الأربعاء, أبريل 16, 2025
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img
الرئيسيةأدبنبضات قلب : بلهاء في الخارج .. بقلم : منار الصغير

نبضات قلب : بلهاء في الخارج .. بقلم : منار الصغير

\"منار

نعيش يوما طويلا نقابل على مدار الساعة أحزانا ، المفرح أن الحزن لا يدوم لكن حينما تقع في نفوسنا مسة ضر قد نفقد صوابنا أمامها ليس إلا أننا قد تحملنا كثيرا فكان ذلك كقشة قسمت ظهورنا ففاض التنور.
نتخبط فنقلب جميع صفحات كتابنا بسرعة جنونية، نسخط ونصرخ ونكيل أحزاننا عند أول قارع لأبواب قلوبنا، لكن ماذا إذا لم نجد من
نكيل إليه وماذا إذا لم نجد من يكتال من همومنا وأحزاننا فيخفف وطأة همنا وبكائنا ؟
منا من يلجأ إلى الصمت ومنا من يجد راحته في الخروج للتمشي، منا من ينام، ومنا من يجد راحته وسكينته في الطعام، لكن ظهرت دلائل جديدة لاتجاه فئة إلى الموسيقى وفئة أخرى إلى القراءة.
القراءة سحر آخر، مسكن للعقل، قد يخلق الكاتب بنبض قلبه دواءا، فيجد القارئ بعقله مكانا لركن آلامه التي أنقضت ظهره.
دعونا نتفق على أن الآلام ستنتهي ولكن يحتاج منك الأمر بضع قطرات شديدة المفعول من عقار الصبر، علينا أن نؤمن أن من يقول أنا أستطيع وأنا لا أستطيع كلاهما محق، وحدك من يقرر متى ينتهي ألمك، لذلك يختار بعضنا الركون واختيار هدوء القراءة وتصفح
نبضات كاتب يعرض في سلسلة روايته قصة شخص قد يشبهنا وإن لم يكن يشبهنا فإن عقلنا الخفي يصور لنا أنه هو.
جميعنا يريد لآلامنا أن تتوقف، وأن ينتهي فشلنا، وأن يقصر دربنا الطويل، لكن يظل أغلبنا يُمني نفسه بأن ذلك سينتهي دون بذل طاقة لإيقاف ذلك، لديك حلم فعليك حمايته، تريد شيئًا فاذهب واحصل عليه، فقط عليك الإيمان أن شيئًا جديدَا سيحدث حينما تبذل جهدًا مضاعفا.
فقط قرر متى ستنهي مهزلة الألم، ما القراءة سوى مدخل لشيئين إما لتفكر من جديد وتستعيد زمام نفسك بتركيز مضاعف وسكينة جديدة أو قد تجعلها كعقار الإدمان خدعة عقلية تبرمج عليها جسدك المهترئ أنك ستهدأ فقط حينما تلتمس يديك صفحات كتاب أو رواية وتظل تدور في حلقة مغلقة لا يتغير فيها شئ سوى أن مشكلة جديدة ستبدأ بشكل مختلف وتأثير أقوى.
جميعها محاولات لوقف صخب الحياة، جميعها محاولات لإلهاء عقولنا لفترة قصيرة كانت أو طويلة عن التفكير فيما حدث لنا وتسبب في ألمنا.
إذا أردت تغيير طباعك فعليك بضبط معايير عقليتك، عليك باكتشاف حافز، وإذا افترضنا أن القراءة هي بمثابة مهدئ فعليك بتغيير مفعول القراءة إلى حافز للاستمرار في محاولة تحقيق حلمك وإيقاف ألمك.
إذا أردت إيقاف ألمك فعليك اكتشاف مواطن قوتك عندما تواجه مخاوفك بعيدًا عن الهروب، عندما تجد في نفسك خير منصت وناصح، عندما تكتشف ما تملك من مواهب، وتبدأ في بناء ما تهدم من ذاتك وتعالج خارجك الأبله ستدرك أنك أضعت الكثير من وقتك في التذمر وانتقاد ذاتك الداخلية والبكاء وتقليب صفحات مهدئك دون تغيير لما حدث لك ودون محاولة لعلاج قلبك وعقلك.
عش حياتك بشغف، كن على قدر من الاتزان والتركيز، اعلم أن الموهبة بداخلنا أما المهارة فلا تتطور إلا إذا بذلنا ساعات وساعات من العمل الشاق والمضني، قرأت في سفر من أسفار لوقا جملة تقول : \” ملكوت الله بداخلكم، ليس في شخص واحد أو مجموعة من الأشخاص بل في البشر أجمعين، أنتم البشر تملكون القوة، القوة لصناعة الآلات والقوة لإيجاد السعادة، أنتم البشر من تملكون القوة لجعل الحياة حرة جميلة ولجعل هذه الحياة مغامرة رائعة \” .
والآن ماذا ستفعلون ؟

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات