في واقعة مأساوية هزّت منطقة الطالبية بالجيزة ظهر أمس، فقدت الطفلة ريماس ، البالغة من العمر 9 سنوات، حياتها في حادث أسانسير أليم. كانت ريماس تلهو كعادتها أمام الأسانسير في الطابق الثالث من العقار الذي تسكنه مع عائلتها، لكن فضولها دفعها للنظر من بين فتحات الحائط غير المسدودة، لتلقى حتفها بطريقة مأساوية.
تفاصيل الحادثة
البداية كانت عندما قررت الطفلة ريماس التحقق من حركة الأسانسير أثناء نزوله. وفي لحظة مروعة، التقط الأسانسير عنقها وسحبها بقوة، مما أدى إلى فصل رأسها عن جسدها. أصوات الارتطام والصراخ التي أعقبت الحادث جذبت انتباه والديها، اللذين هرعا إلى مكان الحادث ليجدوا جثة ابنتهما الصغيرة. لم يتمالك الوالدان نفسيهما من هول الصدمة، وسرعان ما تجمع الجيران وأبلغوا الشرطة بالحادث.
تحقيقات الشرطة
الرائد أحمد فاروق، رئيس مباحث قسم شرطة الطالبية، انتقل فورًا إلى موقع الحادث. تبين من المعاينة أن العقار، المكون من 7 طوابق، ملك والد الطفلة ريماس، وهو رجل أربعيني يُدعى محمد ويعمل محاسبًا. كما كشفت المعاينة عن أن تصميم الأسانسير كان عشوائيًا، إذ كان “الوير” يظهر بين الأدوار أثناء نزول المصعد، ولم تكن هناك حوائط فاصلة. هذا التصميم الخاطئ كان السبب الرئيسي في وقوع الحادث المأساوي.
شهود العيان
خلال التحقيقات التي أشرف عليها العقيد سامح بدوي، مفتش مباحث قسمي شرطة الطالبية والعمرانية، اتضح أن أحد سكان العقار كان يستخدم الأسانسير من الطابق الأول. عند وصول الأسانسير، شاهد جثة الطفلة، مما دفعه للصراخ وجعل الأهالي يتجمعون بكثافة في العقار.
شهادة الوالدين
أمام المباحث، أوضح والدا الطفلة ريماس أن الضحية هي ابنتهما الوسطى بين أربعة أطفال، وكانت محبوبة جدًا من الجميع. اعتادت الطفلة اللعب في الطابق الثالث حيث يسكنون، ولم يتخيل الوالدان أن تكون الفجوات بين الأسانسير والحائط سببًا في هذه الكارثة. أشار الوالدان إلى أن المصعد كان يخضع للصيانات الدورية بانتظام، واعتبرا أن ما حدث هو قضاء وقدر، نافيين وجود أي شبهة جنائية.
قرارات النيابة
بعد التحقيقات، صرحت نيابة الطالبية والعمرانية بدفن الطفلة ريماس، ولم توجه اتهامات بالإهمال لوالدها صاحب العقار. أكد المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، المستشار محمود غيطاس، عدم وجود شبهة جنائية في الحادث.
بداية البلاغ
بدأت الواقعة بتلقي شرطة النجدة بلاغًا بوفاة طفلة عمرها 9 سنوات في منطقة الطالبية جراء حادث أسانسير. انتقلت قوات الأمن إلى مكان البلاغ فورًا، وتبين من التحقيقات الأولية أن رأس الطفلة قد فصل عن جسدها.
مأساة تهز المجتمع
أثارت وفاة الطفلة ريماس موجة من الحزن والغضب في المجتمع المحلي، حيث تسببت الفجوات غير المغلقة في الأسانسير في وفاة بريئة. وطالب العديد من السكان بتحسين معايير السلامة في المصاعد وتطبيق الصيانة الدورية بشكل أكثر دقة لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية في المستقبل.
ضرورة تحسين معايير الأمان
هذه الحادثة تسلط الضوء على ضرورة تحسين معايير الأمان في المصاعد السكنية. يجب على أصحاب العقارات التأكد من أن جميع الفجوات مغلقة وأن المصاعد مصممة بشكل آمن لحماية السكان، خاصة الأطفال الذين قد لا يدركون خطورة الاقتراب من الأجزاء المتحركة في المصاعد.
المجتمع والتضامن
في لحظات الحزن العميق، أظهر جيران وأسرة ريماس تضامنًا كبيرًا، حيث قدموا الدعم المعنوي والمساعدة اللازمة لعائلة الطفلة. هذه اللحظات تبرز أهمية التكاتف المجتمعي في مواجهة الكوارث، وتظهر كيف يمكن للمجتمع أن يكون ملاذًا للأسر في أوقات الأزمات.
الختام
مأساة ريماس يجب أن تكون دعوة للعمل من أجل تحسين معايير الأمان في المصاعد وتطبيق الصيانة الدورية بدقة أكبر. هذه الخطوات البسيطة يمكن أن تنقذ الأرواح وتجنب العائلات الألم الذي لا يوصف الذي عانت منه أسرة ريماس. نتمنى لأهلها الصبر والسلوان في مصابهم الجلل، ونسعى جميعًا لضمان أن يكون مستقبل أطفالنا أكثر أمانًا
