الأربعاء, أبريل 16, 2025
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img
الرئيسيةمقالاتمنار الصغير تكتب عن : الصفر القرائي " المبكيات المضحكات " .....

منار الصغير تكتب عن : الصفر القرائي \” المبكيات المضحكات \” .. هكذا هي القراءة

قد تقابلك أثناء القراءة مواقف للكُتاب مضحكة، وقد تقابلك مقولة تشعر فيها أن الكاتب اعتصر  جزءًا من قلبه بمداد كلماته.
القراءة سحر خاص، تردد هرتزي عالي الحدة، ترجمة زمانية ومكانية، جهاز يقيس نبض العالم، ومع كل نبضة للكاتب قد يعلن فيها هبوب العاصفة الفكرية وقد يعلن فيها إقامة أمم ذاتية التفكير \”كالصين مثلًا\”! .
لكل شعب ذات عامة قد تكون ترجمة لذات الفرد فيها وقد يكون الملك هو الشعب وذات الفرد تتكون من ترجمة الأصداء الداخلية فتأتي الأرياح لتعلن هبوب العاصفة إما الثورية الفكرية أو الإذعان بالكارثة الأخلاقية والفكرية والتسليم.
كنا بالأمس _البعيد والقريب_ وأصبحنا اليوم وسنمسي ونصبح ونظل هكذا حتى انتهاء الزمان لكن هل أمسك البعيد كالقريب؟
وهل حققت ما يكفيك من القراءة زادًا للزمان؟
قد يظنني البعض أقصد بالقراءة الورقية منها فقط، لكن في الحقيقة ما أقصده أيضًا بالقراءة هي القراءة السمعية والقراءة الهرتزية لنبضات الشارع والوطن بل العالم أجمع.
القراءة البصرية، والقراءة السمعية،
فأما القراءة البصرية أن تقرأ ما يرميه عليك الزمن من تطور أو انحلال.
تحاول من خلاله فك شفرة كلمة لماذا وأين ومتى وكيف.
أما القراءة السمعية فهي أن تسمع آخر التطورات اللفظية والفكرية للأمة من خلالها ستجد ما يكفي ظمأك لكلمة لماذا وأين ومتى وكيف تم ذلك.
هناك قراءات أخرى كالقراءة الصماء والقراءة العرجاء والقراءة الشمطاء والقراءة العوجاء والقراءة الرقطاء والقراءة الجرباء والسوداء والحدباء و…….إلخ.
كل تلك القراءات تجبر الفرد على الخضوع والإذعان إما بمزاج من الفرد أو بضغط من الواقع أو بإذعان من الملك الذي يصدح بصوت جهوري \”أنا الشعب\”.
ستبيد الأرياح اسمك فقل لي إلى متى ستظل جائعًا هكذا؟
قد يأتي علينا وقت نختار فيه طريقًا قرائيًا مختلفًا عن ما اعتادت عليه مجموعة عبودية للقراءة الموحدة.
تحارب وتجازف بكل ما تملك وتستمر الضغوط ويستمر استبسالك، لكن يظل بينك وبين الإذعان بالقراءة العبودية شعرة كشعرة معاوية،
فهل ستترك ما قطعته من مسافات في لحظة ضعف؟
وإن تركته، فهل الآن لديك نوع من القراءات الجديدة أم أنك صورة طبق الأصل لجدٍّ توفي وقد أوشك على المجئ مجددًا كل اختلافك بينك وبين جدّك أنك من زمن مختلف ولكن تعيش واقع قراءة عبودية بالألوان بدل من عبودية بالأبيض والأسود؟.
قد يستصغر أحدكم قيمة العدد\” 0 \” بل قد يقول أحدكم ماذا يفيد أو بماذا سيؤثر إن كنت تملك في لعبة ما قيمة عددية كالصفر، بماذا ستؤثر معي؟
خذ معي الرقم صفر وضع علامة عشرية وضع كسور، بل خذ معي العدد صفر وضع قبله أصفار لا حصر لها، وفي الأخير ضع لها رقم واحد يلي العدد صفر وانظر للرقم ستفاجئ بعدد كبير قد لا تستطيع قرائته! .
الصفر ما هو إلا محاولاتك البائسة الباسلة في محاولاتك لإستقطاب قراءة جديدة والعدد الختامي هو سر وصولك وكشفك الستار عن اللغز أي \”نجاحك\”.
العلامة العشرية هي توقفك برهة تبكي من شدة عجزك عن وضع رقم، والكسر العشري هي خطوة وقوفك لوضع حل وحدٍّ لهذا الإذعان القرائي.
إذًا تدور اللعبة حول الصفر القرائي كلما سجلت أصفارًا كثيرة أي عثراتٍ وتقلباتِ وآلامِ وأوجاعِ لتضع رقمًا لنجاحك وحدًّا لأصفارك كلما حققت عددًا ضخمًا من علامات القوة الترددية الكهربية. أي نعم، سيكون في داخلك شحنة كهربائية ولّدها التصادم العاصفي للقراءة نتج عنه قوة تدميرية هائلة وهذه الشحنة بدأت من النواة العددي للرقم \”صفر\”.
قرأت لجبران في رواية له:
.\”هناك أجيال مرّت مرور الذئاب الخاطفة بين المدافن، أما اليوم وقد صحا الفضاء وصحونا\”
فهل صحوتَ أنت؟

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات