فيوضات قلبية يكتبها :
إبراهيم أبو العزم .. باحث فى الشؤون الإنسانية .
و لا زلنا مع ( رَبِّ الْعَالَمِينَ )
فهى من حيث المعنى إشارة إلى التفرد بالربوبية و التصريف التام على كل العالمين و كلمة ( رب ) هى إشارة إلى التوحيد فى أعلى معانيه فالقرآن هنا ذكر رب واحد و هذا هو جوهر التوحيد الموجود فى (لا إله إلا الله محمد رسول الله )
فالشهادة العظيمة تشير و تقر بإله واحد هو الله و برسول واحد واجب الإيمان به للدخول الى نور الله الإله هو سيدنا محمد رسول الله
و إذا كانت الألوهية هى تمام الهيمنة و الجلال و الجمال و الإستحقاق للعبودية و كل ما هو واجب لها من صفات علمناها أم لم نعلمها
فإن الربوبية هى لطف و رحمة هذه الصفات و عظيم سريان محبة الله الإله لعبيده المحبين لتمام العبودية له
( العالمين ) ورد فى تفسير البغوى التالى :-
(العالمين) جمع عالم، لا واحد له في لفظه، واختلفوا في العالمين؛ قال ابن عباس:\” هم الجن والإنس لأنهم المكلفون بالخطاب\”
قال الله تعالى: {ليكون للعالمين نذيراً} [1 – الفرقان].
وقال قتادة ومجاهد والحسن: \”هم جميع المخلوقات\”، قال الله تعالى: {قال فرعون وما رب العالمين * قال رب السماوات والأرض وما بينهما} [23 – 24 الشعراء].
و نلاحظ من خلال ما عرضنا أن العالمين هم من مخلوقات الله و كل مخلوقات مرسل لها سيدنا محمد رسول الله رحمة للعالمين بنص الآية الكريمة :- فى سورة الأنبياء
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107)
و كأننا حين نقرأ ( رَبِّ الْعَالَمِينَ ) نرى أنوار شهادة الحق و نور الإسلام (لا إله إلا الله محمد رسول الله ) فى أسمى صور المحبة الربانية و جمال فضل الله على العالمين
و الله أعلى و أعلم و هو يهدى إلى نوره و أسرار فيوضات لا إله إلا الله محمد رسول الله فهى نور الرحمات و أصل البركات و منبع المحبة الإلهية و مركز مدار إنتظام الأكوان