه وقيامه فهو بلا شك فرصة للتقرب إلى الله بالمزيد من الطاعات..

وفي نفس الوقت فرصة لا تعوض لتحسين الوضع الصحي لكل واحد منا و قد فرض الله سبحانه و تعالى الصوم، وجعله أحد العبادات التي اختص بها نفسه،  والله برحمته يحب أن تؤتي رخصه كما يحب أن تؤتي عزائمه، ولقد كتب  الله الصيام على المسلمين كما كتب على الذين من قبلهم قال تعالى:

\”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ  كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ  تَتَّقُونَ\”، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: \”صوموا  تصحوا\”.. وهي قاعدة طبية ذهبية للإنسان السليم، وهي أيضًا  النصيحة المثلى في كثير من مرضى القلب

ولاشك أن في الصيام فائدة لكثير من مرضى القلب من هم في وضع مستقر لأن عضلة القلب أثناء الصيام تتعرض لجهد أقل ولراحة أكبر . وكثير من المرضى من يريد الصيام، وهو لا يقوى عليه، أو قد يكون في صيامه عبء على مرضه، أو تفاقم في أعراضه .

ومع أن الابحاث العلمية تشير الى ان الصيام  لا يؤثر سلبا على صحة القلب والشرايين، الا انه من المفضل لاي شخص يعاني من امراض القلب ان يقوم باستشارة الطبيب المعالج، اولا، عن امكانية صيامه في شهر رمضان، اذ تختلف حدة المرض والوضع الصحي للقلب والشرايين من شخص الى اخر

إن مرضى القلب ينقسمون إلى فرقتين ، الفرقة الأولى ممن أصيبوا بمشكلة قلبية حادة مثل مرضى الجلطة القلبية أو مرضى الذبحة الصدرية الغير مستقرة أو مرضى التهاب الغشاء المحيط بالقلب و مرضى الحمى الروماتيزمية  النشطة والمرضى حديثي الجراحة القلبية ، وهذا الفريق من المرضى لايجب عليهم الصوم إما لحالتهم الصحية الحرجة أو لإحتياجهم إلى علاج دوائي مكثف بالفم أو وريدي للتغلب على المشكلة القلبية الحادة

أما الفرقة الثانية من المرضى فهم أولئك المرضى الذين يعانون من مشكلة أو أكثر بالقلب لفترات طويلة ويحتاجون لعلاج دوائي لفترة طويلة مع التمتع بحالة صحية مستقرة بأستخدام العلاج الدوائي والمتابعة الطبية المنتظمة ويندرج تحت هذه المجموعة مرضى الذبحة الصدرية المستقرة بتناول العلاج ومرضى ضغط الدم المرتفع الذي تمت السيطرة عليه بالدواء ومرضى أمراض صمامات القلب الروماتيزمية الغير حرجة والمرضى ذوي الصمامات الأصطناعية و أصحاب أضطرابات القلب الكهربية .

وهذه المجموعة من المرضى يمكنهم الصوم بشرط الإنتظام والمواظبة على أخذ العلاج الدوائي على ألا يؤثر على خطة وأستراتيجية العلاج وأستقرار الوضع الصحي للمريض كما هو قبل الصيام ويمكن التنسيق مع الطبيب المعالج على خطة العلاج

أما مرضى المجموعة الثالثة  فهم أولئك المرضى من لديهم مشاكل قلبية غير مستقرة حتى بأستخدام العلاج الدوائي والمتابعة الطبية الدقيقة ويندرج تحت هذه المجموعة مرضى قصور أو هبوط القلب الإحتقاني لأي سبب من الأسباب الطبية القلبية المختلفة أو مرضى قصور الشرايين التاجية الغير مستقرة حتى على العلاج الدوائي المكثف ومرضى الإضطرابات الخطيرة بالنبض ومرضى ضغط الدم الخطير الإرتفاع حتى على العلاج الدوائي ومرضى التضيق أو القصور الشديد في صمامات القلب ويعانون من أعراض شديدة مع أستخدام العلاج الدوائي وهذه المجموعة من المرضى تمنع من الصوم لما قد يسببه عدم الإنتظام في أخذ العلاج في الأوقات المحددة تدهور في الحالة الصحية

وشهر الصوم يعتبر هو الفرصة الجميلة لكل مرضى القلب المدخنين  للامتناع نهائيًّا عن التدخين، باعتباره أحد أهم عوامل الخطورة  بالنسبة لأمراض القلب، والابتعاد عن الانفعالات، حيث إن الصيام  يدعو إلى التسامح وتهذيب النفس.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات