مصر لديها مقومات التحول البيئي و”الزراعة الذكية” تحقق الأمن الغذائي
خبراء البيئة وممثلوا الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة و”سيداري “: “الزراعة الذكية” تحقق الأمن الغذائي
هاني الشاعر: لابد من مجابهة التغيرات المناخ بتبني أطر جديدة لدعم التنمية الزراعية بمصر
عمر البدوي: “الكرام” نموذجا يجب تعميمه على مشروع استصلاح الأراضي الصحراوية
أحمد حجازي: تعزيز الزراعة الذكية مناخيا كنهج لدعم التنمية الزراعية بمصر
جمال مختار: نراعى الحزام المناخي فى نوعية الزراعات بالقرية والاعتماد على الطاقة الشمسية أصبح أمر واقع
أحمد ياسين
تبنت الدولة المصرية تفعيل مفاهيم واعتبارات الزراعة المستدامة الذكية مناخيًا استجابة لدراسة نشرتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في عام 2016 بينت أن 32 دولة من أصل 189 دولة أدرجت الزراعة الذكية مناخيًا كأولوية في مساهمتها الوطنية.
وتسعى مصر من خلال هذا التوجه إلى تحقيق التوازن بين التكيف مع التغيرات المناخية والتخفيف من آثارها، مع التركيز على تحسين إنتاجية الغذاء حيث تجسد هذا التوجه في تطبيق نموذج متطور في مشروع المليون ونصف فدان في الصحراء المصرية حيث يقوم هذا المشروع على أسس راسخة تشمل توليد المعارف وتبادلها، تنمية القدرات، ودعم تنسيق السياسات بين مختلف المؤسسات المعنية.
وأكد خبراء البيئة ومدراء بالاتحادات والمنظمات الدولية المعنية بشؤون البيئة وحماية الطبيعة خلال ندوة “الزراعة الذكية في مواجهة التغيرات المناخية في المناطق الصحراوية”” التي نظمها المرصد المصري للتقنيات البيئية بمشاركة الدكتور هاني الشاعر المدير الإقليمي لمكتب غرب آسيا في الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) والدكتور عمر البدوي المدير التنفيذي لمركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا ( سيدارى ) إن من أهداف التنمية المستدامة إدماج تعزيز الزراعة المستدامة ، لأن نظم الزراعة التقليدية العالمية لن تتمكن من تلبية الطلب على الأغذية والمنتجات الزراعية الأخرى الذي سيزيد بنسبة 50 في المائة بحلول عام 2050 إذا ظلت ممارسات الإدارة غير المستدامة للموارد الطبيعية قائمة.
وأوضحوا أن آثار تغير المناخ على الزراعة تؤدي إلى تقويض الأمن الغذائي وسبل المعيشة لسكان المناطق الأكثر هشاشة على سطح الأرض مثل المناطق الصحراوية منوهين بأن ” قرية الكرام ” المقامة على 600 فدان بمركز بدر بمحافظة البحيرة تعتبر نموذجا للتنمية الزراعية المستدامة لمجابهة آثار التغيرات المناخية على الأمن الغذائي في المناطق الصحراوية.
وأكد الدكتور عمر البدوي، الخبير الدولي ومدير إدارة الأراضي بمركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا “سيداري”، أن مصر تمتلك كافة المقومات العلمية والتقنية لمواجهة تحديات التصحر والتغير المناخي، مشيدًا بالنماذج الناجحة التي تبرهن على ذلك، وفي مقدمتها قرية الكرام.
وأوضح ان الرؤية التنموية التي تمتلكها إدارة القرية تعد نموذجا جاد يستحق تعميمه على مشروع مليون ونصف فدان للاستصلاح الصحراوي حيث تطبيق القرية كل النظم الحديث من توفير المياه لري المحاصيل إلى إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية التي انتهت القرية من تدشين محطتين لإنتاج الطاقة والاعتماد عليها في مراحل التشغيل بالقرية وهو ما يجب تعميمه على مشروعات استصلاح المليون ونصف فدان التي تقوم بها الدولة.
من جانبه أوضح الدكتور هاني الشاعر المدير الإقليمي لمكتب غرب آسيا في الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) أن الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة یدعم موضوعات رئيسية تعاني منها المنطقة وتتمثل في تشجيع الحوكمة الرشيدة للمياه والتغير المناخي حیث يساعد الدول على تقوية قدراتهم الوطنية من أجل مراجعة الأطر القانونية الموجودة أو تبني أطر جديدة لإدارة موارد المياه بطريقة مستدامة والمساعدة في إدارة الموارد الطبيعة.
وأشار الدكتور الشاعر إلى أهمية مجابهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ على استدامة الأغذية والزراعة مشيدا بتجربة قرية الكرام في تنبي نظم الري الحديثة وتوليد الكهرباء ذاتيا من محطات الطاقة الشمسية واستخدام مياه الاستزراع السمكي الغنية بالمواد العضوية والمغذيات الناتجة عن مزارع الأسماك لري المحاصيل الزراعية بشكل يزيد من الإنتاجية ويقلل الاعتماد على الأسمدة والمياه إلى الثلث في حالات الري العادية، لذا علينا العمل بشكل داعم جنباً إلى جنب مع أعضائنا وشركائنا في المنطقة بما فیھا المنظمات غير الحكومية والحكومات لتحقيق نموذج جدید للتنمية المستدامة بناءً على مفھوم التنمية التي محورها الأساسي هو الإنسان.
وبدوره أوضح أستاذ العلوم البيئية بجامعة القاهرة الدكتور أحمد كامل حجازي أن إدارة القرية تعمل على تنفيذ رؤية مصر للتنمية المستدامة العام 2030، لتحقيق مبادئ استدامة انتاج المحاصيل الزراعية، وإنتاج الثروة الحيوانية من مزارع الأسماك وانتاج محاصيل الأعلاف مع الأخذ في الاعتبار الحفاظ على التوازن بين الاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
وأشار حجازي إلى رؤية إدارة قرية الكرام تعتمد على تعزيز وإدخال الزراعة الذكية مناخيًا كنهج لدعم التنمية الزراعية وضمان الأمن الغذائي في ظل تغير المناخ، حيث تعمل على تحقيق هذه الغاية، بتطوير الزراعة المستدامة إلى زراعة مستدامة ذكية مناخيا بالاستعانة بخبراء القطاعين الأكاديمي والعاملين في مجالي الإرشاد والتنمية، من أجل الاستفادة من جهودهم وخبراتهم في جميع القطاعات الزراعية، خاصة في تفعيل سياسات وبرامج الدولة المصرية علي أرض الواقع، ولذلك أصبحت نموذجا تنمويا يحتذى به في قرى المناطق الصحراوية.
وناشد الدكتور حجازي بضرورة تفعيل تجربة” الكرام” على أراضي الاستصلاح الزراعي بنطاق مشروع المليون ونصف فدان في الصحراء المصرية، باعتبارها نموذجًا يحتذى به في توفير استهلاك المياه الذي يصل وفقا لأنظمة وأسلوب” الري” في القرية بمساحة ٦٠٠ فدان إلي أكثر من 45% من الأساليب المتبعة حاليًا معظم أراضي الاستصلاح الزراعي وهو ما يتطلب التكثيف المستمر للإنتاج في النظم الزراعية المتكاملة التي تم التوصل إليها بفضل آثار تغير المناخ والتقلبات على هذه النظم ويمكن تحقيق ذلك من خلال توليد المعارف مقابل جميع المستويات وتطوير القدرات، ودعم تنسيق السياسات، وتمكين المؤسسات المعنية المختلفة.
وأضاف الدكتور حجازي على الدولة العمل على مساعدة القطاع الخاص لتعميم الزراعة المستدامة الذكية مناخيًا موضحا أن التحول إلى الزراعة الذكية مناخيًا، يتطلب اتباع نهج يشمل نطاق المنظومة لتنمية القدرات وعلى مستوي الدولة يجب أن تندرج الزراعة الذكية مناخيًا في إطار المساعي إلى تحقيق الإنتاج الغذائي والزراعي المستدام في ظل تغير المناخ.
في غضون ذلك أشار الدكتور جمال مختار رئيس مجموعة الكرام للتنمية المتكاملة إلى ضرورة تم مراعاة الحزام المناخي في نوعيه الزراعات وتربية الحيوانات لتحقيق أعلى إنتاجية ودراسة التربة ونوعية المياه المناسبة للمحاصيل المختلفة حتى لا تؤثر على الإنتاجية مع ربط مواقع الإنتاج الزراعي والحيواني بنظم الإنتاج المتكاملة التي تراعي البعد البيئي واعادة تدوير المخلفات الزراعية للحفاظ على صحة الإنسان خاصة أن العمالة الزراعية تستوعب 40 % من الأيدي العاملة في مصر.
وأوضح الدكتور جمال أنه تم إطلاق التيار الكهربائي بمحطتين للطاقة الشمسية في المشروع في خطوة ضمن 13 محطة نستهدف إنشائها حتى نهاية العام المقبل،معرباً عن تقديره لشركة توزيع كهرباء بالبحيرة وكل الجهات بالدولة التي اسهمت في إنفاذ محطات الطاقة الشمسية بالمشروع والتى تكللت بالنجاح من أجل دعم الإنتاج الزراعي عن طريق تقليل التكلفة في أهم المدخلات ألا وهو الطاقة، لتوفير مصدر دائم للطاقة النظيفة لتشغيل المولدات والأجهزة بجميع مراحل النتاج بالقرية بالإضافة إلى هدف قومي وهو ترشيد الاستهلاك والمساهمة بشكل فعال في تخفيف الأحمال على الشبكة القومية للكهرباء.
وفي ختام الندوة قام المرصد المصري للتقنيات البيئية برئاسة الاستاذ عاصم خليفة والخبير البيئي خالد مبارك المنسق الإعلامي للمرصد بتكريم كل من الدكتور هاني الشاعر المدير الإقليمي لمكتب غرب آسيا في الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) و
الدكتور خالد فهمى، الخبير الدولي ومدير إدارة الأراضي بمركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا “سيداري”، والدكتور جمال مختار رئيس مجموعة الكرام للتنمية المتكاملة ،تقديرا لجهودهم في الحفاظ على البيئة ودعم المشروعات التنموية في مجالات صون الطبيعة والزراعة الذكية المستدامة الرامية لتحقيق الأمن الغذائي.