تحقيق : محمد حسين زغلة
هل يقبل الشاب الزواج من فتاه تعرضت للإغتصاب أو فقدت بكارتها لأي سبب من الأسباب رغما عنها ؟
قضية تطرح نفسها هذه الأيام مع تزايد نسبة جرائم الإعتداء الجنسى و فى تبقى الضحية وحدها تواجه مصيرا أرغمت عليه .
أجرينا استطلاعا مع بعض الشباب ووجهنا لهم السؤال هل تقبل أن تتزوج من فتاه تعرضت للإغتصاب ؟
و كان السؤال مزعجاً للجميع والإجابة أصعب لأنه يحمل إستفزازاً إنسانياً أصاب بعضهم بالعصبية وبعضهم كشر عن أنايبه وآخرين إحتاجوا لوقت ليس بالقصير لكى يجيبوا .
البعض استنكر الأمر وفي المقابل كان هناك تفهم رائع من بعض الأشخاص رأوا أن المغتصبة من حقها أن تبدأ من جديد بحياة يملؤها الفهم والوعي الحضاري الجميل .
يرى أحد الشباب إنه في مجتمعاتنا الشرقية كثير من الأمور التى ترسخت من خلال عدة عوامل موروثه عبر تاريخه الممتلىء بالتقاليد والأعراف تُحتم علينا النظر فيها من جديد ومراجعة أفكارنا القديمة بها ومنها على سبيل المثال \” غشاء البكارة \” واحدا من المواضيع الشائكة التي نود طرحها للنقاش وهل هناك من الرجال من يقبل الزواج بفتاة تعرضت للاغتصاب أو فقدت بكارتها لأي سبب ؟ .
و أشار إلى أن غشاء البكارة هو الدليل على نقاء روح وجسد الأنثى وتختلف نظرة شعوب العالم إلي غشاء البكارة فبالرغم من إنه دليل العفة وطهارة الفتاة العربية فإنه دليل علي العُقد والإضطرابات النفسية للفتاة الغربية ونتيجة اختلاف هذه النظرة ظهرت أهمية رتق هذا الغشاء للفتيات العربيات اللائي فقدن عذريتهن بسبب إقامتهن علاقات غير مشروعة قبل الزواج أو تعرضهن لحوادث اغتصاب.
من ناحية أخرى اختلفت الآراء بشأن إجراء هذه العملية ما بين مؤيد ومعارض فذهب الرأي الأول إلي ضرورة إجرائها خصوصاً للفتاة المغتصبة حتي نحثها علي طرق باب الفضيلة ولا ندفعها إلي طريق الرذيلة بينما ذهب الرأي الآخر إلي ضرورة الالتزام بآداب مهنة الطب وعدم إجرائها حتي لا يقع زوج المستقبل ضحية لعملية غش وخداع .
حول غشاء البكارة يقول الدكتور نا جرجس أخصائى جراحة عامة إنه غشاء رقيق يغلق فتحة المهبل جزئيا لكنه يسمح بمرور دم الحيض ويتكون من طبقتين من الجلد الرقيق بينهما نسيج رخو غني بالأوعية الدموية وتفترض المجتمعات المحافظة أن يبقي هذا الغشاء سليما لحين الزواج .
يختلف شكل وحجم ودرجة متانة غشاء البكارة فقد يكون مطاطيا وهذا النوع يصعب تمزقه لأنه له قدرة فائقة علي التمدد وقد يحتاج إلي التدخل الجراحي من قبل الطبيب ويفتح بواسطة المشرط بعد إعطاء المريضة قدرا كافيا من البنج .
هذا النوع نسبته بين الفتيات ضئيلة جدا وقد يكون الغشاء حلقيا أو دائريا وقد يكون شبكيا أو غرباليا وأيا كان فإن الغالبيه العظمى من الفتيات لديهن غشاء بكارة سهل التمزق نظرا لرقته فمع التمزق تنفجر بعض هذه الشعيرات الدموية مخلفة قطرات من الدماء ومن الطبيعي أن يفض هذا الغشاء بواسطة الزوج بعد إتمام عقد الزواج
لكن هناك ظروفا معينة يفض فيها هذا الغشاء بدون زواج مثل تعرض الفتاة لحادث اغتصاب أو ممارستها علاقة غير مشروعة مع أحد الأشخاص وقد تلجأ هؤلاء الفتيات إلي إجراء عملية رتق غشاء البكارة أن هذه العملية غير منتشرة لدينا في مصر ولم تصل إلي حد الظاهرة فمازال الوعي الديني لدينا منتشرا وتنطوي هذه العملية علي غش لطرف ثالث وهو الزوج الذي يجهل إجراء زوجته لهذه العملية .
هنا تقع الضحية تحت طائلة القانون لأنها تنطوي علي تدليس وخداع ومن الأفضل للفتاة التي تعرضت لحادث اغتصاب أو تزوجت عرفيا أن تصارح الشاب الذي سوف ترتبط به بما حدث لها فهذا أكرم وأشرف لها أما بالنسبة للبنت التي تعرضت للاغتصاب كرها فقد أفتي الدكتور على جمعة مفتر مصر الأسبق و وافقه عدد غير قليل من علماء الأزهر بأن هذه الفتاة الضحية يجوز لها أن تجري عملية رتق غشاء البكارة أما الفتاة التي فقدت عذريتها بمحض إرادتها فلا يحق لها إجراء هذه العملية وعليها إخبار الزوج بما حدث لها وهناك رجال في المجتمع يقدرون صراحة المرأة ويتقبلون هذا الأمر والدليل علي ذلك حينما قال سيدنا المسيح لقومه عندما أرادوا أن يرموا سيدة مذنبة بالحجارة \”من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر فامتنع الناس عن ضربها\” وهذا يدل علي أنه لم يكن هناك واحدا من البشر خاليا من الخطيئة ونحن هنا لا نشجع علي الرذيلة ولكن نحث علي طرق باب التوبة والتمسك بالدين قدر الإمكان وباب التوبة مفتوح للناس كافة .