كتبت: زينب محمد فايد
في إطار الجهود الدبلوماسية المستمرة لتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والسودان، استقبل الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، نظيره السوداني الدكتور علي يوسف الشريف، وذلك للتباحث حول سبل التعاون المشترك بين البلدين، إضافة إلى مناقشة آخر المستجدات على الساحة السودانية.
جهود مصرية لدعم السودان في الاتحاد الإفريقي
تناول اللقاء جهود مصر الحثيثة لدعم السودان على المستويين الإقليمي والدولي، ولا سيما فيما يتعلق باستئناف أنشطة السودان في الاتحاد الإفريقي. وأكد وزير الخارجية المصري حرص بلاده على مساندة الخرطوم في العودة إلى ممارسة دورها الفاعل داخل المنظمة الإفريقية، مشيرًا إلى أهمية تكثيف المشاورات الدبلوماسية لضمان تحقيق هذا الهدف في أسرع وقت ممكن.
من جانبه، أعرب الدكتور علي يوسف الشريف عن تقديره للموقف المصري الداعم للسودان، مشيدًا بالدور الذي تلعبه القاهرة في دعم استقرار بلاده، خاصة خلال هذه المرحلة الدقيقة.
التعاون في ملف الأمن المائي.. أولوية مشتركة
كان ملف الأمن المائي من أبرز القضايا التي ناقشها الطرفان خلال الاجتماع، حيث شدد الوزيران على أهمية استمرار التنسيق والتعاون للحفاظ على المصالح المائية المشتركة بين مصر والسودان. وأكد الجانبان على وحدة المصير بين الدولتين باعتبارهما دولتي مصب لنهر النيل، مع التأكيد على أهمية الالتزام بالاتفاقيات الدولية التي تحكم استخدام مياه النهر، بما يضمن تحقيق التنمية المستدامة لكلا البلدين.
وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية المصري أن مصر لن تدخر جهدًا في الدفاع عن حقوقها وحقوق السودان المائية، مشيرًا إلى أن التنسيق المستمر بين البلدين يمثل حجر الأساس لمواجهة أي تحديات مستقبلية تتعلق بمياه النيل.
موقف مصر الثابت من الأزمة السودانية
على الصعيد السياسي، شدد وزير الخارجية المصري على موقف بلاده الداعم لوحدة واستقرار السودان، مؤكدًا احترام مصر الكامل لسيادة السودان وسلامة أراضيه. كما أعرب عن تضامن القاهرة مع الشعب السوداني، مشددًا على ضرورة العمل من أجل استعادة الأمن والاستقرار هناك.
وأشار عبد العاطي إلى أن مصر تعمل على تقديم كافة أوجه الدعم الممكنة للسودان خلال هذه المرحلة، سواء من خلال المساعدات الإنسانية أو عبر تعزيز الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى حل النزاعات القائمة داخل الأراضي السودانية.
من جهته، أكد الوزير السوداني أن بلاده تعول على دور مصر المحوري في تحقيق السلام والاستقرار بالسودان، مشددًا على أهمية التعاون المشترك بين البلدين في مواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة.
تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات
لم يقتصر اللقاء على مناقشة الملفات السياسية والمائية فقط، بل شهد أيضًا استعراض سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. وأكد الوزيران على ضرورة تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية المشتركة ودعم الاستثمارات المتبادلة بين رجال الأعمال في البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين المصري والسوداني.
كما تم التطرق إلى ملف التعاون في مجال البنية التحتية، حيث شدد الجانبان على أهمية تعزيز مشروعات الربط الكهربائي والنقل البري بين البلدين، بهدف دعم التكامل الاقتصادي بين مصر والسودان.
مصر والسودان.. شراكة استراتيجية لمواجهة التحديات
في ختام اللقاء، أكد الوزيران على متانة العلاقات بين مصر والسودان، مشددين على أهمية استمرار التنسيق والتشاور في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك. كما أكدا على ضرورة تكاتف الجهود لمواجهة التحديات الراهنة التي تواجه المنطقة، والعمل معًا لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة لشعبي البلدين.
ويعكس هذا الاجتماع حرص القيادة السياسية في البلدين على تعزيز أواصر التعاون المشترك، بما يخدم المصالح الوطنية لكل من مصر والسودان، ويحقق طموحات الشعبين في مستقبل أكثر ازدهارًا واستقرارًا.
