في الوقت الذى كانت الإمارات في صدارة القوى الإقليمية الرافضة لخطة ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة، والأكثر مبادرة فى الدعم الإنساني والسياسي للقطاع طوال مدة الحرب الإسرائيلية على غزة بالإضافة إلى دورها في دعم مفاوضات الوسطاء لصمت المدافع في القطاع، كان مثيراً مساعى البعض لاجتزاء وفبركة كلمة السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة، أمام القمة العالمية للحكومات في 12 فبراير 2025، واتهامه بالترويج لخطة ترامب بعد تأكيده على أنه لم ير بديل لها. بيد أن المتابع لكلمة العتيبة يلحظ الرغبة في الإصرار على تقطيع أوصال خطاب العتيبة، برغم إدانة السفير الإماراتي الواضحة، والتي لا تقبل الشك، بإن الولايات المتحدة تتبع نهجا “صعبا” بشأن قضية غزة.
الحملة الممنهجة في التفاعل مع كلمة العتيبة، ومحاولة إخراجها من سياقها الطبيعى، ربما لا تستهدف السفير الإماراتي في حد ذاته، بقدر ما تستهدف الدور الإماراتي الدعم للقضية الفلسطينية، وتسعىى إلى شق الصف والإجماع العربي الذى ظهر لتوه منذ سنوات بعيدة من خلال تأكيد العالم العربي على رفض تهجير سكان غزة، والتأكيد على أن حل دولتين هو الأساس. ولذلك وجب التنبيه لمثل هذه الحملات التي قد تحمل ارتدادات عكسية على وحدة الصف العربي.
وفي 4 فبراير الجاري، كشف ترامب، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، عن عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير الفلسطينيين. ودعا ترامب لتهجير الفلسطينيين إلى دول مجاورة، خاصة مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان ومعهما الإمارات والدول العربية ودول أخرى ومنظمات إقليمية وغربية. ولاقى مخطط ترامب لغزة رفضاً فلسطينياً وعربياً ودولياً واسعاً، بينما قوبل بإشادة كبيرة على المستوى السياسي في إسرائيل.