فى نور القرآن الكريم فيوضات قلبية حول ” لا إله إلا الله محمد رسول الله “ الحلقة الثامنة عشر

فيوضات قلبية يكتبها :
إبراهيم أبو العزم .. باحث فى الشؤون الإنسانية
تابع / سورة الفاتحة
(( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) ))
الذين :– أداة وصل …و ما بعدها يطلق عليه صلة الموصول ……..( أنعمت عليهم )
النعمة من الله هى صلة فضل من الله للمؤمنين و تمام استدامة هذه النعمة هو اتصالها بالصراط و الصراط كما قلنا هو الطريق و الطريق يشير فى معناه و حقائقه من جهة الشكل المادى :- إلى ممر واسع ممتد يصل بين مكانين
و من حيث الشكل المعنوى و الفكرى :-
إلى كيان محدد سواء على شكل خطوات أو أفكار أو مراحل وجدانية و شعورية يجب على الإنسان أن يمر بها و يعبرها للوصول إلى ما قصده الإنسان .
و لاحظنا هنا أن الصراط ذكره الحق سبحانه و تعالى بدون وصف الاستقامة فى الآية السابقة
بل ذكره قرين صلة الإنعام منه و هذا يضعنا أمام احتمالين كليهما صحيح من حيث منظور الفهم :-
1- أن صراط فى الآية 7هو المصدر و هو الصورة الأولى و الصراط المستقيم فى الآية قبلها تابع و نابع من نور الأصل صراط
2- أن الصرا ط المستقيم فى الآية 6 هو المصدر و هو الصورة الأولى لمدد الله و صراط فى الآية 7 نابع من نوره
و كلتا الحالتين و منظومة الفهم المنطقى فيهم تشير إلى نفس منظومة الفهم المنطقى و دائرة النور الإيمانى فى ( لا إله إلا الله ) فإن قلنا :-
1- إن النفى سابق على الإستثناء و الإثبات فى الشهادة كان حقا ..و ذلك من وجه السياق اللغوى و الظاهر المادى
2- إن الإستثناء و الإثبات سابق على النفى ..من وجه الحقيقة الأزلية و هى أن الله هو الأول و الآخر , و أن سبق وجوده و ثباته هو كان الأصل فى نفى الألوهية عن كل ما سواه ..كان حقا
# صراط مفرد , الذين إسم وصل للجمع ..و هذا الجمع بالرغم من أنه يعبر عن تعدد ما يحتويه من الأشخاص إلا انه يعبر عن مفرد من حيث أنه مجموعة واحدة يجمعها صلة الوصل المنبثقة من ( الذين أنعمت عليهم )
## و بالتالى فنحن هنا أمام إفراد يتوزع على كثير من الأفراد و هذه الكثرة من الأفراد تتوحد فى كيان كلى مفرد و لكنه مفرد من حيث هو مجموعة واحدة يشملها حكم وصال واحد ##
((( و هذا ه جوهر العلاقة بين سيدنا ( محمد رسول الله ) و أمته )))
• و بذلك يتحقق لنا أحد فيوضات كمالات نور ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) من الآية الكريمة
و الله أعلى و أعلم و هو يهدى إلى نوره و أسرار فيوضات لا إله إلا الله محمد رسول الله فهى نور الرحمات و أصل البركات و منبع المحبة الإلهية و مركز مدار إنتظام الأكوان